الخميس، 21 أكتوبر 2010

في الزمن المستحيل ..




علاء هشام : عايش بكل حواسه ما يجري في القدس من استيلاء على الأرض وتهويدها .. واقتلاع سكانها الأصليين .. والتضييق عليهم ومحاربتهم في سبل العيش .. وشاهد ما يجري في الضفة الغربية .. من قتل ودمار يومي .. شاهد الجدار وهو يقام في طول البلاد وعرضها .. عايش .. وشاهد .. ملاحقة واغتيال الثوار (المطاردين) في نابلس ورام الله والخليل رغم قبولهم لشروط التهدئة .. وتسليم أسلحتهم انصياعاً لإرادة المفاوضين ..
لم يحفل بكل ذلك .. واصل حياته بشكل طبيعي .. ظل يذهب يومياً في الصباح إلى عمله ينقل الحاخامات «الطلاب» من وإلى بيوتهم دون أي اعتراض أو تأفف أو تذمر.. رغم حالة المهانة التي يتعرض لها.. همه الوحيد أن يحيا في هذا الهامش الضيق .. والمفزع .. لعل الإنفراج يأتي قريباً من الشرق .. أو الجنوب .. فربما يأتي الفرج على أيدي مروجي التسوية من العرب ..  وغير العرب.
طال انتظاره .. ولم يأتي الحل .. وجاءت غزة .. لتخلصه من أحماله وقيوده المكبل بها منذ ولادته .. فقرر أن يثأر لنفسه ولأهله ولجيرانه ولأشجار الزيتون التي تقتلع يومياً .. ولغزة التي علمته كيف يكون القتال .. كيف يكون الرجال ..
تلقى الهدية .. ولم يتردد في قبولها .. احتضنها ضمها الى صدره بكل الحب والشغف .. لقد كان في انتظارها بلهفة .. وها قد جاءته الفرصة .. وعليه أن يغتنمها وبسرعة .. ذهب إلى ماخور التصهين والإرهاب .. فوجد الجميع في حالة زهو ونشوة .. لما يجري لأهله وشعبه في فلسطين .. كل فلسطين .. استل همته وبندقيته .. وراح يفرغ معاناة ربع قرن من الزمن .. دون أن ينظر خلفه .. فالهدف أمامه .. ولا شيء يهمه سوى الهدف .. وبعد أن استراح مرت أمام عينيه .. صور الخالدين .. خالد بن الوليد وصلاح الدين الأيوبي وجمال عبدالناصر وجول جمال وفارس عودة وعماد مغنية .. فهو الآن في نفس المرتبة .. مرتبة الخالدين ..
الكثير من الفلسطينيين في هذا العالم .. يملأهم الإحساس بالضعف والهوان والإنكسار .. جراء ما يعانونه من اضطهاد وتمييز .. وإعاقة وتعذيب .. وناهيك عن المضايقات اليومية التي تلاحقهم ليل نهار.
إرفعوا رؤوسكم أيها الأحرار فهذا الزمان .. زمن فلسطين .. زمن أحرار فلسطين .. زمن الحرية.







ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الوحدات «الرياضي»      العدد «563»     التاريخ : 11/3/2008     سامي السيد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق