ما أن وقعت إتفاقية «أوسلو وأخواتها من إتفاقيات» .. وتغيرت المناخات .. والعلاقات .. حتى هرول صاحبنا .. لإجراء مقابلات مع الصحف الإسرائيلية .. يعرب فيها عن سعادته الغامرة .. بأن السلام قد حل .. وان الوئام قد تربع .. ورفرف بجناحيه على الناس كافة ..
صاحبنا .. لم يقف عند هذا .. بل راح يعلن عن أحلامه .. بأن الوقت قد حان لإجراء مباريات بين فرقنا المحلية .. ومثيلاتها من فرق جيراننا .. وأبناء عمومتنا .. وما إنفك يعلن .. ان مثل هذا اليوم .. هو جل ما كان يتمناه .. منذ نعومة أظفاره .. وانه يوم السعد .. ويوم المنى بالنسبة له ..
صاحبنا إياه .. لا ينسى ان يحمل سجادته المزركشة .. ولا ينسى ان يرتدي ملابس التقوى .. وان يذهب للصلاة يوم الجمعة .. في الوحدات .. وتحديداً .. في جامع المدارس .. يذهب مبكراً ليحاول ان يجد له مكاناً .. خلف الإمام مباشرة .. هذا الإمام المتطرف .. والمتصوف .. والذي يخطب في الناس .. كل أسبوع .. محرضاً على العداء .. والأعداء ..
وبعيد إنقضاء الصلاة .. يتعمد صاحبنا .. ان يتريث ويتأنى في الجلسة .. لقراءة بعض الأدعية .. لحين إنتهاء الصلاة .. لعله يفوز بالسلام على الإمام .. ليقول له .. «تقبل الله» .. كما درجت العادة بين المصلين كافة .. وذلك لإثبات وجوده .. في هذا المكان الخاص بالذات .. على إعتبار .. أن صاحبنا من جموع المؤمنين ..
ولا ينسى صاحبنا ايضاً .. ان يتمشى بضع خطوات .. خلف مسيرة .. غاضبة .. منطلقة من المسجد إياه .. تندد بالإستعمار .. والمستعمرين .. والشيطان الأكبر .. وإبنه المدلل إسرائيل .. لكنه .. لا يلبث ان يغادر المكان .. من زقاق .. او آخر ..
صاحبنا هذا .. يقدم نفسه في الوحدات .. ولجموع «الغلابا» .. والغاضبين .. على أنه وطني .. ومتشدد .. بل أكثر من ذلك .. وأنه .. وأنه .. وبعد ان يغادر المخيم .. يخلع ملابس التقوى .. ويرتدي بدلته الفاخرة .. ويركب سيارته الجميلة .. والأنيقة .. ليقدم نفسه من جديد .. في الصفوف الأولى .. بين رجال المال .. والأعمال ..
صاحبنا هذا .. صحيح انه وطني؟! لكنه مطبع !!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الوحدات «الرياضي» العدد «290» التاريخ : 8/10/2002 سامي السيد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق