تتعرض بلادنا هذه الأيام إلى حملة إستعمارية جديدة .. مكشوفة الأهداف .. واضحة كل الوضوح لمن يرى ولمن لا يرى .. هوس وعبث محموم تقوده وتنفذه زعيمة العالم (الولايات المتحدة) وذيلها الطويل (بريطانيا) .. إضافة إلى أذنابها التي تمتهن التطبيل والتزمير كما تشتهي وتتمنى واشنطن ..
في يوم المرأة العالمي .. الثامن من آذار .. راحت النساء تملأ شوارع العالم يتظاهرن بعشرات الألوف على إتساع المعمورة ضد الحرب المجنونة التي تعد لها أميركا وحليفاتها ..
في اليابان كما في كوريا والهند والباكستان .. في أمريكا ذاتها مظاهرات .. إحتجاجات .. في كل المدن والولايات .. يرفعون شعارات ضد الحرب وضد صانعي الحرب .. وفي معظم أصقاع العالم يرفع الناس أصواتهم أيضاً ضد الغطرسة التي تمارسها واشنطن .. لا مكان في هذا الكون يخلو من حركة إحتجاج هنا وهناك .. إلا نحن «العرب» !!.
مذابح جماعية في فلسطين .. هدم ودمار في كل مكان .. حشودات يومية على الأرض العربية .. توطئة للحرب ونحن نأكل ونشرب .. تماماً «كالمعيز» .. ننتظر الجزار وهو يسحل أبناءنا وأخوتنا إلى المسلخ .. ونحن نلوك تبناً وشعيراً .. وحالنا يقول «علفة شعير وعلى الدنيا الهلاك!!».
في هذه الأيام تمر ذكرى كربلاء .. ذكرى الحسين بن علي الذي رفض المساومة على مبادئه .. وخاض معركة مع نفر قليل من إخوته وأصحابه في مواجهة جيش كامل العدة والعدد .. ليقدم للناس درساً في التضحية والشهادة والشهامة والإيثار .. ومواجهة الظلم مهما كانت العواقب ومهما كانت قوة الخصم ..
أميركا .. أعدت العدة تحصل على التسهيلات هنا وهناك .. ونحن نعمل طباخين وماسحي أحذية لجنودهم .. وكل ما يخطر في البال من أعمال دونية .. لا لشئ إلا لأننا إمتهنا الخوف والتردد ..
لم يسبق للبشرية ان عارضت حرباً قبل ان تندلع كما هو الحال هذه المرة .. ومع كل هذا فالطغاة يديرون الظهر لكل محتج .. يواصلون حملات الكذب والتضليل والنفاق والتزييف والرشاوي والتهديد وكل الموبقات .. لدفع حكومات بلدان كثيرة لمساندتهم او الصمت على جريمتهم على أقل تقدير ..
في خضم هذا الواقع المرير .. تشكل محور شعبي ورسمي لمقاومة الغطرسة .. فرنسا والمانيا وبلجيكا وآخرين لم يستكينوا حتى اللحظة لحجم الضغوطات الهائلة التي تمارس عليهم لثنيهم عن مواقفهم ..
مرة أخرى نحن صامتين صمت القبور .. وأقصى ما نفعله .. نقدم حلولاً شديدة الإذلال بأمتنا وتاريخها العريق ..
في ذروة الحرب الباردة .. وأثناء صعود العملاق الصيني في زمن «ماو تسي تونغ» هددت أميركا الصين بأن لديها من الأسلحة ما يدمر الصين مئة مرة ..
فرد «ماو» أن لدى الصين من الأسلحة ما يدمر أميركا مرة واحدة !!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الوحدات «الرياضي» العدد «310» التاريخ : 11/3/2003 سامي السيد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق