الجمعة، 29 أكتوبر 2010

الريع .. والمنطق الكسيح

 


عانى الوحدات طويلاً من مسألة الريع المطروحة على الدوام على طاولة اتحاد كرة القدم والأندية الأخرى .. كتبنا في هذا الشأن كثيراً .. وتحدثنا أكثر .. عمّا يجري بهذا الخصوص عربياً ودولياً .. بحيث أصبحت هذه المسألة معروفة حتى للأطفال ! ..
في مصر وهي الدولة الأكثر عراقة في الشأن الكروي .. نصوص واضحة ولوائح أكثر وضوحاً ، ولا مجال للاجتهاد فيها ولا مكان للمحاباة والعنصرية والشللية .. النصوص تتحدث عن نفسها .. النصوص تتكلم في الدوري والكأس وما بينهما .. مباراة لك وأخرى لمنافسك .. فعلى سبيل الفرضية فأن النادي الأهلي المصري الأكثر شعبية في مصر والعالم العربي.. بوضوح وبدون مواربة أواجتهاد (حصته واضحة) .. المد خول الكامل لمباراته على ملعبه تذهب تلقائياً إلى صندوق ( النادي الأهلي) الخاص ، وهذا الحال ينطبق بوضوح أكثر على الأندية العالمية كريال مدريد .. وبرشلونة .. إلا نحن ففي كل شيء ندّعي أننا لنا خصوصية .. فبلادنا من وجهة نظرنا أجمل الأوطان .. والنساء عندنا هنَّ الأجمل والرجال هم الأشجع والأكثر شهامة ، ولا نعاني من أزمة مياه ، بل العكس فبلادنا ممتلئة بالأنهار والجداول .. أما الغابات فهي تضاهي غابات سويسرا أن لم تكن أجمل .. والثلوج تستوطن رؤوس الجبال طوال العام والصحراء جلبناها .. جلباً لتطوير السياحة .. لهذا كله لا بد لنا من التميّز عن الآخرين ، ولا يجوز أن نطبق القوانين العالمية في كرة القدم على اتحادنا .. وأنديتنا المتميزة والمتطورة ! نفس القوانين والأنظمة والقواعد الدولية .. فنحن الأجمل والأعظم والأبهى.
أيها السادة : صراع طويل وعلى مدار عقود مضت ، خاض الوحدات معاركه تلك .. لم يكن فيها مدعياً.. أوظالماً.. أومعتدياً على حقوق أحد .. وبدونه لا معنى لكرة القدم عندنا ! فهوصانع المطر الجميل .. أما لماذا.. فلأن أكثر من 40 % من دخل المباريات الكاملة للدوري الأردني وعددها (242) يحققها الوحدات وحده في مبارياته ألـ (22) فقط .. اكتشفت بالصدفة أن رقم ( 242 ) مجموع مباريات الدوري الأردني رقماً غامضاً .. كغموض الرقم ذاته الذي أصدره مجلس الأمن في العام 1967 ، لهذا يصعب به تطبيق العدالة.. كما يصعب تطبيق قرارات الأمم المتحدة .. أما الأندية الأخرى التي تقاوم العدالة فلا يمكن أن تتقدم وتتطور ما دامت تعيش عالة على الآخرين.
لا ذنْب للوحدات أنه معشوق الجماهير وأن قاعدته الشعبية هي الأهم والأكبر والأكثر ولاءً ، ولا يتحمل مسؤولية أن القنوات الفضائية تفضل بث مبارياته دون سواها .. القضية ليست عندنا ابحثوا عن الخلل وعالجوه قبل أن يستفحل.
في الأسبوع المنصرم خاض الوحدات معركة صعبة وشاقة .. حقق من خلالها مكاسب كبيرة .. فحاملووجهة نظر الوحدات كانوا من الشجاعة بمكان .. لم يفرطوا .. لم يساوموا .. لم يُهزموا .. تحملوا الاتهامات والتهديد والوعيد .. لم يطأطئوا الرؤوس .. فقد ولى عهد الإدارات المساومة التي اعتادت أن تبيع قضايانا بأبخس الأثمان .. وظيفة هنا .. أو علاوة هناك.
للشبكات العنكبوتية : الذين يتحفونا على الدوام بقضية لاعب هنا أولاعبة هناك .. ولا ينامون الليل قبل إثارتها وتسليط الضوء عليها ، للوصول إلى رغباتهم وأمنياتهم ومبتغاهم .. ألا تستحق معركة الريع فتح مساحات على الشبكات لمناقشتها وللوقوف على الحقيقة .. والانتصار للحق والعدالة ؟ .. الانتصار للوحدات المظلوم على الدوام كما يفعلون بقضايا أقل أهمية بكثير.
الأعمى لا يحسن رؤية النور .. ولا يميز بين النور والنار !! .. والأيادي المرتجفة لا تقوى على الدفاع عن نفسها.


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الوحدات «الرياضي»      العدد «684»     التاريخ : 3/8/2010     سامي السيد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق