الخميس، 21 أكتوبر 2010

نفي الآخر




في معمعان التحضير للإنتخابات الإدارية .. التي جرت مؤخراً .. في نادي الوحدات .. كنت أتولى الحوارات المتصلة بالإنتخابات .. مع الأطراف المختلفة كافة .. بغية التوصل إلى صيغة .. تقود في نهاية الأمر .. إلى «قائمة واحدة» .. تمثل أوسع إصطفاف في النادي .. والهدف من وراء ذلك ان يكون مجلس الإدارة المنتخب .. ممثلاً لأوسع قطاع نادوي .. في إطار الهيئة العامة.
غير ان المشكلة الرئيسية .. التي واجهتني .. لدى حواراتي مع جميع الأطراف .. تمثلت في رغبة البعض الجامحة .. في نفي الآخر .. دون مسوغات .. او مبررات منطقية .. أو واقعية .. أو موضوعية.
كنا نتحدث عن اوسع إصطفاف .. بينما كان البعض .. يتسلل من أجل التوصل إلى فكرة .. جوهرها «نفي الآخر» .. فهذا يعرض عليك قائمة تخلو من طرف ما .. بحجة ان فلان .. دكتاتوراً .. وسفاحاً .. ومتغطرساً .. ويميل إلى الهيمنة .. وذاك يعرض عليك .. قائمة تخلو من طرف .. بحجة ان شخصاً ما قاصر .. وتبعي .. ولا يملك من أمره شيئاً .. وعاجز عن إتخاذ القرارات أي قرار بشكل مستقل  .. وثالث .. ورابع ... وهكذا دواليك .. والمسوغات الضالمة كثيرة ..
كنا نستهجن .. ونتصدى لهذا المنهج الفئوي ضيق الأفق .. فأصحاب الفكر البائس واليائس .. فكر النفي .. هم أول المتضررين من تلك الأفكار والنزعات .. ظللنا نحاول مراراً .. وتكراراً .. التوصل إلى صيغة أرقى .. وأشمل .. إن في الفهم .. او في المضمون .. او في المصلحة العامة ..
تمسكنا بخيارنا الذي دعونا إليه .. فتعرضنا إلى النقد .. والتشهير .. والتجريح .. - حتى الشخصي - ولكننا ظللنا متمسكين بموافقنا .. وخياراتنا التي نعتقد .. انها تخدم مصلحة النادي .. هذه المؤسسة التي ينبغي ان نعمل جميعاً .. من أجل رعايتها .. وتطويرها .. وتحديثها.
أخيراً .. إضطررنا إلى تشكيل قائمة تمثل الأغلبية .. ولكنها لا تمثل الإصطفاف الواسع الذي كنا نطمح إليه .. وجاءت النتائج في مصلحة القائمة .. الأمر الذي يؤكد صحة .. وسلامة .. أفكارنا .. ومواقفنا ..
ومع ذلك .. لم ييأس البعض .. وظل متمترساً خلف قناعاته إياها .. وهي «نفي الآخر» .. ثمة إتصالات هاتفية تُعرض علينا إعادة إنتاج ذات الأفكار .. التي وضحناها سابقاً .. وحين فشلوا .. ذهبوا في إتجاه آخر لتسويق تلك الأفكار البائسة .. واليائسة .. والعقيمة .. والتي لاطائل منها ..
يبدو ان البعض .. لا يتعلم من تجاربه .. ومن أخطائه .. التي قادته من هزيمة إلى أخرى .. ويبدو انه مصر على نهجه .. كيفما إتفق ..
لكننا سنظل أبداً .. نمارس قناعاتنا بتوسيع القاعدة .. ووأد فكرة .. «نفي الآخر» لعل الآخرين .. يتعظون ..





ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الوحدات «الرياضي»      العدد «286»     التاريخ : 10/9/2002     سامي السيد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق