افلح (لويس دياز) بالفوز في الانتخابات التي جرت في (بوغوتا) العاصمة الكولومبية، وتسلم مهام منصبه كعضو في المجلس البلدي للمدينة مع مطلع العام الحالي (2001).
... الطريف ان دياز هذا امضى عشرين عاما من عمره ماسحا للاحذية على ارصفة العاصمة الكولمبية.. والاطرف من هذا انه انفق مبلغا لا يتجاوز الاربعين دولاراً على حملته الانتخابية!! وقد الحق هزيمة نكراء بعتاة السياسيين والنقابيين التقليديين الذين يتهمهم (دياز) وناخبوه بالفساد والرشوة والمحسوبية والضلوع بتجارة المخدرات...
يقول دياز في هذا السياق: «كان انتخابي صفعة للطبقة السياسية التقليدية التي لم تفعل شيئا لتحسين احوال الفقراء بل كرست جهدها للدفاع عن مصالحها الخاصة فبات الغني اكثر غنى والفقير اشد فقراً ولهذا فإنه يسعى لتغيير سياسة رديئة وفاسدة وسوف يدافع عن حقوق ماسحي الاحذية والباعة المتجولين».
يصر البعض ممن يفوزون في الانتخابات (نيابية.. نقابية.. جماهيرية.. الخ) ان يكونوا ماسحي احذية.. بدلا من خدمة الجمهور الذي انتخبهم وبدلا من انحيازهم لبرامجهم الانتخابية وترجمتهم لمصالح الناس بأمانة واخلاص.. اذ سرعان ما ينقلب الواحد منهم تحت ضغط مصالحه الخاصة ليصبح ماسحا لاحذية هذا او ذاك من اصحاب السلطان والنفوذ والطغاة المستبدين اصحاب النزعة الذاتية المفرطة.
انها دعوة للتمرد.. او للتحرر ان شئت.. تلك الدعوة التي حمل لواءها عبر التاريخ الانبياء من المسيح عليه السلام الى محمد عليه الصلاة والسلام يدعون الى التحرر من الظلم والاستعباد ويحثون الناس على نبذ العبودية .. والقهر.. والتسلط.. والطغيان.
ثمة من قام بدعوة مسؤول فاسد متورط بفضائح سياسية واخلاقية وفي رمضان (بالذات) بصفته من ارباب التقوى!! .. الى مخيم بائس على مائدة الافطار وتسويقه زوراً وبهتانا في اوساط الناس لتبييض صفحته وهو يعاني من عزلة شديدة رغم انه (اي المسؤول) كان يعتقد في نفسه انه كـ(زاباتا) معبود الجماهير في اميركا اللاتينية.
شخص اخر راح يُخضع نفسه بشكل مذل لمشيئة زميله مع انه شغل موقعه انتخابا وكان يعوّل عليه ان يأخذ دوراً طليعيا.
اما صاحب الدعوة اياه - وهو بالمناسبة منتخب ايضا- فقد دعا ذلك المسؤول املا في الفوز بقطعة ارض صغيرة في مخيم عاثر.. او زيادة سخيه في راتب تقاعدي ليضمن حياة هانئة بعد ان تخلى تماما عن الشرف.
تقول الاسطورة ان الذين يترعرعون في الاقبية ولا يرون سوى الاحذية من ثقوبها ... لا يستطيعون رؤية الشمس (الحرية) حتى لو واتتهم الفرصة لذلك.
لماذا.. لماذا يصر البعض ان يكونوا ماسحي احذية؟!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق