كان عائداً من بغداد، لعب دوراً محوريا في مؤتمر الشعب العربي المنعقد للتضامن مع الشعب العربي في العراق، فاختير حمدين صباحي مع مجموعة قليلة لمقابلة الرئيس صدام حسين، حيث ارتجل كلمة امام الرئيس افلح من خلالها في الافراج عن عدد من المسجونين المصريين.
في عمان.. تعرفت عليه بوساطة احد الأصدقاء، الذين شاركوه أعمال المؤتمر في بغداد، وأنا بطبعي مولع بالناصرية والناصريين، تحدثنا عن قضايا العرب الساخنة وأشياء أخرى.. في صباح اليوم الثاني اصطحبته بسيارتي إلى المطار في طريق عودته إلى مصر..
حين ذهبت الى القاهرة ربيع عام 7991 في مهمة رياضية تتصل بنادي الوحدات سألت عنه احد الأصدقاء المصريين فعلمت انه معتقل.. فكرت بزيارته.. لكنني عدت أدراجي.
.. في صباح اليوم التالي زرت ضريح رمز الناصرية الخالد جمال عبد الناصر.. غادرت القاهرة عائداً إلى عمان.. إذ لم اجد القاهرة كما أحب.
إبان العدوان الأميركي - الأطلسي على العراق شاهدت على قناة الجزيرة حمدين صباحي يقود جموع الشعب المصري ضد العدوان.. علمت انه دخل المعتقل بعد ذلك.. لكنه لم يخضع وظل عاشقا للحرية ولمصر.
الاثنين السادس من تشرين الثاني الجاري نشرت الصحف ووكالات الأنباء نبأ فوز حمدين بمقعد في مجلس الشعب المصري، حملته الجماهير التي تقدم صفوفها مراراً في المظاهرات ضد الأمريكان إلى مجلس الشعب.. نائبا عن التيار الناصري.
لم يقم حمدين صباحي مضافة او بيت شعر... لم يذهب الى بيوت العزاء او..! صالات الافراح تزلفا.. لم يقدم المناسف في مقره الانتخابي.. كل ما فعله انه خاض معارك العروبة في مصر.. وخاض معارك مصر من اجل العرب..
عام 9791 عندما انتفض شعب مصر ضد نظام السادات واطلق عليها انور السادات، «انتفاضة الحرامية» كان حمدين ما يزال طالبا في العشرين من عمره.. وكان احد قادة الحركة الطلابية في مصر.. ولما التقى السادات ممثلين عن الطلبة والقى على مسامعهم كلامه المعهود « اللي حيتكلم حفرمه!!؟؟».. لم يخشى حمدين هيبة المكان او الزمان وقف امام الرئيس بشجاعته النادرة منافحا عن مصر.. وعن المصريين وعن (الحرامية!!) وقف مدافعا عن العرب والعروبة.
ومنذ ذلك اليوم وحمدين صباحي يخوض مع رفاقه معارك الامة العربية ومصر، فحملته الجماهير الى مجلس الشعب.. لانه ابن مصر.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الوحدات «الرياضي» العدد «217» التاريخ : 14/11/2000 سامي السيد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق