الجمعة، 29 أكتوبر 2010

أحلام صغيرة !!

 


مستلق .. أغط في نوم عميق في إحدى جنبات الغرفة .. أفترش «جنابية» متواضعة .. أفرد ساقي يسرة ويمنة .. رحت أغوص في أحلامي الجميلة .. الجماهير من المحيط إلى الخليج تجوب شوارع العواصم والمدن العربية في مظاهرات صاخبة .. ترفع أعلام الوحدة .. التي تحققت للتو .. الجموع تبدو فرحة «مصهللة» لإنجاز طال إنتظاره .. في أتون هذه الأحلام رحت أتجول في وطني الكبير من «طنجة» إلى «البصرة» .. إنجازات عظيمة حققها الإنسان العربي أراها بكل فخر وإعتزاز .. في طريقي كنت أستمتع برؤية الأشجار اليانعة والعملاقة المنتشرة على الجنبات وعلى مدى البصر زرعت بأيدي الإنسان العربي .. التي جعلت هذه الأمة تأكل مما تزرع وتلبس مما تصنع وتصدر فائضها الهائل إلى عوالم الدنيا ..
شاهدت وانا أتجول في أحلامي جيوشاً جرارة متحفزة تحمي الأمة وتحرس الوطن وتفرض حضورها في طليعة الأمم ..
شاهدت مصانع الغواصات التقليدية والنووية وهي تقذف إلى البحار قطعاً حربية تحمل قواتنا البحرية العملاقة التي تجوب المحيطات وترفع علم الأمة وتفرض حضورها وهيبتها ..
مصانع عملاقة .. معامل تفوق الخيال .. تدار بأحدث وسائل التكنولوجيا .. تنتج الطائرات المدنية والعسكرية الأسرع من الصوت .. أحواض السفن تدفع إلى البحار والمحيطات مئات الناقلات التجارية العملاقة التي تجوب البحار للسيطرة على التجارة العالمية ..مصانع السيارات تواصل العمل على مدار الساعة لإغراق الأسواق العالمية بسياراتنا الفاخرة التي لا تضاهى ..
ظللت أتجول في أحلامي . مندوبنا في الأمم المتحدة يلقي خطاباً أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة فيحظى بإهتمام ليس بعده إهتمام .. اما في مجلس الأمن فهيبتنا تسبق كلامنا فلا أحد ينازعنا الرأي أو يفتّ في عضدنا .. كلهم .. إصغاء .. وإنتباه .. وطأطأة .. فالمتحدث ممثل الدولة الأعظم على وجه البسيطة ..
مندوب «أمريكا» يطلب إجتماعاً سرياً في الكواليس .. يرجو مساندة بلاده في صراعها مع المكسيك .. مندوب الهند يتوسل إلينا بطلب إرسال مساعدات عاجلة بسبب الفيضانات والكوارث غير المسبوقة التي نالت من بلاده ..
سيل من الطائرات العملاقة تُقدم المساعدات للدول والشعوب المنكوبة والمغلوبة على أمرها .. الفقراء في كل مكان يحملون أعلام بلادي ..
غواصاتنا النووية تجوب المحيطات .. تبحث عن خصم فلا تجد له أثراً .. لعل الخصم في كوكب آخر ..
عبد العال عبد العال ينطلق بمكوكه الفضائي برفقة صديقته بهية للهبوط على سطح القمر ..
العديد من زعماء الدول ينتظرون موعداً لزيارة بلادنا للقاء الرئيس ..
في لحظة كالبرق سقطت من علٍ «تنكة» فأحدثت ضجيجاً أيقظني من أحلامي فرحت أتجول هنا وهناك لأجد .. الحال على حاله .. والبؤس على بؤسه .. وأقصى ما يتمناه الفرد ان يتمكن من إيجاد قوتٍ لعياله .. او ان ينجح أحد أبنائه في إمتحان «التوجيهي» .. والله غالب ..



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الوحدات «الرياضي»      العدد «327»     التاريخ : 8/7/2003     سامي السيد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق