الجمعة، 29 أكتوبر 2010

خيار المقاومة

 


كنت والدكتور فهد البياري نشارك جماهير عريضة في المسيرة التي نظمتها النقابات المهنية والقوى السياسية والتي شارك فيها نادي الوحدات اسوة ببقية مؤسسات المجتمع المدني الاردني، وقد لاحظت ان زميلي الدكتور فهد يدمع بصمت، فسألته: لماذا؟ قال: افكر ما الذي يمكن ان يفعله الدم في مواجهة البارود.. الا يكفي هذا ليهز مشاعري؟!
قلت: الدم اقوى من السيف والضحية اشد مراسا من الجلاد، وسوف نرى.
اكملت المسيرة طريقها.. امام مبنى مجلس النواب.. اجرى فهد البياري مقابلة سريعة مع الـ L.B.C. قال فيها: ان الكيان الصهيوني كيان طارىء وان الاصل هو الشعب الفلسطيني ولا بد ان يكون ذلك اليوم الذي ينتزع فيه حقوقه بقريب..
عدنا الى نادي الوحدات.. جلسنا نتحاور، قلت: لنأخذ مثلا كيف ان الدم اقوى من السيف وتناولنا الحالة الهندية.. الشعب الهندي توفرت له قيادة عظيمة.. مارست العصيان المدني السياسي ضد المحتل الانجليزي حتى اجبرته على الرحيل.. موازين القوى كانت مختلة لمصلحة الامبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس.. ومع ذلك حملت عصاها ورحلت..
المهم هنا وقبل كل شيء.. قبل الامكانات .. قبل السلاح.. الارادة السياسية والقيادة التي تتمسك بخيارات المقاومة.
وسقنا مثلا آخر .. الشعب الفيتنامي.. فلاحون فقراء لا يملكون حتى قوت يومهم.. مرغوا الشرف العسكري الاميركي في ادغال فيتنام واجبروهم على الرحيل مذمومين مدحورين.
واليوم.. وبعد مرور ثلاثة اشهر على اشتعال الانتفاضة.. اثبت الدم الفلسطيني انه اقوى من السيف.. التجمع الاستيطاني الصهيوني يعيش حالة من الهلع والتفكك والخلافات.. الولايات المتحدة بقيادة كلينتون نفسه تسارع لانقاذ هذا الكيان.. تبحث له عن حل.
الدم الفلسطيني قلب الطاولة واسقط مقترحات كامب ديفيد.. وتقدمت الادارة الاميركية باقتراحات اعلى بكثير من مقترحات كامب ديفيد.. بفضل الدم وقوة الحجر.
هذه هي الحقيقة.. وهذا هو الطرح الواقعي.. الانتفاضة ينبغي ان تستمر لانها الخيار الوحيد لانتزاع حقوقنا.
يقول نيسلون مانديلا: «يجب ان تكون لدينا القدرة على التسامح».
ويقول جون كيندي: «اغفر ... ولكن لا تنسى».
ونحن نقول: «لن تكون لدينا القدرة على التسامح ولا الغفران..».

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الوحدات «الرياضي»      العدد «223»     التاريخ : 26/12/2000     سامي السيد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق