الجمعة، 29 أكتوبر 2010

صراع

 


جئتُ إلى المكان قبل الموعد بوقت كافٍ... إستقبلني البعض.. إبتسامة صفراء.. تبعني البعض الأخر.. ثمة محاولة للإستقواء.. همسُ وحوارُ جانبيان .. محاولة محمومة لتغيير الاوضاع.. آخرون إنضموا الى اللقاء (الحوار الجانبي)... شكوى.. شكوى.. جهد مكشوف للدفع بإتجاه موقف منحاز.. نشوة ظاهرة يعيشها البعض.. حالة من الترقب يعيشها الاخرون .. فهمُ خاطيء لما يجري.. ظلم فادح للعمل ذاته.. تحديات في غير محلها.. مكانك سر... ومراوحة في المكان..
صديقُ يربتُ على كتفي مسانداً.. فهو يعرف ما اريد.. ابتسامة مشجعة ... بذل جهداً مخلصا.. تراه يعلن بين الفينة والاخرى : «لا تقلق أنا معك سوف أبذل قصارى جهدي لانجاح مسعاك».
هاتف يدعوني للحضور بسرعة.. حملت اوراقي وهرولت.. وانا احمل كل احزاني.. في الردهة صديق اخر يزداد سمنة.. يرتدي ثيابا انيقة.. ربطة عنق ايضا.. يجلس على الكرسي اياه موضع الخلاف.. يداعب احلامه الصغيرة.. يعبث بأي شيء!!.. تبدو على ملامحة ابتسامة ساخرة من الجهد المبذول!!.. إحساس عميق لدي بالفشل.
دخلت الى الغرفة.. دخان السجائر يتصاعد.. يكتم الانفاس.. ثمة تداول سريع للاوراق.. ومحاولة متسرعة لاتخاذ القرارات.. رغبة محمومة لانهاء اللقاء بسرعة.. ايماءات في غير محلها.. عامل البوفيه يقدم كوبا من الشاي بالحليب.. لعلي اتغلب على توتري وحزني وربما قرفي.. انغمس في اللقاء.. أحاول امساك الامور.. توتر بلا مبرر.
مناكفة ونزق.. احدهم يراقب زميله ويكرر ما يقول دون تمحيص.. اخر نائم.. هاج فجأة وراح يخطب..
عاد المكان الى الهدوء بإنتظار ضيف قادم.. الذي اضفى على المكان هدوءاً مؤقتا.. سرعان ما تبدد من جديد..
دخان ينبعث في كل اتجاه.. هياج من البعض وزبد ايضا.. انفض اللقاء.. وفي غرفة مجاورة الصمت سيد الموقف.. محاولة اخرى للتهدئة.. دخل وهو يشعل سيجارته.. محاولة للتطاول.. تهدئة من جديد.. غادرت المكان باتجاه الفراغ.. الى الخلاء البعيد علّني اجد حلا.. قطعان من الماعز تقطع عليّ الطريق!!..









ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الوحدات «الرياضي»      العدد «225»     التاريخ : 16/1/2001     سامي السيد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق