تزدحم الملاعب بالجماهير الغفيرة .. تشجع هذا الفريق أو ذاك .. تظل قابعة على المدرجات تترقب .. تتابع مجريات اللعب .. الجماهير الحاشدة من فئات إجتماعية متعددة .. ولكل جمهور خاصيته .. ومذاقه المختلف .. يتميز عن سواه في إيقاعاته وتعبيراته .. ثمة من يرى في الطبول أسلوباً له في التعبير عن فرحه «كالأفارقة» .. وثمة من ينتهج من رقصة «السامبا» طريقة خاصة به لا يجاريه بها أحد .. ثمة من يلوحون بالأعلام وأشياء أخرى .. وآخرون يلبسون أزياء فرقهم الوطنية والقومية للدلالة والتدليل على عشقهم للساحرة المستديرة التي تظلُ دائماً موضع عشقهم وإفتتانهم ..
في بلادنا جماهير كبيرة حاشدة .. فيها الذواقه .. ومنها الدهماء .. لها كغيرها إيقاعاتها الخاصة .. راياتها تظلل المدرجات .. تحمل ألوان فريقها المفضل .. رقص .. ومرح .. وإنفعال .. وغضب .. مجتمع خاص يملئ الملاعب .. لكل هؤلاء .. وهؤلاء .. قيادة تلعب دور «المايسترو» في توجيه دفة الجماهير .. هذه القيادة غالباً ما تسمى .. بـ «الهتيفة» ..
ولكل جماعة جوقة و«هتيفه» .. ففي الأعراس يقود الزفة «هتيف» يُشيد بالعريس .. وخصاله .. ومزاياه ..
ويقود المظاهرات السياسية العارمة «هتيفة» مختصون .. معروفون للجماهير .. يجيدون إطلاق العبارات السياسية الرنانة .. والشعارات التي تتناسب مع الحدث ..
فـ «الهتيفة» ظاهرة موجودة .. في كل زمان ومكان .. في بلادنا وبلاد الله الواسعة .. ينحصر دورهم في الهتاف .. والهتاف وحده .. فهم من الجماهير .. وإلى الجماهير يرجعون .. بَيدَ أن الأمر الذي يدعو إلى الدهشة والإستغراب و«الحزن» أن تتحول وتنقلب .. مجموعات قيادية .. تضطلع بمسؤوليات جسام .. إضافة إلى الدور الرقابي .. والريادي .. نحو الجماعة التي يقودونها .. إلى مجرد «هتيفة» ينتظرون الحدث .. فيطبلون له .. ويزمرون .. دون أن يكون لهم حول ولا قوة في تسيير دفة الأمور .. اللهم إلا التصفيق .. والهتاف في حالة الفوز .. والوجوم .. والإنكسار .. والثأر في لحظة الهزيمة ..
صاحبنا إنحاز إلى الطليعة بلا تردد .. أو مواربه .. إنبرى للتصدي لمهماته بإقتدار .. شق طريقه في الصفوف الأولى كالسهم .. تبوأ مكانه بين الكبار .. بدايته واعدة .. ودور طليعي مبشر في حياة الجماعة .. دعم .. تفاعل .. ومشاركة .. في كافة الأنشطة .. حضور لافت .. بدون مقدمات تحول إلى هتيف ..
مجرد هتيف ..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الوحدات «الرياضي» العدد «350» التاريخ : 23/12/2003 سامي السيد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق