الخميس، 21 أكتوبر 2010

مأزق !!




غداة اندلاع انتفاضة الاقصى والمفاعيل التي تركتها على الشارع الاردني كنا نجلس في النادي :رياض عبد الكريم... جميل سلامة.. وانا... حين دعانا احد افراد الامن العام.. الى الحضور ''للمخفر'' لأمر ملح وللأهمية.. لبيْنا الدعوة.. توجهنا الى ''المخفر'' على مبعدة خطوات من نادي الوحدات.. كان محافظ العاصمة في استقبالنا هناك..
تحادثنا في قضية الساعة الا وهي الانتفاضة التي تعم فلسطين وضرورة مساندتها وتقديم كل وسائل الدعم والعون لها بالاساليب التي تحقق لها اسباب الصمود والاستمرار..
طلب منا المحافظ المساهمة كنادي في توجيه الشارع وضبط حركته بما يخدم المصلحة العليا للانتفاضة والاردن على حد سواء.. قلنا : ما تَطْلبه مِنا يشكل هاجسا بالنسبة لنا حرصكم.. هو حرصُنا.. نحن مع انتفاضة الاهل.. مع تعزيز استمرارها وصمودها.. مع ابداء كافة اشكال الدعم والمؤازرة الواعية.. والمسؤولة.. ومع حرية الناس في التعبير دون ان ننقل التناقض المحتدم بين جماهير الشعب العربي الفلسطيني في الداخل.. وبين العدو الى صفوفنا، فنحن جميعا منحازون الى الانتفاضة.. بأسلوب لا يؤدي الى ''حالة اشكالية'' بين الجمهور والحكومة.. ففي حال حدوث هذه المواجهة فان مأزقا خطيرا قد يحل بنا جميعا، الشعب.. وقوى الامن.. والحكومة.. على حد سواء.
شارك نادي الوحدات وبفاعلية في المسيرة التي نظمتها النقابات المهنية والاحزاب السياسية والتي سمحت بها السلطات.. كانت المسيرة ناجحة ومعبرة بكل المقاييس.. لم تحدث أية اشكاليات تعكر صَفو المسيرة التضامنية.. وعبّر الشارع الاردني عن غضبه لما يجري في فلسطين من ذبح وقتل وترويع...
 كنا نأمل ونسعى دائما ان تظل العلاقة بين الحكومة.. واحزاب المعارضة محكومة بدرجة عالية من المسؤولية من خلال التنسيق.. والتعاون فيما بينهما.. وقد لمسنا في الاونة الاخيرة خروجا على هذا ''الفهم'' .. الامر الذي القى بظلاله القاتمة على سمعة البلاد والحق ضررا لا يستفيد منه سوى العدو..
ايماني بحرية الناس في التعبير عن رأيهم ايمانا مقدساً.. ليس له حدود.. وانا منحاز بشكل مطلق للحرية بكافة اشكالها.. بَيْدَ ان ايماني بالبلد واستقراره لا يقل اهمية..بل يزيد على ايماني بالحرية ذاتها. 






ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الوحدات «الرياضي»      العدد «244»     التاريخ : 5/6/2001     سامي السيد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق