الخميس، 14 أكتوبر 2010

مقابر جماعية !!

 

الحرب الدموية المستعرة في فلسطين والعراق .. بسبب الوجود الإستعماري في بلادنا .. الذي جاء غازياً .. سارقاً الأرض .. والحرية .. والحياة .. والذي لم يدخر وسعاً في تدمير بلادنا .. وسلبنا أبسط مقومات الكرامة والحياة .. والذي ظل هاجسه سرقة خيراتنا وتحويلنا إلى خدم وعبيد يعملون بالسخرة في خدمة مخططاته الإمبريالية  المتوحشة ..
منطق التاريخ .. ومنطق الأحداث يؤكد أن هذا الإستعمار .. وهذا الإحتلال .. ينبغي أن يواجه من قبل الشعوب (المستهدفة) .. بالمقاومة .. بأشكالها كافة .. وفي مقدمتها المقاومة المسلحة ..
في العادة.. الذين يفجرون المقاومة .. هم طليعة الشعب .. وأكثرهم رومانسية .. وشرفاً .. ووعياً .. وبالضرورة أكثرهم إنتماءً للوطن .. وهؤلاء .. يبذلون جهداً مضنياً .. ذهنياً .. وجسدياً .. ومادياً لتوفير كافة الظروف .. لإطلاق الشرارة الأولى للثورة  وكذلك في إستقطاب الناس وتحشيدهم خلف الأهداف المعلنة السامية ..
وتلقائياً .. تبدأ أفواج الجماهير بالألتحاق بهذه الطليعة التي تعبر عما يجول في صدورهم من أمنيات .. وفي العادة .. يلتحق بهؤلاء من هم أكثر تحسساً بالواقع المر الذي خلقه الإحتلال .. وعليه .. تتنامى حركة الجماهير والثورة .. وتتسع شيئاً فشيئاً لتشمل أرجاء الوطن .. وتصبح ظاهرة عامة واضحة المعالم والأهداف ..
وأول من يتحسس ويدرك خطورة المقاومة .. وتداعياتها .. المستعمرون أنفسهم .. فيقومون بعمل مضاد .. لحشْد العناصر البليدة .. والمنتفعة .. والملتحقة أصلاً في خدمتهم .. لأجل إقامة جدار هائل من أبناء الوطن نفسه (جيش لحْد) .. (الشرطة العراقية) .. للتصدي لقوى الثورة ..
وبدل أن يدفع المستعمر نفسه ثمن المواجهة المباشرة من جنوده وضباطه .. يدفع بهؤلاء إلى أتون المحرقة وقوداً لها ..
وتستمر الثورة .. وتتعاظم .. دافعة من دماء أبنائها .. ومعاناتهم .. وجهدهم وعذاباتهم الكثير .. متوّجة في النهاية بإنتصار يعيد إلى الناس أرضهم .. وحريتهم .. وحقهم في الحياة.
إن هؤلاء الذين أشعلوا الثورة .. ودفعوا ثمنها .. عذاباً .. وقهراً .. عليهم التصدي من جديد لمهمة بناء الوطن .. عندها تعاود القوى المضادة .. وبدعم من المستعمر في وضع العراقيل في وجه قوى الثورة والتغيير .. بحجة الديمقراطية .. والشفافية .. وحقوق الإنسان .. وتداول السلطة .. وسواها من المقولات الخادعة ..
وللحقيقة .. فإن هذه الفئة لا تملك أي برنامج وطني حقيقي لوطن حقيقي يتمتع بالسيادة .. بل بكيان تابع .. يقومون فيه بدور السمسار .. للشركات .. والمؤسسات الإقتصادية التي تقوم بالدور الإستعماري ذاته وبشكل أقبح ..
من جديد تصطدم إرادة أبناء الوطن .. مع هؤلاء السماسرة والمرتزقة فتقع المواجهة .. حينها يصبح من حق هؤلاء الذين حملوا راية الثورة .. والتحرير .. والبناء أن يحفروا لهؤلاء العملاء مقابر جماعية على إتساع الوطن ..


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الوحدات «الرياضي»      العدد «266»     التاريخ : 20/4/2004     سامي السيد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق