ثلاث سنوات مضت .. لم يقوى أحد على إضافة حجرٌ واحد .. أو يعلق مصباح .. أو يتم «تزفيت» متراً واحداً .. بل ظل كل شيء على حاله وأسوأ .. نتيجة الإهمال المتعمد والمكشوف في أهم منشأة من منشآت نادي الوحدات منذ تأسيسه عام 1956.
نسأل لماذا ؟! فتقول الأغلبية والأقليّة إذا جاز التعبير .. لا يوجد «مصاري» .. فالمال غير مُتاح .. الكلُّ يدير ظهره لهذه المنشأة العملاقة التي إنْ قُدّر لها أن تكتمل ، فستكون الرئة التي يتنفس منها «الأخضر» بكافة أنشطته الرياضية مهما إتسعت وتعددت وتفرعت .. يُضاف الى ذلك ما يمكن أن توفره هذه المنشأة من دخلٍ وفير .. يتجاوز المئة وعشرون ألف دينار سنوياً وربما أكثر .. جرّاء تأجير الملاعب المكشوفة والمسقوفة لأبناء «علْية» القوم الذين يتوافدون بالمئات الى هناك ، من أجل ممارسة مُتعتهم في لعبتهم المفضلة تحت السماء الصافية أو في ظلّ الأضواء الكاشفة.
يتذرع النافذون أن سبب التأخير في إنجاز المشروع هو شُح المال .. ويدّعون أنهم حين تسلّموا دفة القيادة مطلع عام 2007 كانت صناديق النادي خاوية ، وللمتعهد دينٌ في أعناقنا يتجاوز مائة وخمسين ألفاً .. ؟! هذا ما أوردته إحدى الشبكات العنكبوتية الموالية.
علْماً أن الحقيقة مُنافية لذلك تماماً .. فعندما تسلّمت الإدارة مهامها كان صندوق النادي يحتوي نقداً أكثر من مائة وأربعين ألف دينار .. إضافة الى شيكات لدى المدير المالي برسم التحصيل تتجاوز العشرين ألفاً .. وعقْد كان قد وُقع تواً مع «فاست لينك» بقيمة مائتين وثمانين ألف دينار لم يُسحب منه فلسٌ واحد .. ومجموع الإيجارات التي لم تحصّل بعد تتجاوز قيمتها المئة وأربعين ألف دينار .. كل هذا حصيلة النادي ومن حقّهم أن «يبعثروه» حيثُما شاؤوا .. لكن المصيبة أن رئيس الوزراء «في حينه» قد زار النادي ، وقدّم مبلغ مئة ألف دينار لإكمال مشروع «غمدان» ، كان قد طلبها رئيس النادي السابق أثناء مقابلتهِ رئيس الوزراء بحضور جميع روؤساء لجان الخدمات .. ورؤساء أندية المخيمات .. بدعوة من مدير دائرة الشؤون الفلسطينية المهندس وجيه عزايزة.
نسوق هذا الكلام على عجل .. والشواهد عليه كثيرة ..
نسأل .. أين ذهبت كلّ تلك الأموال ؟ الجواب .. بمنتهى البساطة ؟؟ لقد تبخّرت بصفقة واحدة لا مبرر لها .. ؟! كلّفت خزينة النادي حوالي مئتي ألف دينار .. والنادي يزخر باللاعبين في هذا المركز .. اللهم أن البعض كان يحتاج نجماً من طراز «ميسي» أو «كاكا» بالمعايير المحلية .. لإنجاز لقطة تلفزيونية تخدم مشاريعهم الشخصية فيما بعد.
وصفقة أخرى فاشلة من الطراز ذاته ، وبدافع التشفّي و«الإنتقام» من مُدرب حصل على بطولة الدوري بدون أي خسارة.. وللتأكيد على الوجود ، جرى إستقدام طاقم تدريبي مصري لم يعمّر على رأس عمله أكثر من شهرٍ واحد تلقى خلاله الصفعات الواحدة تلو الأخرى من الفرق المنافسة ففر مهرولاً ، عائداً الى بلاده مذعوراً مدحوراً بعد أن كلّف ما يقارب الخمسون ألف من الدنانير.
وإستمر الحال .. طاقم جديد أكمل الدوري بكلفة تجاوزت المائة وخمسين ألفاً .. بهذه الطريقة جرت وتجري عملية تبديد الأموال .. وبهذه الطريقة أيضاً .. يمكن تبديد الأموال تلْو الأموال.
«ولا يصلح العطار ما أفسده الدهر» .. ولِـ «الطبّة رب يحميها».
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الوحدات «الرياضي» العدد «662» التاريخ : 28/2/2010 سامي السيد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق