الخميس، 21 أكتوبر 2010

الأستاذ .. «الكابتن» .. المحاضر



أصوات كثيرة إنطلقت في الآونة الأخيرة تنتقد قناة فضائية عربية ، بسبب إصرارها على إستضافة محلل رياضي بعينه عند بثها لمباريات الدوري الأردني ، بحجّة أنه ينتمي الى نادٍ معين ويشغل فيه موقعاً رفيعاً ، وبالتالي فلا يجوز له أن يعلّق أو يحلل ما يراه وما يعرفه ، لأن في ذلك إنحيازاً لناديه على حساب الآخرين.
وسنداً للتهمة تلك ! .. فإن على تلك الفضائية أن توقف التعامل مع هذا الرجل ، فيما يخص التعليق والتحليل بشأن فرقها وإلا فإن المقاطعة لهذه القناة هو الردّ العملي والمباشر .. ناهيك عن إجراءاتٍ أخرى ستتبع ذلك ..
عجيب أمر هؤلاء الناس .. هل يجوز أن نتحسّس من مُجرد إعلامي رياضي لكونه ينتمي لنادٍ أو لشريحةٍ ما أو لطبقةٍ ما ، وهل ينطبقُ هذا على الجميع ؟!
لقد سوّق وهُللَ سابقاً .. لأشخاص في هذا الزمن لا يعلمون عن الرياضة والإعلام شيئاً وتبوأوا أعلى المسؤوليات دون أن نعترض أو نتذمر أو نتململ ؟! .. ونحن نعرف الحقيقة .. فأمثال هؤلاء بعد مغادرتهم مواقعهم المدعومة ذهبوا الى عالم النسيان .. فلماذا الحسد والحقد إذاً ؟
الرجل أستاذ .. ما الغرابة في ذلك ؟! .. فقد مارس التعليم في مدارس محيطه فترة كافية من الوقت في مجال تخصصه ، الرياضي أهله ذلك ، أن يدخل عالم التدريب من الباب الواسع ، وكان الألمع بين أقرانه المدربين في ميدان اللعبة وحقق نتائج ملموسة رياضياً وإجتماعياً في حياة الكثيرين من البُسطاء من أبناء محيطه.
والرجل «كابتن» .. ولا عجب في ذلك ؟! .. حيث تدرج لاعباً ومدرساً للرياضة ومدرباً لفريقٍ كبير نال عديداً من البطولات عاماً بعد آخرمنذ صعوده .. وأُسندت إليه مُهمة تدريب أكثر من فريق محلي وأكثر من منتخب وطني.
والرجل محاضر .. ولا إستهجان في ذلك ؟! .. لم يكتفِ صاحبُنا بالتدريس والتدريب فاستند الى أمكانياته ومواهبه ، فدخل ميداناً آخر من بابه العريض ، فأهل نفسه ليتم إعتماده محاضراً قارياً بدون واسطة أو محسوبية أو دعم.
قد لا أتفق مع هذا الرجل في ملفاتٍ كثيرة ، تُعكر صفوَ علاقتنا بين حينٍ وآخر .. سياسية كانت .. أم رياضية أم تحالُفية .. وأوساط الرجل الضاغطة تستفزني كثيراً ؟! .. وفي أغلب الأحيان .. ولكن ؟
هل يجوز أن نُصفق ونُهلل للذين يُهاجمونه بدون مبرر لا لشيء إلا بدافع الغيرة والتعصب الأعمى .. وهل يجوز أن نُغمض أعيننا عن حقائق واضحة لكل ذي بصيرة في حياة الرجل ؟
لم يلمع نجم الرجل الآن ، سبق له أن أُعتمد منذ زمن بعيد محللاً في التلفزيون الأردني ، لبطولاتٍ عالمية كبرى بما فيها كأس العالم وكأس الأمم الأوروبية ، وأكثر من مرة .. وأثناء زياراتي المتكررة الى دمشق ، سألني عنه المُفكر الفلسطيني المرحوم الدكتور فضل شرورو الذي كان عاشقاً لكرة القدم شأنه شأن الكثير من السياسيين ، وأبدى إعجابهِ بلغتهِ ومفرداتهِ الجديدة في عالم الكرة.
لستُ مُنحازاً للرجل .. ولكن ؟
هل يجوز أن نستبدل صاحبنا ذو الكفاءة وحُسن الدراية بأيٍ كان .. مُجاملة للآخرين أو نكاية به.
نحن لا نستبدل صاحبنا .. بأحلى فتىً .. أياً كان.
علينا نحن معشر النادي والمخيم أن نعي ونُقر .. أن صراعنا الداخلي صراعاً ثانوياً .. وليس صراعاً تناحُرياً.
 إستقبل أحمدي نجاد ثلة من العلماء الإيرانيين يحملون له أول دُفعة من اليورانيوم المخصب «عينك عينك» .. ونحن نكتفي باستقبال اللاعبين العائدين «من أدغال أفريقيا» !




ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الوحدات «الرياضي»      العدد «660»     التاريخ : 15/2/2010     سامي السيد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق