الجمعة، 29 أكتوبر 2010

الذئب الأبيض



 



فوجيء لاعبونا بوجودي في صالة المسافرين في مطار عمّان الدولي .. الفرح عم المكان .. الجميع التفوا حولي كالفراشات الجميلة .. زياد شلباية بمسؤولية كبيرة أنجز كافة أمور السفر .. الذئب جاء متأخراً .. ربما كان يتلبد في أرجاء المطار يبحث عن شيء ما .. ما أن شاهدني حتى غاب في ضحكة طويلة للتعبير عن فرحه بوجودي .. حليم كعادته لطيفاً .. ودوداً .. خجولاً .. كالكبار الذين يُعطون بصمت وبلا ضجيج .. تحدثنا في كل شيء .. ما يخطر وما لا يخطر على البال .. في المطار ابتدأت عملية التعبئة الهادفة والهادئة للمواجهة في مسقط .. فهي المقدمة لما بعدها ..
في مطار المنامة دار حوار حميم شارك فيه الذئب وحليم وباسم وآخرون .. الشقي المحارمة تساءل في خبث ماذا سيرتدي فريقنا في مباراة الغد .. أجبت .. زينا التقليدي مع بعض التغيير إذا إقتضت الضرورة ؟!
المحارمة في تندر .. نريد أن نلبس الزيّ الأبيض كاملاً .. لأن الذئب الأسود يحب اللون الأبيض .. لأن الأبيض يُذكره بعزيز .. علت القهقهات ملأت المكان ..
في باحة الفندق .. وفي حوار مازح .. تمت عملية بناء الثقة المطلوبة لتحقيق الهدف .. الفوز ولا شيء غير الفوز .. قلت لحليم .. أريد منك في هذه المباراة أكثر من هدف .. وعلى طريقتك .. قال بشرط أن يرفع الذيب الكرة المطلوبة .. وشرط آخر ........ ؟!
وافق الذيب وهو يقهقه على الشروط .. كانت المباراة صعبة للغاية .. الطقس حار .. والرطوبة لا تطاق .. حصل ما إتفقنا عليه .. وكم كان إندهاشي عندما أحرز الفريق العُماني هدفه الوحيد .. كان الردّ سريعاً .. خلال دقيقة واحدة .. بكى زياد شلباية من شدّة الفرح .. كان الرجل كما يجب أن يكون الإداري المسؤول .. حريصاً .. يقظاً .. يتابع الصغيرة قبل الكبيرة .. لقد تحمل المسؤولية بإقتدار.
كرة حليم الأولى في القائم .. أما الثانية المرفوعة من الذيب راحت كالسهم في المرمى .. الذيب لم ينفذ الشرط المطلوب  لحليم عندما أحرز هدفه الأول .. من وسط الملعب .. وفي حركة مسرحية رفع المحارمة طرف قميصه الأبيض وقال لي .. ألم أقل لك أن عامر يحب الأبيض .. من مسقط عُدنا على العهد متفقين .. لإنجاز المهمة الكُبرى في عمّان.
بالطائرة في طريق العودة الى عمّان .. أجلس بجوار محمود شلباية .. الجميع إلتف حولنا .. أعقنا المرور .. دعاني ووعدني كان عند وعده فارساً .. «بلدياتي».
اليوم وقبل خروج الفريق من الفندق .. هاتفت جمال محمود .. سألته عن الذئب الأسود .. زودني برقم هاتفه .. تحادثت معه عن المباراة وما هو مطلوب منه .. كان كما يجب ذئباً كاسراً .. كذلك مع حليم .. طلبت منه أن يحرز لي هدفاً جميلاً .. وبنفس الطريقة .. قال على عيني وراسي .. «بس إحكي مع الذيب».
الذئب الأسمر يحب البياض .. من كل الأصناف .. على الأخص الجميلات .. له الحق في ذلك .. ويستحق ذلك ..
أما حليم .. فإن أجمل القذائف تنطلق من طرف حذائه .. الخراف .. الأرانب .. الدجاج .. تخاف الليل .. تخاف المواجهة .. تخاف الذيب .. الذيب .. الذيب ..
كل الألحان الجميلة العذبة .. تنطلق من بين يسارية العندليب .. «من هنا كانت البداية .. وابتدى الشعب الحكاية .. إنتصرنا .. إنتصرنا .. إنتصرنا».
اللي مش مصدق الرواية .. عليه أن يسأل الذيب وحليم والمحارمة والفريق.
للجماهير وهديرها الصاخب إحتفالاً بالنصر .. نرفع القبعة .. وللحب الكبير للوحدات وما يعنيه .. ننحني.
للذين يعشقون عدسات التلفزة .. وميكريفونات المحطات المحلية .. واللي مش عاجبهم العجب .. ولا الصيام في رجب .. نقول لهم «العوض بسلامتكم ؟!»



ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الوحدات «الرياضي»      العدد «668»     التاريخ : 12/4/2010     سامي السيد


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق