راح الليل يسدلُ عتمته.. لسعة برد خفيفة تشرينية.. تدافعنا برفق صوب الباب الآيل الى قاعة الاجتماعات.. ترحاب حار من البعض.. عناق دافىء.. تبلد ووجوم من البعض الآخر.. وحياد وقور.
لقد جئنا من مناطق مختلفة. سبق ان اجتمعنا مراراً.. لكن هذا الاجتماع يكتسي سمة خاصة.. لقد جاء بعد انقطاع طويل .. نمثل اتجاهات مختلفة ومتباينة.. المصلحة العامة ليست قاسما مشتركا بيننا.. ثمة اهداف ومصالح.. وغباء ايضا.. رؤوف ..مهدي ..علوان.. هادي.. مهران.. وآخرون.. اخذ كل منا مكانه .. نتبادل الابتسامات على استحياء.. ايحاءات تشير الى تغير في المواقف والتحالفات.. لكنها غير حقيقية.. فقط من اجل الاستهلاك.
هدوء مفتعل يبدو على البعض.. وقار مزيف تترائى ملامحه.. ترحاب مع بداية الاجتماع .. قراءة مألوفة في جدول الاعمال السابق.. امور كثيرة متراكمة.. استهلكت وقتا لانجازها.. حالة من الترقب قبل الغوص في القضايا الساخنة.. البعض يدخن بشراهة وتوتر.. يشعر انه لم يعد مقبولا.. محاولة يائسة لاصطناع الهدوء.. لكن الفجاجة هي الغالبة.. فقدان الوعي.. فقدان الثقافة.. وغياب الحس الديمقراطي.. وضحالة القراءة والاطلاع سمة لا تفارق البعض!!
منذ زمن نصحني رؤوف ان احدهم فقد ظله ولا امل فيه.. هو لمن يدفع ويحقق مصالحه.. ليس للمبادىء قيمة لديه ولا للمصلحة العامة (متورم ذاتيا).
كنت أقول: لا، انه طيب وبسيط، حتى علوان قال لي وهو يضرب كفا بكف: هذا الكائن غير معقول.. لا امل فيه.. (شو بدنا نساوي)، اعترف انني قد اخطأت الى درجة الخطيئة.
اشتدت المناقشات حول المسائل الجوهرية.. مناقشات هادئة ومسؤولة من البعض.. المصلحة العامة محور الموضوع.. هو تائه لا يعرف الى اي تيار ينحاز.. نسي نفسه.. يدخن ببلاهة.. فجأة صب جام غضبه على احد الحاضرين في شأن غير مطروح.. دهش الحضور.. نظروا اليه مشفقين!!
عودة الى المناقشات .. تخللها خروج عن الموضوع احيانا.. طال الاجتماع الى ما بعد منتصف الليل .. توصلنا الى نتائج .. ربما ايجابية .. اعتقد الجميع انهم نجوم.. بالتأكيد كان البعض نجوما.. بينما كان البعض الاخر شهبا!!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الوحدات «الرياضي» العدد «220» التاريخ : 5/12/2000 سامي السيد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق