الأحد، 28 نوفمبر 2010

أسعد .. سعيد .. مسعود

 00017z.jpg



في هذا العالم الواسع الشاسع .. في هذه الدنيا .. بكل ما رحبت .. تعرفت إلى أصناف كثيرة من البشر .. منهم الصادق .. منهم الشجاع .. منهم الحكيم .. والحليم .. والكريم .. ومنهم الكاذب .. المنافق .. المنتفع .. والأفاق .. وفي الحالتين .. كنت أرى الأمور طبيعية .. فهذا هو حال الدنيا ..
غير ان الذي ظل يفاجئني .. بل ويصعقني .. هو إحساس بعض الناس .. ان بإمكان المرء .. ان يكون أسعد .. سعيد .. مسعود صديق العالم كله .. وكلما واجهني شخص من هذا القبيل .. او كلما تعرفت إلى شخص من هذه النوعية .. كنت أصاب بالخيبة .. والإنكسار .. لأن أمثال هؤلاء الناس .. غريبون .. عجيبون .. لا يعرفون عن الحياة الكثير ..
أسعد صديق محترم .. مؤدب يقدر الناس كل الناس .. مستعد لتقديم العطاء .. بأنواعه كافة .. ولعموم الناس .. وبدون منّه او جميلاً .. يتعامل مع الآخرين .. ببساطة وطهارة متناهية .. لدرجة انك تحسبه «غريب ديار» .. كلما إلتقيته كان يوجه النصح لي .. بضرورة إستخدام المفردات اللائقة .. والهادئة .. بل والمؤدبة .. والجميلة .. لا يحسن الشتم .. والشتائم .. أو التجريح .. او الإستغابة .. وشعاره (وجادلهم بالتي هي أحسن) ..
في الآونة الأخيرة .. وبعد ان إحتك بالمكان .. وطبيعة المكان .. ورواد المكان .. أصبحت المفردات القاسية .. هي صولجان قاموسه .. وصفوة مفرداته ..
سعيد صديق آخر .. كبقية خلق الله .. بسيط .. مخلص .. لقناعاته .. ولأصدقائه .. شريطة ان يبادلونه نفس الإخلاص .. ويزيدون .. يظن وبكل جوارحه .. انه بإمكان الإنسان ان يكون أسعد .. سعيد .. مسعود .. فكلما رأيته يرهقني بالتحدث عن تناقضات أصدقائه .. وانهم من إتجاهات شتى .. ومتناقضة بل .. ومتناحرة أحياناً .. وكلما حدثته عن عدم إمكانية تحقق هذا الأمر .. كان يقول «انه صديق لكل الناس» .. وبعد ان عاش تجارب بعينها .. ومر بمحن صغيرة .. أدرك بحسه الفطري الباحث عن (.....) .. ان ثمة إستحالة ان يكون المرء .. أسعد .. سعيد .. مسعود ..
اما صديقي مسعود .. فقد ظللت أعاني كثيراً من علاقاته .. وتنوعها .. وإتساعها .. وتناقضها .. فتراه يسير في مظاهرة برفقة أصدقاء له .. من نمط خاص تندد بأمريكا رأس الأفعى .. وقوى الطغيان .. والشيطان العالمي .. وربيبتها (.....) وبعد سويعات تجده يجلس في مكان دافئ .. في عز الشتاء .. يقلّب أرجيلته .. يمدها بكل ما يتيسر .. ويغذيها بكافة أنواع التبغ .. وغيره .. بغية الوصول إلى النشوة .. مع شلة أخرى .. من طراز مختلف .. شعارها «علفة شعير وعلى الدنيا الهلاك !!»
أخيراً وصل صاحبي إلى قناعة .. وبعد معاناة .. انه يستحيل عليه .. وربما على غيره ان يكون أسعد .. سعيد .. مسعود .. صديق العالم كله ..
آه يا أصدقائي .. كم عانيت .. من الظلم .. وعدم التفهم للواقع .. تتهمونني  بأني متعالٍ .. متعجرف .. فج .. ولا أحسن التعامل مع الآخرين .. الآن جاء دوركم .. لقد تغير الحال وانني لناظر ما سوف تفعلون .. وفي يقيني أن أسعد سعيد مسعود..
محض خيال ولا وجود له في الواقع..



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الوحدات «الرياضي»      العدد «289»     التاريخ : 1/10/2002     سامي السيد

الإنسان والجريمة !!

 



ظل الإنسان على إمتداد الزمن مخلوقاً حائراً .. ومحيراً .. ورغم حيرته .. فقد شغل العلوم الإنسانية المختلفة .. دون ان تصل إلى نتائج قطعية لصيرورته .. فعلم النفس .. بذل جهوداً كبيرة .. بغية الوصول إلى كنه الإنسان .. وحقائق حياته .. إن حول طبيعته .. تكوينه .. مزاجه .. إنفعالاته .. كذلك الحب والكراهية في حياته ..
رغم هذا .. ما أشرنا إليه من بحث مستفيض .. ودراسة معمقة .. إهتمت بالإنسان لم تصل تلك العلوم والدراسات .. إلى وضع نتائج شبه مؤكدة .. حول هذه المسألة او تلك .. وبخاصة ما يتعلق منها بدواخل الإنسان .. بل لامست جوانب سطحية وشكلية .. وبعيدة عن العمق .. فالإنسان كائن متغير بعواطفه وتصرفاته .. يرتبط مزاجه .. ومشاعره بمصالحه .. وإمتيازاته .. هنا وهناك .. إذ سرعان ما يشعرك بالحب العميق .. الذي لاحدود له .. وفي طرفة عين تنقلب الصورة فيغدو الحب شكلاً من الزيف .. أستخدم وحسب لتسويق الذات عند هذا .. أو ذاك ..
لكن الحيوان .. يمتلك مشاعر اكثر صدقاً .. فهو فطري .. لا يحسن الكذب والمداهنة ولا يضمر غير ما يعلن .. يتألم حين يجوع او يتعرض إلى العطش .. وبالتالي يحدد سلوكه .. بناءً على حاجات غرائزية .. جوعاً كان .. أم خوفاً .. أم برداً  ..
أما علم الجريمة فقد عجز هو الآخر عن تحديد ماهية الإنسان .. فالأبحاث الكثيرة ظلت عاجزة عن وضع حد نهائي لفهم سيكولوجية «الجريمة والمجرمين» .. غير انها أفلحت في تحديد ملامح قد تصلح أداة للقياس .. وتصلح أسلوباً لملاحقة (مرتكبي الجرائم) حتى وإن أفلتو لبرهة من الزمن .. طالت ام قصرت .. فملامح الجريمة واضحة .. وآثارها أكثر وضوحاً .. ونتائجها هي التي تحدد شكل الجريمة .. ومرتكبيها .. وما هي إلا هنيهة حتى يتم إلقاء القبض على الجاني ..
أخيراً توصل العلم إلى أبحاث جديدة في علم الجينات .. قادر على التصدي لكافة المشكلات الوراثية .. فنستطيع ببساطة أخذ عينة من هذا او ذاك .. لتحديد أصله الجيني حتى ولو كان .. الفرعون الأكبر ..
ما يميز (الإنسان الإنسان) .. عن (الإنسان الحيوان) الوعي .. والوعي وحده !!







ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الوحدات «الرياضي»      العدد «285»     التاريخ : 3/9/2002     سامي السيد

الجدار ..

 



هاتفني صاحبي وهو يكاد يطير من الفرح .. طالباً لقاءً سريعاً .. ذهبت إليه على الفور .. ولما إلتقينا بادرته بالسؤال ..(خير إن شاء الله) .. قال : غداً سوف أكون في فلسطين !!؟ .. وهمس في أذني .. ها أنا أعلمك .. دير بالك على الأولاد !! .. قلت في نفسي .. اللهم نصْرّك .. فالرجل يحب الخلود والخالدين .. وربما يفعلها .. كما فعلها سلفه ورفيقه خالد أكر .. فينتقم من الصهاينة .. لكل هؤلاء الغلابا والمقهورين .. ويثأر لنفس الشهيد عماد مُغنيه .. ورحت أحدث نفسي .. ربما يفعلها ..
ولعل الرجل يذهب إلى قرية بلعين ويقود أهلها في مواجهة ساخنة هناك مع قوات الاحتلال .. ضد الجدار والمعابر والحواجز .. «فأبو الخُلد» أهل لذلك .. راحت الصور تلوحُ أمامي .. كلقطات من شريط سينمائي .. فشاهدت الرجل وهو يرتدي «الشورت» الأحمر .. و(الفانيله) الخضراء .. ويقفز كالفهد .. صوب الجدار .. حاملاً بين يديه علم الوحدات الأخضر .. وبقفزة واحدة وإذا به قد تسلق الجدار زارعاً علم الوحدات مُزداناً بشعاره فوقه وهو يهتف عاشت فلسطين حرة عربية .. الموت للغزاة ..
أما صاحبه ميسور الحال فقام بشراء بلدوزر عملاق «همر» .. من حر ماله .. وراح يقوده بنفسه صوب الجدار .. ويقوم بضربه هنا وهناك فيفتح الثغرة تلو الثغرة .. ثم قام بملاحقة جنود الاحتلال بآليته .. وهم يفرون أمامه كالخراف .. مما أعاد إلى ذاكرتنا صنيعة السينما الأمريكية «رامبو» .. كيف لا وصاحبنا .. شعاره المُفضل .. (الحياة وقفة عز) ..
وأمام المشهد المهيب .. راح أهالي قرية بلعين يهتفون (عليهم .. عليهم) .. (وحداتي ما بروّح إلا الراية مرفوعة)..
نهضت من النوم من شدة الفزع والفرح .. مذعوراً .. كيف لا .. ورفاقي في خطر .. ربما اعتقلهم الصهاينة .. .. أو حصل لهم أي مكروه .. ربما نالوا الشهادة .. على الفور .. خطفتُ هاتفي .. ورحت أبحث عنهم في كل مكان .. ولا من مجيب (لا تندهي ما في حدا) .. فازداد قلقي .. وشغفي لمعرفة ما حدث .. فاتصلت على الفور .. بصديق لي هناك .. وأبلغته بضرورة البحث عنهم .. وفي كل الأماكن .. ليوافيني بالخبر اليقين في أقصى سرعة .. وبعد ساعات هاتفني الرجل المكلف قائلاً : أصدقاؤك ينعمون بالأمن والرفاهية وآخر حلاوة .. فسألته أين هم الآن .. فقال في كازينو أريحا .. وراح الرجل يصف لي المكان بدقة .. قائلاً : صاحبك ميسور الحال يجلس منفرداً على حافة طاولة عملاقة خضراء اللون .. تشبه ملعب كرة القدم .. وبجانبه تقف امرأة جميلة ممشوقة القوام .. تقوم بخدمة صاحبنا الميسور .. وترتب له (فيّش) اللعب .. وصاحبنا الآخر يرقصُ كلما لاحت في الأفق مكاسبٌ جديدة .. وفي ذروة انسجامه جاء إليه أحد أبناء العمومة ليشاركه اللعب .. فرفض صاحبنا بشموخ !! معتذراً أنه يحب اللعب منفرداً .. وكلما انتهى شوط تنحني المرأة للقيام بالخدمات المعهودة من جديد تاركةً قلادتها الذهبية تتدلى على صدرها .. أهداها للتو صاحبنا   كعربون محبة وفالِ خير لمشواره المعهود .. نُقشَ عليها بعناية شديدة (الحياة وقفة عز).
أفهم لماذا يبقى البعض في المطارات العربية والمعابر والحدود لساعات طويلة .. وأفهم أيضاً لماذا تُنجز جوازات البعض في لمح البصر في تلك المعابر والحدود ..
من كازينو لبنان إلى كازينو أريحا والعكس بالعكس ..




ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الوحدات «الرياضي»      العدد «560»     التاريخ : 19/2/2008     سامي السيد

الرأس !!


 


البعض يتفاخر أنه أطاح بالرأس الكبير  .. على إعتبار أن هذا الرأس .. ديكتاتورياً .. متسلطاً .. منحازاً .. متعجرفاً .. ومغروراً ، والأهم .. أنه يمتلك «أيدولوجيا» .. وهنا الطامة الكبرى .. التي طالما أزعجت هؤلاء وغيرهم ..
الغالبية الساحقة من الذين تطاحنوا مع «الرأس» .. لهم أيضاً «أيدولوجيا» معادية .. إما مضادة .. وإما فاسدة  .. أما أصحاب الأيدولوجيا المضادة .. فلهم كل الحق في الفرح والبهجة .. بسقوط الرأس الذي لم يحفل بهم .. ولم يساومهم .. ولم يعرض عليهم أي سعر أو مقايضة .. بل تجاهلهم تماماً .. وأدار الظهر لندائاتهم .. ناشدوه .. تمنوا عليه .. وإتصلوا به مراراً .. وتكراراً .. عارضين خدماتهم لحمل المعركة .. ولكنه أبى .. وإستكبر .. وبعجرفة لأنه على حد تعبيره «مش شايف جورج بوش»..
أما أصحاب الأيدولوجيا الفاسدة .. فموقفهم معروف منذ أمد بعيد .. وحلمهم .. وهاجسهم .. إسقاطه بكل الوسائل .. شرعية كانت .. أم غير شرعية .. أخلاقية كانت .. أم غير أخلاقية .. بقوانين عرفية .. وغير عرفية .. المهم إسقاطه .. ولأن الطريق كانت موصدة .. فإن الحل أن لا تجري الإنتخابات .. وأن يتم تشكيل لجنة مؤقتة يكون للفساد فيها .. مرتعاً .. وأن يفشل «الرأس» .. في توفير الضريبة المطلوبة .. «النصاب» .. فيقع المحظور .. وتصادر الحرية والديمقراطية ..
من حق هؤلاء أيضاً .. أن «يصهللوا» .. فرحاً بما آلت إليه الأحوال .. خاصة وأن الرأس قد قطع عليهم الطريق .. وأسقط خياراتهم المتشبثين بها .. حتى لحظة توفر النصاب .. فأسقط من يدهم ذاك الخيار .. الذي ظل يلازمهم حتى اللحظة الأخيرة .. بعدما فعلوا ما بوسعهم .. لإفشال النصاب .. ولكن هيهات .. فالحرية والديمقراطية .. إنتصرت .. وكان الثمن باهظاً..
للوهلة الأولى .. يظن المراقب .. أن النتيجة لا تناسب «الرأس» .. ومخططاته .. وهذا صحيح الى حد ما .. ولكن الأكثر صحة .. أن هذا الرأس الذي هوى .. قد حلّ مكانه رأسٌ من نفس المقاس .. ونفس اللون .. ونفس العناد .. ونفس التوجهات .. و«الايدولوجيا»  .. اللهم أن الأخير أكثر نعومة .. وأطيب سلاسة .. ولديه القدرة على الإحتواء.
إيماننا عميق لا يتزعزع .. ولا يقبل المساومة .. بأن التغيير قادم .. لا محالة .. وأن المنشآت سوف تستكمل في موعد قياسي .. وإن المشروعات الإنتاجية سترى النور .. كما كان مخططاً لها .. وأن النادي سيشهد ربيعاً من نوع خاص .. لأن «الرأس الجديد» .. أكثر قدرة .. وأكثر دراية .. وأشد حماساً في شؤون التغيير والتطوير.
سنقف خلف «رأسنا الجديد» .. لأنه خيارنا.
الرأس القديم والرأس الجديد .. هما وجهان لعملة واحدة..







ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الوحدات «الرياضي»      العدد «516»     التاريخ : 10/4/2007     سامي السيد

الرسالة


 

أطلت علينا الذكرى الشريفة لمولد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم .. في ظروف تحياها الأمة العربية والإسلامية .. من أقصاها إلى أقصاها .. بالغة الصعوبة .. والبؤس .. والإذلال .. والتعقيد .. فالفقر مستشرٍ .. والمرض منتشر .. والجهل .. والتعصب لا يترك ركناً إلا ويسكنه .. أما عن الهيمنة الخارجية وظلالها السوداء القاتمة .. فحدث ولا حرج .. فلا احد مهما عظم شأنه يستطيع البوح مجرد البوح بما يدور في خاطره .. فالجميع سواء بسواء .. حكاماً .. ومحكومين .. يعيشون لحظة غيبوبة .. وفقدان توازن ..
في مثل هذه المناخات والأجواء كان العالم يرزح تحت هيمنة .. فارس تلك القوة الطاغية في الشرق .. وروما تلك القوة العدوانية المتغطرسة في الغرب .. الجزيرة العربية يسودها التفكك .. التعصب .. الجهل .. الصراع .. الإنحطاط .. في ذلك العصر ولد الرسول الأعظم محمد بن عبدالله في مكة .. ومنذ اليوم الأول لولادته الشريفة .. راحت تهل على القوم البشائر .. فالنور راح يعم أرجاء مكة .. والعباد أخذوا يتنفسون الصعداء .. يشعرون بالراحة والطمأنينة .. ينتظرون حدثاً «ما» يحسون به دون ان يروه او يتلمسوه ..
وما ان يفع وإشتد عود النبي .. أخذ يتجول في أسواق مكة وشوارعها .. حتى شرع سكان أم القرى يتوسمون الخير .. ويستبشرون بالقادم من هذا الرجل الصادق الأمين ..
وشيئاً فشيئاً .. وبفطرته المجبولة على الأمانة .. والإخلاص .. والصدق .. وحب العباد .. باشر النبي في حل مشكلات الناس وصراعاتهم القبلية المستعصية .. فحاز بذلك على ثقتهم .. وإحترامهم .. وحبهم ..
هذا يؤشر على ان الرسول الأعظم إمتلك صفات النبوة .. من طهارة .. وصدق .. وأمانة .. وتسامح .. وريادة .. قبل نزول الرسالة .. فقد كان يبحث في قرارة نفسه عن سر عظمة الوجود وخالقه .. غير عابيء بالمعتقدات التي كانت سائدة آنذاك ..
وجاءت الرسالة الإلهية .. لتجعل النبي يبدأ مشواره لتغيير الكون .. فالتوحيد .. وعبادة الله وحده لا شريك له .. كانت بداية الجهد من أجل إيجاد طليعة تقود المهام الكبرى التي تهدف إلى تغيير وجه الدنيا .. فتحطيم الأصنام .. وهداية عَبَدتها كانت مهمة تقع على عاتق النبي .. وأتباعه المؤمنين .. توحيد العرب على رسالة واحدة كانت مهمة عاجلة لتحقيق الأمر الإلهي بنشر الهداية والعدل .. بأسمى معانيها ..
إزالة الظلم .. والفساد .. والهيمنة .. عن مقدرات الكون من قبل الدول الكبرى آنذاك كانت على قائمة الأهداف التي سعى إليها النبي .. وأصحابه المؤمنون ..
وخلال سني حياته .. التي لم تتجاوز الثلاث والستين سنة .. أحدث الرسول الأعظم التغيير الهائل على الصعيد الكوني .. وأقام دولة الحق .. والعدل .. والإيمان على مساحة واسعة من الكرة الأرضية ..
اليوم .. ونحن نحتفل بذكرى المولد النبوي .. وبدلاً من أن نهتدي بنهج رسول الله .. وبرنامجه .. ونتبع خطاه .. نجد أنفسنا مستسلمين خانعين للغزو .. والهيمنة ..
نطأطأ رؤوسنا .. خوفاً وجزعاً .. ننحني لعدو طالما أضمر لنا الشر والعدوان .. نتلهى بنوافل امور الدنيا .. نلوك الماضي ولا حول لنا ولا قوة ..
كل ذلك .. بدلاً من ان نعقد العزم لتغيير وجه العالم ..


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الوحدات «الرياضي»      العدد «321»     التاريخ : 27/5/2003     سامي السيد

إسبتاحة وطن


 


حين كنا نقبع في السجون .. إعتاد مدرائها .. على مداهمتنا بين الفينة والأخرى وبدون إنذار مسبق .. وفي هجيع الليل وعلى نحو مباغت .. كان يُجهز فريق العمل من «مآمير الأشباك» والحراس .. وطواقم تلك السجون .. يعلن المدير حالة التأهب القصوى .. ويحمل عصاه تحت إبطه .. ويتجه مسرعاً صوب الداخل .. يشرع بمداهمة الغرف الواحدة تلو الأخرى.
تفتيش دقيق يثير القهر .. ويبعث على الإستفزاز .. ويؤذي النفس والوجدان .. سيما انه يتم تحت جنح الظلام .. والمعتقلون يغطون في سبات عميق .. ويستمر حتى الصباح .. كانوا يبحثون عن الممنوعات  .. زجاجة عطر .. رسالة حب .. كتاب ممنوع .. راديو «ترانزستور» صغير .. فرشاة أسنان .. شمعة .. خطاب تسلل عبر الحدود من الرفاق او ردٌ عليه كتب على عجل خوفاً من المداهمة ..
كانت المداهمات .. تعود بخفي حنين .. ذلك ان المعتقل يتوخى الحذر دائماً .. فيخفي كل هذه الأشياء .. في وجدانه .. او في تلافيف دماغه ..
وعندما لا يفلح طاقم التفتيش في العثور على مراده .. يتولى مصادرة الملاعق .. والصحون .. أو «فرشة» بائسة بحوزة هذا او ذاك .. وربما مصادرة بيضة .. ليس لهم من هدف سوى إظهار المزيد من القوة .. والبطش .. وإثبات الهيبة .. المهم ان يظل المعتقلون في حالة توتر دائم .. وإستنفار مستمر .. كجزء من حملة نفسية مرسومة ..
قرار مجلس الأمن رقم 1441 الصادر عن الأمم المتحدة بحق العراق .. يهدف إلى إستباحته .. العراق برمته مستباح .. رجال .. نساء .. أطفال .. رياضيين .. علماء .. الكل مستباح حتى العملاء .. وبائعات الهوى .. وراقصات الملاهي الليلية .. فعصابات التفتيش الدولية تجوب الأرض شمالاً .. وجنوباً .. جهاراً .. ونهاراً .. وتحت جنح الظلام .. في الجامعات .. في المصانع .. في قصور الرئاسة .. في الملاجئ .. في البراري .. تحت ظلال النخيل .. في المقاهي .. في الحانات .. في كل مكان .. تفتيش .. تفتيش .. تفتيش .. بحثاً عن (أسلحة دمار شامل) .. وردة هنا .. نخلة هناك .. طفل يحب الحياة .. المهم ان ينالوا من العراق .. وان يظل العراق في حالة توتر دائم .. غير قادر على الإبداع .. او إستعادة حيويته وإستقراره .. وبالتالي تقدمه وإزدهاره.
أيها السادة : كان العرب في الجاهلية يحفظون معلقاتهم .. وأشعارهم عن ظهر قلب .. لم تكن تلك المعلقات قد أودعت بطون الكتب .. او في أحشاء أجهزة الكمبيوتر .. وحين أطل فجر الإسلام .. حفظ العرب والمسلمون القرآن الكريم عن ظهر قلب .. لم يكن محفوظاً إلا في القلوب .. والعقول  .. لم تختفي منه سورة واحدة .. ولا حتى كلمة.
نقول للأمم المتحدة .. ولأمريكا ان العراقيين يحفظون أسرارهم في عقولهم وقلوبهم .. ومهما تعرضوا للتفتيش فلن تجدوا ضالتكم .. لأن ما يحفظه العراقيون الآن هو إمتداد للشعر العربي .. وإمتداد للقرآن الكريم .. ولا يمكن بحال من الأحوال التفريط فيه او نسيانه ..
صمت مشبوه يثير الريبة .. جحود .. تنكر .. خذلان .. ما أقسى التنكر .. والخذلان .. بعد العراق ليس بمقدور أحد ان يرفع رأسه .. ولن ينجو أحد ..
تفتيش .. تفتيش .. تفتيش .. العراق مستباح ..


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الوحدات «الرياضي»      العدد «301»     التاريخ : 31/12/2002     سامي السيد

قتيل المنصة

 



منتصف القرن العشرين .. مصر تعاني من الفساد والتبعية والإستعمار المباشر  الجاثم على صدور المصريين .. وكان من الطبيعي أن لا يستمر الحال على هذا النحو .. لأن قانون الأشياء لا يخضع بالمطلق لسيادة شخص..  أو فئة مهما تعاظم دورها .. فكان لا بد من التغيير .. لا بد من الثورة ..
في فجر الثالث والعشرين من تموز 52 ..  كان عبد الناصر ورفاقه يجوبون شوارع القاهرة .. ويضعون حداً لكل الترهات القائمة ... كان صاحبنا ليلتها في السينما برفقة زوجته الحسناء .. وكان ناصر وعامر وصدِّيق يغيّرون  تاريخ المنطقة .. ومع ذلك وجد صاحبنا مكاناً له في الصفوف .. بعد أن تحقق الإنتصار  والثورة ..
خاض ناصر ورفاقه أعتى المعارك .. من أجل الحرية والاستقلال .. وتغيير حياة المصريين (الغلابا) نحو الأفضل .. فتصدى للإقطاع والرأسمالية والعملاء أمّم قناة السويس لتمويل بناء السد العالي .. كي لا يجوع ويعطش المصريون .. وزع الأرض على الفلاحين .. أقام محطات الكهرباء في كامل الريف المصري ..بنى مئات المصانع دفعة واحدة .. أمّم البنوك والشركات التابعة للصوص والعملاء ..
كان لا بد من تصفيته .. فقامت الدول الاستعمارية بالعدوان الثلاثي على مصر .. من اجل استعادة الهيمنة على قناة السويس .. واسقاط عبد الناصر ونظامه واستعباد المصريين من جديد .. لكنه انتصر على العدوان بمساعدة القوى الحية في العالم .. واصبح زعيماً وقائداً ملهما للجماهير والفقراء ..
نهض المصريون بقيادة ناصر .. قامت اعظم ورشة بناء في العالم لتحويل مجرى النيل العظيم وبناء السد العالي .. شارك المصريين بكل اخلاص في مشروعهم الخلاق بكل ما اتوا من قوة .. أكثر من مليون عامل شارك بالعمل .. كما حفروا قناة السويس بسواعدهم (بالفأس والقفة) .. بنوا السد العالي وتحدوا قوى القهر والظلام..
استمر العمل أكثر من عشر سنوات .. اقيمت الطوربينات العملاقة لتوليد الكهرباء .. امتلأت بحيرة ناصر بالماء .. لم يعد المصريون يخشون الفيضان الموسمي ..
بلا مقدمات مات عبد الناصر .. تسلم صاحبنا (الرئيس المؤمن) دفة القيادة .. في لحظة شجن علم من حاشيته أن العمل في السد العالي قد إنتهى ، ولا بد من إحتفال مهيب أمام العالم ، ... ذهب الى هناك قص شريط الإحتفال أمام لوحةٍ عملاقة عند جسم السد كُتب عليها «أُنجز بناء السد في عهد الرئيس المؤمن جداً جداً».
في يوم مجده ومن على معشوقته «المنصة» تخلى عنه أصحابه الجُدد فقُتل لأنه لم يكن وفياً لرفاقه.







ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الوحدات «الرياضي»      العدد «524»     التاريخ : 4/6/2007     سامي السيد

للذي فقد عقله

 



ثمة مسائل هيمنت على هواجس وأفكار الفلاسفة والباحثين منذ بدء الخليقة .. لم تجد لها إجابات أو حلول حتى الساعة .. ألا وهي «الإنسان» وقد تصدّى في العصور العابرة لتلك المسألة كبار الفلاسفة والمفكرين .. أفلاطون .. أرسطو .. لكن المسألة لم تُحسم بعد .. لم يقتصر الأمر على هؤلاء بل تعداه الى ما هو أشمل وأرقى : الأنبياء والرسل عبر التاريخ الطويل للبشرية ..
وانبرى كذلك في عصور النهضة الإسلامية فلاسفة كثر كبار .. الفارابي .. إبن رشد .. الغزالي .. البغدادي .. لوضع حدٍ لحالة القلق والأرق التي تُهيمن على حياة الإنسان .. لكنه بقي على حاله .. هائماً على وجهه .. تائهاً .. طريداً .. شريداً ..
من جديد حاول الفلاسفة المُبدعون .. هيغل .. ماركس .. سارتر .. كولن ولسون .. وآخرون التصدي لتلك المسألة والإنتصار للإنسان لتحريره من الخوف .. والقلق .. والغُبن .. وإنصافه .. لكنه كعادته مُنذ نشأته .. لم يهدأ .. لم يرضَ .. لم يستقر .. ولن يشبع «خُلق الإنسان في كَبَدْ».
في العصور الأولى .. عصر الرّق والعُبودية .. وعصر الإقطاع وسيادة المُلاك .. الى عصر هيمنة المرأة .. إستمر الجدل في المجتمعات والتجمعات .. والأمصار والأقطار .. لحل اللغز .. وملء الفراغ .. والإلتقاء على مساحةٍ وسط .. تُريح المتجادلين والمتصارعين .. لكن النفوس لم تهدأ .. واستمر الجدل بلا حدود .. وعلى طريقة أهل بيزنطة «الجدل من أجل الجدل».
في ذات السياق .. تم حشو الواقع بكمٍ هائل من الكذب .. وكثيراً من الإدعاء ..
في مجالسه .. وبين مُريديه ومُنافقيه .. يبتهج .. يتفرسن .. يزهو .. يفور كإناء يغلي .. يكذب على نفسه كما يكذب على الآخرين .. يقول مُخاطباً نفسه .. لقد وصلت .. لقد صعدت .. لقد إنتصرت .. لقد حفرتُ طريقي بأظافري وأسناني .. يتظاهر بالوقار والصدق والنزاهة .. يقول لقد بذلت الكثير من الجهد والوقت والمال .. لم يساعدني أحد .. فأنا معبود الجماهير وحبيبها .. لقد أفنيتُ عمري ووقتي ومالي .. في خدمة الناس .. وفي خدمة العمل العام .. ينظر الى حذائه .. يضحك في نفسه .. يعرف أنه لم يُكلف نفسه بالإنضمام الى هذه الرابطة أو تلك .. أو هذه الجمعية أو المؤسسة .. فقد قام بكلّ شيء آخرون .. لديهم مشروع مهم وهادف .. لكنه تمسكن حتى تنكر .. يشطبُ من ذاكرته كُل من قدّم له يدّ العون .. وساعده على الوقوف والمشي والقراءة والكتابة .. لكنه يُصر على شطب الذاكرة .. شطب الحقيقة التي تلاحقه .. والسيرة الذاتية لهؤلاء القوم الذين ساعدوه .. وساندوه .. وأيدوه .. حين كان نسياً منسياً ..
هو لا يزال كذلك .. بعد نزع مظلّة الحماية .. وحجب الرافعة التي كانت تأويه وتحميه ولكن الإنسان بطبعه ناكر للجميل «إلا من رحم ربي».
عندما يُخفق أحدهم لسببٍ ما .. ينتابه السأم .. واليأس .. ويغدو يُكيلُ التُهم في كل الإتجاهات .. يلاحقه الهوس يُداهمه الغضب .. ينتابه الهيجان .. يبحث عن المشاكل .. يفقدُ عقله.
للذي فقد عقله .. الأوغاد غالباً ما يبحثون عن الطريق الخطأ.






ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الوحدات «الرياضي»      العدد «665»     التاريخ : 23/3/2010     سامي السيد

ثمن الحرية


 


منذ ان تحكمت بصمائر الكون كيانات سياسية مستعمرة واغلبية شعوب الارض تدفع ثمنا باهظا لنيل حريتها واستقلالها في ظروف غير انسانية بالغة القسوة على غير صعيد، فقد خضعت هذه الشعوب الى برنامج منظم هدف الى جعلها دائمة الفقر، والتخلف كي يصبح استبعادها واستغلالها امراً سهلا غير مكلف.
هذا القرن الذي نعيش نهاياته شهد صراعاً مريراً بين هذه الشعوب المغلوب على امرها وبين تلك الكيانات السياسية، هذه الكيانات التي ما انفكت توظف كل تكنولوجيا الحرب المدمرة لجعل هذه الشعوب مطواعة لاهدافها السياسية والاقتصادية والامنية.
فالشعب الفيتنامي خاض صراعاً مريراً ضد المستعمرين الفرنسيين والاميركيين ونال استقلاله بعد ان ضحى بمئات الالوف من شبابه واطفاله وشيوخه ونسائه على مذبح الحرية، كلفه في النهاية احرز انتصاراً شهد له العالم بأسره.
اما الشعب الهندي فقد هزم الامبراطوية التي لا تغيب عنها الشمس حين جعل العصيان المدني اسلوبا ثوريا في مواجهة مستعمريه، قاطعهم، جعل بضائعهم مكدسة لا تجد من يشتريها فأفقد الانجليز احد اهم اهدافهم في استعباد الشعب الهندي، واخيراً انتزع الهنود استقلالهم بكل جدارة واحترام.
الشعب العربي في الجزائر واجه شكلا استعماريا اشد خطورة، فالبرنامج الفرنسي في الجزائر لم يكن يهدف الى استعمار الجزائريين وحسب وانما جعل الجزائر برمتها ارضا وشعبا جزءاً من فرنسا، اي ان الاستعمار الفرنسي كان استعماراً استيطانيا، كلف ارادة الشعب العربي في الجزائر وكفاحه المرير امام هذا الحلم الفرنسي اثراً بعد عين.
ومع ان الامثلة كثيرة، ولكل منها دلالاتها الخاصة، الا ان طبيعة المعركة التي يخوضها شعبنا العربي في فلسطين تكتسب فرادة متميزة عن غيرها، فثمة استعمار استيطاني صهيوني افلح في توطيد جذوره بدعم قل نظيره من الغرب الاستعماري، لان استهدافات هذا الاستيطان العنصري تتجاوز حدود فلسطين لتطال امة بأسرها من محيطها الى خليجها، وبالتالي فإن التضحيات الجسام التي يقدمها ابناء فلسطين ليست خارج سياق منطق الاشياء، فتحرير فلسطين ليس مهمة سهلة وبخاصة في ظروف الانكفاء العربي بالغ الانحطاط.
ومن الزاوية الرئيسة علينا ان نقول بصراحة ان ابناء فلسطين يخوضون معركة حقيقية نيابة عن العرب جميعا وكلهم امل ان تستثير انتفاضاتهم المتتالية روح النخوة العربية التي تعيش اليوم في سبات عميق!!..


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الوحدات «الرياضي»      العدد «213»     التاريخ : 17/10/2000     سامي السيد

صورة !!

 


رن جرس الهاتف .. صديق عزيز على الطرف الاخر .. قال وبدون مقدمات : (بدك إشي من باريس) .. فوجئت وقلت .. مش معقول : باريس !! .. لماذا لم تخبرني من قبل .. متى ستسافر ..
قال : بعد قليل .. صمتُّ برهة .. ثم قلت : أحضر لي شيئاً من باريس .. قال : مثل ماذا .. قلت : مجسم لبرج إيفل .. قوس النصر .. إحضر شيئاً يشير إلى روح باريس ..
قال بلهجة فرحة : إلى اللقاء .. ومضى ..
مضت أيام .. كنت خلالها مشغولاً بأمور شتى .. أقارع الحياة وتقارعني .. أغلبها حيناً وتغلبني أحياناً .. كنت أجلس في مكاني المعتاد الذي أستقبل فيه أصدقائي كالعادة .. وفي لحظة لم أتوقعها .. دخل صديقي إياه .. فرحاً .. مصهللاً .. يحمل في يده صورة في إطار جميل أسود .. نظرت إليها .. إبتسمت .. قلت : ماهذا .. قال : هديتي لك من باريس وهي كما ترى صورة من تحب .. «تشي غيفارا» .. فقلت .. ياه .. هدية رائعة .. وهي أجمل مما كنت أتوقع .. جلس وتحادثنا عن باريس .. عن العام والخاص .. هنا وهناك .. وغادر..
ظللت انا والصورة متجاورين .. أنظر إليها بحب كبير وجيفارا يبتسم لي .. آه .. ما أروع تلك الأيام .. حين كان الثوار (منتصبين .. يملؤون الأرض ضجيجاً) .. لحظة صمت وتأمل ثم راحت (باريس) تجول في خاطري .. فهي مدينة متمردة في كل شئ .. ولكنها تقبع في وسط ساكن ..  فهذه المدينة تعرض صوراً لغيفارا .. بيسر.. وفخر .. إذن فهي مدينة مازالت تحتفظ وتختزن في ذاكرتها أيامها الثورية الخوالي .. ولم تتنكر لهذه «الخصلة الجميلة» والقصيرة من حياتها .. فباريس مدينة محببة إلي .. في شوارعها وساحاتها انبعث الحالم «هوشي منّه» ثورياً ومناضلاً .. قاد شعبه نحو التحرر والوحدة ..
المهم انني بقيت انا والصورة .. أتأملها .. وأتذكر الماضي القريب .. فغيفارا شهيد الحرية قد مضى .. داهمني «حزن صامت» وتساءلت : صديقي هذا أحضر لي صورة .. وذاكرة «تشي غيفارا» من جبال (سيرا ماستيرا) .. فمن سيحضر لي صورة زعيم الحرية الجديد النسر المحلق في جبال .. تورا بورا ..







ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الوحدات «الرياضي»      العدد «283»     التاريخ : 20/8/2002     سامي السيد

زجالو .. والعلوج !!

 



طائرة المنتخب الوطني البرازيلي لكرة القدم تنتظر الإقلاع في طريقها إلى المكسيك لخوض مباراة ودية تجريبية بكرة القدم إستعداداً للإستحقاقات والبطولات القارية .. لاعبو الفريق (ريفالدو، رونالدو، رينالدينهو، روبرتو كارلوس، .. وآخرون .. الجهاز الطبي والإداري .. الجهاز التدريبي (كارلوس بريرا مدرب الفريق، العجوز ماريو زجالوا المستشار الفني للفريق يصعدون سلم الطائرة فرحين تغمرهم السعادة .. فهم يحبون المكسيك لأنها (فال حسن) بالنسبة لهم ..
مشاعر جياشة .. أحاسيس رقيقة تنتاب الجميع .. يمنون أنفسهم برحلة هادئة وادعة ميسورة .. راحت الطائرة تسير رويداً رويداً ثم غدت مسرعة على أرض المطار .. صعود قوي للطائرة نحو السماء ..
قبل وصولها إلى المكسيك هبطت الطائرة في أحد المطارات الأميركية .. السعار .. العبث المشحون والمجنون .. والخائف من كل بني البشر .. المسافرون على مختلف أجناسهم .. وألوانهم .. وقومياتهم .. وأديانهم موضع شك وريبة بالنسبة لهم .. رحلات الزائرين .. والمارين عبر أجوائهم وأراضيهم .. يتعرضون لتفتيش دقيق ومركز .. الركاب .. الأمتعة .. عُرضة للعيون الفضولية والفاحصة .. كذلك للأجهزة المتطورة .. يتفحصون كل شئ بفجاجة ظاهرة ..
العجوز (ماريو زجالو) ذو السبعين عاماً يمر عبر نقاط التفتيش المتعددة الواحدة تلو الأخرى .. جواز سفره يخضع إلى التدقيق .. بدون مقدمات .. العلوج يملأون المكان .. ثمة إستنفار قد حدث .. فجواز سفر الرجل ممهور بتأشيرة سعودية .. يا للهول ؟! .. فربما يكون الرجل على علاقة بأسامة بن لادن أو صدام حسين..
العجوز يخضع لإستجواب دقيق ومركز ومسعور .. ملامح أزمة تلوح بالأفق .. وبعد هرج ومرج أخلي سبيل الرجل ..
يعتقد البعض عندما أكتب مقالات تهاجم هذه «الأمريكا» .. سياسياً .. وثقافياً .. ومنهجياً .. أنني أتحامل عليها وإتهمها بما ليس فيها .. والحقيقة مهما كتبت ومهما كتب الآخرون عن همجية هذه الدولة .. لا نستطيع ان نوفيها حقها .. فهذه «الأمريكا» جاهلة في كل شئ .. فتقدمها العلمي هو نتاج سرقة عقول الآخرين من فقراء العالم ممن هجروا بلادهم .. تحت ضغط الحاجة .. والإغراءات المتعددة الأشكال .. والأساليب .. إذ أن أكثر من ثمانين بالمائة من علماء أميركا .. الذين بنوا مجدها ونهضتها العلمية .. هم من أبناء تلك الدول..
هل يعقل هذا السلوك؟! ماريو زجالو اللاعب المبدع في صفوف المنتخب البرازيلي .. والذي حاز معه على أكثر من بطولة قارية وعالمية كلاعب ومدرب .. ثم كمستشار .. والمعروف على مستوى المعمورة .. للفقراء .. والأغنياء على السواء .. هذا الرجل جاء على رأس فريق السامبا المبهر إلى الأرض الإميركية وإنتزع مع رفاقه كأس العالم لعام 4991 وعادوا به إلى بلادهم ..
هذا الرجل معروف ومحترم شأنه شأن بيليه ومارادونا وغيرهم من نجوم الرياضة .. ويحظى بالإعجاب والتقدير أكثر من العشرات من رؤساء الدول .. فهو يستوطن قلوب الرجال والنساء والأطفال من عشاق السامبا .. والذين أسعدهم وأبهرهم الفريق الكوني المفضل ..
سمات ترافق هذه «الأمريكا» ورجالاتها .. الغباء .. البلطجة .. الجهل .. العبث .. مقدمات ضرورية حتى يصبح المرء ذو شأن في هذه المسماه «أمريكا» ..

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الوحدات «الرياضي»      العدد «318»     التاريخ : 6/5/2003     سامي السيد

عبور

 


في الأسابيع الماضية كان هاجسنا التركيز على المناخات والمخالفات التي أعدت لترويض الحالة الإنتخابية في الأردن والتي هدفت الى تمرير أعداد من النواب وفق مقاسات الحكومات المتتالية ، وإقصاء كل من تسوّل له نفسه الاعتقاد أنه قادر على رفع إصبعه في وجه الحكومة أياً كانت ، والى حد كبير تحقق الهدف ..
في الأسابيع التي تلت إعلان النتائج كان همنا تسليط الضوء على العبث الذي مورس قبل وأثناء العملية الإنتخابية .. واليوم من واجبنا أن نرى أي نقطة تبعث على الأمل كي نسلط الضوء عليها  وإسنادها وحمايتها ، فأثناء متابعتنا لكلمات النواب رداً على بيان الحكومة استوقفتنا الغالبية العظمى من النواب ، وقد ركزت على قضايا الفقر والغلاء وغيرها من القضايا المطلبية.
وفي زحمة هؤلاء خرج من وسط الصفوف صوتاً منفرداً في رؤياه لدور المجلس ونائب الأمة ، حيث ركّز صاحبه على البُعد السياسي للمجلس ولدور النائب المختلف عما يعتقد الكثيرون .. وكما مارسنا النقد بحق هؤلاء في مقالاتنا السابقة علينا أن نتوقف الآن أمام المستجدات ، وأن نعترف أن هناك «ملامح نقطة مضيئة في المجلس الجديد» ، فسعادة النائب طارق خوري أجبرنا على التوقف لقراءة المتغيّرات ، حينما خاطب المجلس في معرض ردّه على بيان الحكومة حيث تضمنت كلمته المسائل الهامة التالية :
ــ هروب الحكومة من المربع السياسي نحو المربع الإقتصادي.
ــ  الدفاع عن حق النقابات في العمل السياسي والنقابي على حدٍ سواء والإشادة بالدور الوطني الكبير الذي لعبته تلك النقابات في الماضي والحاضر.
ــ الدفاع عن حرية الصحافة والصحفيين وعدم المساس بهم وعدم تضييق هامش الحرية أمامهم ، وحمايتهم من بطش السلطات.
ــ تسليط الضوء على الدور المطلوب من الأردن وطنياً وقومياً حيال قضايا الأمة.
ثمة ملامح تؤشر لولادة نائب شاب خارج عن النص المرسوم والمقرر لشكل مضمون النائب «المطلوب» ولكن هذه الملامح تحتاج الى الإسناد الحقيقي لكي يخطو هذا النائب خطوات واثقة وغير متعثرة .. ومن موقع المحب والمساند عليّ أن أُسجل ملاحظاتي على التناقض في سلوك النائب المحترم ، فسعادته سجّل تحفظه على بيان الحكومة وقدّم العديد من الملاحظات التي تنسف ذلك البيان جملة وتفصيلاً ، بحيث تجعله يقف على يسار الحكومة وبيانها ، ومع ذلك وقع صديقنا في التناقض عند التصويت على منح الثقة حيث قرر سعادته منح الثقة للحكومة ، وهذا مخالف تماماً لمقدماته الإيجابية.
ونحن بدورنا نؤكد للنائب المحترم أن الحكومات لا تُمنح الثقة على النوايا بل على الأفعال ، ولا يجوز التعامل معها وفق الحديث النبوي الشريف «إنما الأعمال بالنيات».
مقدمات طارق خوري شكّلت حالة عبور حقيقية لنائب واعد ، وعليه أن يستمر في العبور ولا يتوقف عند نقطة الكيلو (101).






ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الوحدات «الرياضي»      العدد «551»     التاريخ : 18/12/2007     سامي السيد

زعيمة الشعب

 



مصرع بناظير بوتو لم يأتِ من فراغ .. وإنما هو نتاج لأزمة الحكم في الباكستان منذ تأسيسه .. جريمة الإغتيال هذه ليست الأولى ولن تكون الأخيرة ما دام العسكر يهيمنون على الحياة السياسية في البلاد .. فالأزمة الأخيرة أساسها الجنرال برويز مشرف الذي إغتصب السلطة بانقلاب عسكري وعطل الحياة السياسية منذ ثماني سنوات حيث لم ترى البلاد الأمن والراحة منذ ذلك الوقت ..مؤامرات تلو المؤامرات يحيكها هذا الرجل لضمان بقاءه وتفرده في السلطة .. أزمة مع بناظير وأخرى مع نواز شريف .. أزمة مركبة مع القضاة والقوى الحية .. أزمة مع الشعب الباكستاني برمته ..
الصراع في باكستان صراع متشعب .. ومعقد .. طائفي .. أثني .. بنغال .. بنجاب .. وقوميات .. والصراع بينهما محتدم .. وقد أدى سابقاً إلى إنفصال باكستان الشرقية (بنغلاديش) عن توأمها باكستان الغربية حين رفض العسكر (البنجاب) القبول بنتائج صناديق الاقتراع .. عندما فاز حزب رابطة عوامي بقيادة البنغالي مجيب الرحمن  بالأغلبية الساحقة من الأصوات في الباكستان الموحدة .. عندها دفع الجنرال يحيى خان الحاكم العسكري لباكستان جيوشه لإخضاع الجزء الشرقي من البلاد بقوة السلاح .. حيث أرسل ما ينوف عن المئة ألف عسكري لتأديب وإخضاع البنغاليين .. حلت هزيمة مدوية بالجيش الباكستاني وإستسلم للجارة القوية الهند في أقل من أسبوعين التي هبت إلى نجدة البنغال الفقراء وقائدهم مجيب الرحمن .. وإضطرت الباكستان الى الإعتراف بالحقيقة وبالتالي  بالدولة الوليدة (بنغلاديش) نتيجةً للسياسات العرفية والإقليمية التي مورست حيال البنغال ..
ونتيجة منطقية للهزيمة .. توارى وإختبأ العسكر لبعض الوقت ..  حين اضطروا مكرهين لتسليم السلطة لحزب الشعب بقيادة علي بوتو الفائز بالأغلبية في باكستان الغربية .. علي بوتو .. اليساري المنحاز لفقراء بلاده .. إقترب بسياساته من الصين الشعبية والعالم العربي .. قام بإصلاحات سياسية واجتماعية كُبرى في الباكستان .. حيث ألغى النظام الإقطاعي ووزع الثروات على الفقراء والفلاحين .. مما أسس قاعدة إجتماعية ضخمة لحزب الشعب وتراثه .. استفاد منه ورثته السياسيون في مقدمتهم إبنته بناظير بوتو ..
لم يرق الرجل للعسكر .. ولا للقوى اليمينية الصاعدة .. كذلك لأعداء الباكستان .. فزرعت له المتاعب والفتن الأثنية .. الطائفية .. كمقدمة للتحضير لانقلاب عسكري نُفذ في موعده المحدد ..  وإعتقل الرجل وأعدم .. بتصميم من الجنرال ضياء الحق الذي أدار الظهر لكل النداءات الإنسانية بالإبقاء على حياة علي بوتو .. ومن جديد عطلت الحياة السياسية في باكستان الى أن لقي ضياء الحق مصرعه في حادث سقوط طائرة مدبر .. فلقد إنتهى دور الجنرال.
بعودة الحياة السياسية في باكستان فاز حزب الشعب بالأغلبية الساحقة من الأصوات وتكراراً لما حدث مع والدها لُفّقت التهم لوريثته السياسية بغية إقصائها .. سجنت .. غُيبت .. أُبعدت .. نفيت الى خارج الباكستان .. عادت .. وانتصرت .. من جديد لفُقت لها التهم  .. أقصيت .. لم يكتف الخصوم بذلك .. قتلّت بناظير بوتو في وضح النهار وأمام عشرات الألوف من مناصريها .. وأتباعها.
زعيمة الشعب .. بناظير بوتو لم تفزْ .. لم تصبح وزيرة .. لم تصبح زعيمة .. بقوة الكوتا النسائية .. بل بمساندة واصطفاف الملايين أمام صناديق الاقتراع لانتخابها طوعاً مع الإحترام للنساء في بلادنا ..






ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الوحدات «الرياضي»      العدد «553»     التاريخ : 1/1/2008     سامي السيد

حين يكون الفارس مطية ..

 



لغط كثير وغير مبرر .. أثارته الأقاويل التي تنتشر كالنار في الهشيم .. فهذا «المسؤول الإداري» يعلن على الملأ وفي أكثر الصحف انتشاراً .. أن نادي الوحدات غير واقع تحت سطوة الديْن .. وكأن الديْن حرام أو عيب .. وفارس آخر تبوأ العمل العام منذ سنوات ينفي نفياً قاطعاً أن يكون قد ترك النادي وهو مثقل بالديون ..
غريب أمر هؤلاء .. الحقيقة أن نادي الوحدات يقع باستمرار تحت وابل من الديون نتيجة محدودية الموارد .. ونتيجة للأحلام الكبيرة التي تتجاوز حدود الإمكانيات ..
ويغضب هؤلاء حينما يتصدى عضو مجلس إدارة أمام وسائل الإعلام ليقول .. أن نادي الوحدات يعاني من الديون وبحاجة إلى مد يد المساعدة أو يدعو للتقنين والتقشف والاعتماد على الذات .. ويغضب آخرون إذا تمت الإشارة من قريب أو بعيد إلى أن نادي الوحدات كان يرزح تحت وطاءة الديون حينما غادره الفرسان ..
وظيفة «القائد» ودوره .. أن يقول الحقيقة وأن يتجاوز أحمالها .. فمثلاً عندما تسلمت دفة القيادة في نادي الوحدات مطلع عام (2006) كان النادي يئن من وطأة الديْن وثقله .. حيث تجاوزت الديون في تلك المرحلة الثلاثماية ألف دينار..
هذا الديْن أوقعنا في الحرج حيناً .. وفي الضعف أحيانا كثيرة .. إذ لم نتمكن من تسديد المستحقات لطالبيها الذين كانوا يعاملوننا بمنتهى القسوة والترفع والفوقية .. لذلك كان لا بد من إجراء الجراحة .. وتمت الجراحة .. اتخذنا قرارات قاسية من أجل وقف التدهور .. فقمنا ببيع لاعبي كرة القدم مصطفى شحدة، أشرف شتات، حماد الأسمر ومحمود الرياحنه ولاعب كرة السلة خلدون أبورقية .. وتعاقدنا مع مدربين بأقل التكاليف .. ولم نقفز في الفراغ .. ولم نخشى وقتها في الحق لومة لائم ولم نطأطئ لأحد .. تحملنا المسؤولية .. لم نقل أننا لم نبع هؤلاء اللاعبين .. لم نتستر خلف الحواجز .. بل أعلناها واضحة وصريحة ومدوية .. أن نادي الوحدات مديون ولا بد من تطبيق قانون التقشف وإلا فإنه سينهار .. وأنجزنا ما هو مطلوب منا بنجاح .. ومن جديد يعاني نادي الوحدات من وطأة الديون ..
بعض المسؤولين يختبئون خلف سواتر .. وينكرون الحقيقة .. ويغضبون أشد الغضب حين يتم فتح هذا الموضوع أمام الناس .. إذا كان الديْن عيباً .. فلماذا تمارسونه ؟؟ ..
وللحقيقة .. فإن نادي الوحدات مثقل بالديون منذ سنوات ولا يجد القيادة الجريئة التي توقف هذا الفلتان .. بل هناك من يرحل الأزمة تحت شعار «أصرف ما الجيب ياتيك ما في الغيب» .. «وعمرهم ما عدموا مديون» شعارات فارغة بلهاء مطلوب وقفها فوراً وقبل فوات الأوان.
سئل فيلسوف الصين كونفوشيوس ماذا نفعل إذا أردنا تصحيح العالم .. أجاب .. نسمي الأشياء بأسمائها الحقيقية ..
أستهجن .. لماذا يتحول الفارس إلى مطية ..






ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الوحدات «الرياضي»      العدد «552»     التاريخ : 25/12/2007     سامي السيد

الوحدات قلعة الديمقراطية

 


منذ بداية الأسبوع والأخبار تتسارع حول إنتقال لاعبنا الموهوب رأفت علي الى نادي شباب الأردن ، تلك الأخبار التي صاغ بعض الإعلاميين منها قصصاً خيالية هدفها أن تنال سهامهم القلعة الخضراء والتي لن تتأثر بفعل خبر يلقى هنا أو هناك.
إننا في نادي الوحدات نعتبر أي لاعب ملك نفسه وناديه وجماهيره فلا يمكن لنادينا أن يستغني عن أي من أبنائه دون رضاه وقصة إنتقال عوض راغب الى نادي الجزيرة ليست بعيدة عنا.
لقد تنادى بعض الأعضاء ومحبو الوحدات الى الإجتماع في النادي لمعرفة الحقيقة وتم عقد لقاء لهم مع بعض أعضاء مجلس الإدارة طرحوا خلالها وجهات نظرهم وأبدت الإدارة وجهة نظرها بأن إنتقال رأفت الى شباب الأردن لم يطرح للنقاش في مجلس الإدارة وإن النادي حريص على إستقدام مدرب كفء خلال أسبوع ، وما كان هذا النقاش المستفيض ليتم لولا حرص الأعضاء على مصلحة النادي وسعة صدر أعضاء مجلس الإدارة لأي نقد يوجه لهم ... وإذا كان الجميع : أعضاء وجماهير ومجلس إدارة متفقين على ضرورة الرقي بالنادي الى الأفضل فأين الخلافات التي يروج لها البعض إذن ؟




ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الوحدات «الرياضي»      العدد «496»     التاريخ : 14/11/2006     سامي السيد

البعث !!

 


ثمة تشابه بين إنهيار النظام في العراق .. والإنهيار العاصف الذي حل بالدولة السوفيتية والبلدان الإشتراكية الأخرى .. هذا الإنهيار لا يعني سقوط «الفكرة» الإشتراكية التي عبّرت عنها الأحزاب الشيوعية عموماً .. ولا يعني كذلك تداعي وإندحار «الفكرة» القومية التي عبرت عنها الأحزاب القومية .. وفي مقدمتها حزب البعث العربي الإشتراكي ..
غداة تداعي النظام السوفيتي وإنهياره .. جاء البديل هشاً .. ضعيفاً .. مشبوهاً .. مرتبطاً بالمافيات .. خاضعاً لها ومتعاوناً معها .. بل انه إعتمد في بقائه وإستمراره ردحاً من الزمن على نفوذها ونشاطاتها غير المشروعة .. وكان في أحياناً كثيرة شريكاً متواطئاً معها ..
ولفترة من الزمن .. ربما كانت قصيرة نسبياً .. فقد الشارع الروسي بوصلته وتوازنه .. ذلك أن إنهيار وإرتداد رموز وقادة الدولة السوفيتية وتحولهم بين ليلة وضحاها إلى خدم وشركاء للمافيات والنظام الجديد .. أصاب الناس بخيبة أمل غير مسبوقة .. فكان التعبير الذي شهدناه عشوائياً وعبثياً لمرحلة ما بعد الإشتراكية ..
ولأن الفكرة عظيمة .. ورحم الأمة لا ينضب .. فقد خرجت من بين الأنقاض قيادات .. شابة .. ثورية .. مؤمنة .. واعدة .. مخلصة لوطنها ولمبادئها التي تربت عليها ردحاً من الزمن .. تؤمن بالعدالة الإجتماعية والمساواة .. تصدت للواقع ولم تقبل الهزيمة .. فراحت ترفع الراية من جديد .. واليوم تقود هذه الطليعة أعظم حزب في روسيا الآن .. (الحزب الشيوعي الروسي).
وبدون إمكانيات .. وبفقدان النفوذ والسطوة الحكومية .. وكافة أشكال الدعم الأخرى .. مالية وإعلامية .. رغم ذلك فإن خلاياهم الحزبية .. أخذت تجوب البلاد طولاً وعرضاً .. حيث لا تخلو مدينة أو قرية من حضور واسع لهم وفعال ..
اما في العراق وبعد ان حسمت قوات الغزو «الأنجلوأمريكي» معركتها مع النظام المختَلفّ حول طبيعته .. وممارساته .. وسلامة نهجه .. فقدّ تكرر الشئ ذاته .. ففَقَدَ الناس توازنهم وبوصلتهم وجزءً مهماً من إنسانيتهم .. وأخلاقهم .. وراحوا يتصرفون كالرعاع ..
وفي مثل هذا الوضع الصعب والشائك .. يصبح من الأهمية بمكان .. إنبعاث الطلائع الثورية من لدن الجماهير في العراق .. وتحديداً قواعده المناضلة المؤمنة في صفوف الحزب ذاته .. بغية تجميع انفسهم .. وبعث حزبهم من جديد في معركة الحرية والإستقلال .. هذا الحزب الذي كان على الدوام حزباً طليعياً .. عظيماً بإفكاره ومبادئه .. يحمل أماني الأمة في الوحدة والحرية والإنعتاق .. ولا يعني تسلل أعداد كبيرة من الموظفين والمنتفعين إلى صفوفه .. بأن الأفكار العظيمة التي يمثلها قد إنهارت وذهبت إلى غير رجعة ..
وبإنجاز هذه المهمة .. سوف يعود الحزب ومناصروه .. إلى مواقعهم الطليعية في حياة الشعب العراقي .. وسيكون لهم شأن كبير .. بالتعاون مع القوى الحية لإنبعاث عراق حر .. عربي .. ديمقراطي.. وسوف تسقط وتداس كل الإتهامات التي ألصقت بالحزب نتيجة هيمنة مرحلة سوداء في حياة العراقيين ..





ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الوحدات «الرياضي»      العدد «319»     التاريخ : 13/5/2003     سامي السيد

مواقف وخيارات

 


في المجالس تكثر الثرثرة والفبركة وإدعاء الشطارة وتفصيل الامور كيفما اتفق، هذا طويل.. وذاك قصير... هذا بصلح.. وهذا مابصلح.. هذا بصير.. وهذا مابصير.. هذا يحق له..  وذاك لايحق له... الجماعة بعملوا لمصلحتهم للسيطرة والهيمنة على النادي..كلام كثير.. وغير مسؤل.. وحكي في ( الوساع).
الكلام الواقعي الحقيقي شيء مختلف.. ذلك ان كل الناس الذين يعملون في النشاط العام.. وربما الخاص لهم اهدافهم ومصالحهم المعلنة وغير المعلنة، فالشخص الذي يذهب يوميا الى عمله في موعده المحدد.. ويكون على جاهزية عالية.. له هدف واضح ومعلن.. الراتب.. والتقدم في سلم الوظيفة بإضطراد.
والعاملون والنشطاء في الحقل العام افراداً.. كانوا او جماعات لهم ايضا اهدافهم المعلنة وغير المعلنة.. فالبعض منهم يسعى الى إشباع  هواياته ونزعاته، والبعض الآخر يسعى للظهور من اجل تحقيق المكانة الاجتماعية اللائقة.. ولفت الانظار إليه.
 اما الجماعات.. ففي الغالب يكون لديها برنامجها الخاص أكان اجتماعياً.. او رياضياً.. او ثقافياً.. او غيره.. وتعمل جاهدة بلا كلل او ملل من اجل انتصار وسيادة برامجها في اوساط الناس، تعميقه بشكل ظاهر ومشروع وتحت الشمس.. وبدون مواربة.
هذه الجماعات.. تبذل ما بوسعها من جهد لتحقيق اهدافها طوال الوقت .. تحشد الناس.. تعبئهم حول برنامجها.. وتبذل جهدا ومالاً ووقتاً في سبيل تحقيق ذلك.
عند حصد المكاسب.. يستكثر البعض على هذه الجماعات.. حقها في جني ثمار جهدها، وبالطريقة التي تراها مناسبة من قوة الحضور والتمثيل والتواجد.. فيعمدون الى  تفصيل الاتهامات المتنوعة كالرغبة في السيطرة.. والهيمنة.. والتفرد.
هؤلا ء الناس الذين يمارسون هذا الكلام الفارغ والمستهجن.. ظلوا طوال الوقت يعملون على وضع العصي في الدواليب لإعاقة برامج الاخرين.. مستندين الى رهانهم الخاسر بتمني النفس في إيقاع الخلافات ما بين الحلفاء والاصدقاء، لعل ذلك يمثل لهم حبل النجاة الاخير.. في اعتقادي.. بل أجزم.. ان هذا الرهان لن يتحقق أبداً.. لان الحلفاء منسجمون.. مدركون لأهداف خصومهم وأعدائهم.
طوال الوقت كنا نعمل مخلصين من اجل إنجاح برامجنا واهدافنا.. كان هؤلاء لايرون ابعد من انوفهم.. وكانوا يمارسون الانتقائية.. والوتوتة.. والمزاجية.. الشماتة.. والتعطيل.. وبناءً عليه سوف يحصدون ما زرعوا طوال الوقت.





ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الوحدات «الرياضي»      العدد «379»     التاريخ : 20/7/2004     سامي السيد

كليات للكذب




في عالمنا الثالث .. درجت العادة كلما تقرر تدشين جامعة جديدة .. أن تبدأ بكلية الآداب والفلسفة .. ثم بقية العلوم الإنسانية الأخرى .. كعلم النفس وعلم الاجتماع وكلية التجارة على اعتبار أن التجارة مهنة ضاربة جذورها في القدم .. وعندما تتوطد الجامعة وتفرض نفسها على الواقع وتثبت أقدامها كجامعة مستقرة تبحث عن العراقة .. بفتح كليات جديدة .. كالطب .. والهندسة .. والصيدلية .. الخ من التخصصات الكبرى والضرورية..
في كلية الآداب .. كنا ندرس ونتذوق إنتاج أمرئ القيس والمتنبي وأبو العلاء المعري والجاحظ وابن المقفع .. وجمع كبير من أعمدة الثقافة والحكمة .. في التاريخ القديم والمعاصر .. أما في الموضوع الفلسفي .. فكنا ندرس الغزالي وابن رشد وهيجل وديكارت وماركس وجان بول سارتر.. في الموضوع الاجتماعي كنا نتتلمذ على هدى ابن خلدون في مقدمته الشهيرة ..
كانت ثمة أسباب موجبة لافتتاح كليات جديدة .. إنسانية .. وعلمية .. راهناً طغت كثيراً تخصصات جديدة ومتعددة لم تكن معروفة من قبل .. تندرج في اطر شتى .. المال والأعمال .. العلوم المصرفية والتسويق .. الحاسوب وعوالمه الواسعة والمذهلة في آن واحد هذه العلوم الجديدة والإختصاصات أملتها الضرورات الإجتماعية والإقتصادية والسياسية .. كانت ولا تزال على تماس مباشر وغير مرئي بالعولمة وروادها وأزلامها ..
إذن الضرورة تملي وتفرض خصائصها وحاجاتها .. لها شروطها .. ووظائفها .. وأنماطها .. وأزلامها .. ومريدوها .. وقادتها .. وأشباحها .. وخصيانها .. كل قانع بحصته ومكانه وزمانه .. المهم أن يكون له مكان في الغنيمة والهبش.. بصرف النظر عن المقدار المهبوش ؟! ..
الآن وبدون تلكأ أو تردد أو إعاقة .. الضرورة تلح .. الضرورة تضغط علينا لإفتتاح تخصصات جديدة في علم الكذب والزندقة .. لأن أغلبية الذين يتصدون للحياة العامة من الزنادقة والكذابين .. (ومش رايحه إلا على الغلابا والفقراء والمقهورين إللي مصدقين قصص النبل والشرف والفضيلة) .. والذين تربوا على أيدي آبائهم وأمهاتهم على الصدق والأمانة .. كأبناء الكتاب والمفكرين والمناضلين والفلاحين البسطاء .. الذين أفنوا أعمارهم في تربية أبناءهم على تلك المُثُّل ..
أبناء هؤلاء لا مكان لهم في السوق .. وهم بأمس الحاجة للالتحاق فوراً وبدون تأخير بتلك الكليات الجديدة ..
حياتنا العامة مكتظة بهؤلاء الزنادقة والمنافقين .. نصادفهم ونحتك بهم في كل الأماكن وباستمرار هؤلاء الأشخاص يملكون مواهب خارقة في هذا الشأن .. الحاجة الوطنية باتت ملحه لالتحاق هؤلاء كأساتذة وعمداء في تلك الكليات المزمع إفتتاحها ..








ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الوحدات «الرياضي»      العدد «566»     التاريخ : 1/4/2008     سامي السيد

عودة الدوري ..عودة الأخضر

 



بعد توقف دام اربعة اسابيع ونيف، بسبب استعدادات المنتخب وظروف اشتعال انتفاضة شعبنا العربي الفلسطيني وحالة التضامن والموآزرة التي تفاعلت في الشارع الاردني، عاد دوري كرة القدم لينطلق من جديد، وعاد معه فريق الوحدات بحلته الخضراء ليصهل في الملاعب بقيادة مدربه العراقي، كاظم خلف، الذي تميز في الماضي كما الحاضر بخبرته ونشاطه وباعه الطويل، وتجربته الناجحة بكل المعاني والمقاييس مع فريقه «فريق الوحدات» الذي استقبله كالعادة بكل ترحاب وتقدير لجهوده التي لا تنضب وجلده وصبره وقدرته على العمل في مجمل الظروف والاحوال.
وفريقنا «فريق الوحدات» الذي انفعل وتفاعل كغيرة من فئات شعبنا مع انتفاضة الاهل في فلسطين لم يضيع وقتا ولم يهدر جهداً في مباشرة نشاطه التدريبي، بل اقبل وكعادته دائما على «التمرين» بحماس منقطع النظير، واستعاد بكل اريحية اجواءه الحميمة، وشفي لاعبوه والحمد لله من اصاباتهم، بات في وصفه الراهن (خبرة المخضرمين ونشاط الشباب) جاهزاً لتحقيق الفوز تلو الفوز.
ونحن على ثقة ان «الاخضر» سيظل ممستمراً في عطائه الذي لا يتوقف، وسيظل كذلك عند حسن ظن جماهيره الواسعة التي طالما هتفت له من القلوب والحناجر في آن معا، ذلك ان فريقنا «فريق الوحدات» دأب باستمرار على الاستجابة لاماني جماهيره، ونأمل ان يسير على الدرب دون كلل وان يضع نصب عينيه الفوز ببطولة الدوري والكأس كما عهدناه دائما، وان ينظر لكل مباراة يخوضها وكأنها المبارا النهائية.
لقد اظهر «الاخضر» في المباراة التي خاضها مع «القادسية» انه عد حسن الظن دائما حيث تميز باداء جيد ونتيجة تبشر بالخير في جولاته القادمة.
ولا ريب ان الايام القادمة ستشهد تحقيق مزيد من الانتصارات لفريقنا، وبخاصة اذا تعمق الاداء وتعزز نحو الافضل، لاننا بذلك فقط نحقق ما نصبو اليه من «فوز يلبي» طموحات الجماهير .. كل الجماهير.





ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الوحدات «الرياضي»      العدد «214»     التاريخ : 24/10/2000     سامي السيد

سليم خير

 


إلتقيت مع الأستاذ سليم خير للمرة الأولى حين ذهبنا وفد نادي الوحدات لزيارة رئاسة الوزراء لمتابعة قضية ساخنة تخص النادي من بين مجموعة قضايا تهم النادي.
يومها تعرفت على الرجل فتشكل لديّ حينها إنطباعاً خاطفاً عنه .. وللحق فإن الرجل كان متعاونا  بالغ اللطف وودود ومتواضع ، إذ سهّل مهمتنا ورتب لقاءنا مع نائب رئيس مجلس الوزراء .. وجرى بحث الأمور الشائكة والساخنة معاً يسر مهمتنا إلى أبعد الحدود والإبتسامة لا تفارق محياه ..  وذلل كل العقبات والصعوبات بروح فيها إنحياز واضح لنا.
منذ ذلك الوقت لم ألتق الأستاذ خير وجهاً لوجه .. ربما بسبب طبيعتي الشخصية من ناحية ومهام الرجل من ناحية أخرى . غير أنني ظللت أتابعه من خلال نشاطاته المختلفة وعلى كافة الصعد والتي قد لا تعنيه شخصياً أو تعني ناديه .. بل تعني الآخرين .. وفي المقدمة الحركة الرياضية الأردنية ..
وذات صباح كنت أتصفح الصحف اليومية كالعادة .. إذ كان فريقنا الكروي يسافر إلى لبنان بغية ملاقاة فريق (أولمبيك) اللبناني في بطولة الأندية العربية .. كان صاحبنا هناك يودع الفريق .. يحفزه .. يشد من أزره .. ولم يقتصر الأمر على ذلك بل أعلن على الملأ عن تبرع سخي للاعبين في حال تحقيق الفوز ..
مثّلت لي هذه اللفتة محطة جعلتني أتأمل هذه الشخصية المعطاءه بدقة وأتابعها بعناية ..
وبعد أقل من أسبوع وعبر الصحف أيضاً كان الأستاذ خير في المطار يودع فريق الفيصلي وهم يسافرون إلى الكويت .. يشجعهم .. يشد على أياديهم .. يعدهم بمكافآت سخية إذا حققوا فوزاً على مضيفهم ..
هذه اللفتة الجميلة أيضاً جعلتني أكن إحتراماً خاصاً لهذا الرجل .. فهو رئيس ناد منافس لكل من الوحدات والفيصلي ولكن الرجل لم يكن إطلاقاً صاحب نظرة ضيقة للأمور، فهو مشجع وداعم ومعني بتطور الرياضة الأردنية عموماً.
أسمع كثيراً ما يقال حول الرجل من العامة .. ومن علْية القوم .. الكل مجمع على تعاونه وإخلاصه وتفانيه وحبه للآخرين .. حتى من يختلفون معه، يظل ودوداً نحوهم على الدوام ..
خدمات كثيرة يقدمها للناس بحكم موقعه .. الفقراء .. الغلابى .. الرياضيين وسواهم .. لا يرفض طلباً بمقدوره تلبيته ..
اليوم وفي إحتفال نظمه نادي الوحدات برعاية رئيس الوزراء (إفتتاح مركز تكنولوجيا المعلومات) كان سليم خير من أوائل من حضروا إلى النادي، أسهم وشارك في نشاطنا .. لاحظت الفرح بادياً على مُحيّاه وحين طرحت قضية لاعب الوحدات والمنتخب الوطني سابقاً (مصطفى أيوب) كان سباقاً في إستعداده لحل هذه المشكلة، ووعد بتذليل العقبات مهما بلغت لهذا اللاعب الدولي الذي خدم الوطن.
سليم خير إسم على مسمى .. فإسمه يعكس مضمونه الحقيقي، فهو دائماً سليم النوايا سليم الأفعال، وباستمرار يقدم الخير للناس بصرف النظر عن رأيه وعلاقته بهم ..
كم كنت أتمنى أن يكون بين ظهرانينا الكثير من أمثال سليم خير .. الرجل الإنسان.


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الوحدات «الرياضي»      العدد «370»     التاريخ : 19/5/2004     سامي السيد