الخميس، 21 أكتوبر 2010

البائس





كنت أجلس في مكتب أمانة السر في نادي الوحدات في العاشرة والنصف من صباح يوم الخميس .. وهو الموعد المقرر لإغلاق باب الترشيح لعضوية مجلس الإدارة .. رن جرس الهاتف فأجاب زميل كان في جواري .. على الجانب الآخر .. ثمة شخص .. قال هل قرأت مقال سامي السيد الأخير؟.. فأجاب نعم .. قال .. شفت كيف بيحكي على جماعته .. ضحك زميلي .. وضحكت أنا أيضاً .. وسأله : هل قرأت المقال .. هل فهمته جيداً .. فأجاب : نعم  وطلب منه ان يصور له عدداً من النسخ عن المقال لأنه يريدها...
بعد أيام .. علمت ان الرجل إياه يحمل نسخاً من مقالتي إياها في جيبه ويتولى توزيعها هنا وهناك .. بل ويهاتف أصدقائي يقرأ لهم المقالة .. ويحرضهم .. ضحكت وتساءلت .. قلت في نفسي .. يبدو ان الناس لا تعرف القراءة .. ولا الكتابة .. فالشخص إياه وربما كثيرون غيره تشير إليهم المقالة .. تقصدهم .. وهي لا تتحدث عن أشخاص بعينهم .. ولا عن أفراد بذاتهم .. إنها تتحدث عن نماذج .. من حالات الرياء .. والنهم .. والمنفخة .. وحب الذات .. هذا الشخص دون ريب واحد منهم .. وربما كان في مقدمتهم .. فأكثر ما ورد في مقالتي ينطبق عليه تماماً .. كما ينطبق على غيره .. وبدلاً من أن يتعظ الناس  ويفيقوا من سباتهم ويتراجعوا نراهم يتمادون في غيّهم.
ثمة إحساس عميق ينتابني بأن تغيير الواقع غدا أمراً مستحيلاً .. لالشئ .. إلا لأن كثيراً من الناس .. لا يتعلمون من أخطائهم .. ويستمرئون في خداع أنفسهم .. قبل أن يخدعوا الآخرين ..
رحت أحدث نفسي : هل فعلاً وصلت إلى طريق مسدود .. هل هذه هي نهاية المطاف ..
أجبت : لا .. لا .. سأواصل الطريق فهو خياري .. وخيار الكثيرين من أمثالي ..




ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الوحدات «الرياضي»      العدد «284»     التاريخ : 27/8/2002     سامي السيد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق