الاثنين، 28 فبراير 2011

الأنظمة والبلطجة





قبل حوالي عاميْن شاهدتُ فيلماً سينمائياً بعنوان «الجزيرة» يلعب فيه نجم السينما الحالي «أحمد السقا» دوراً محورياً .. تدور أحداث  الفيلم في جزيرة نائية تقع في أواسط النيل معظم سكانها من الخارجين على القانون.. تنحصر أعمالهم بتجارة المخدرات .. المدهش في الأمر أن السُلطات تعرف تمام المعرفة ما يدور فوق سطح  الجزيرة من جرائم دموية بين تلك العصابات التي تمتهن  التجارة السامة والخارجة على القانون رغم أن القانون المصري على الورق يوّقع أشدّ العُقوبات على مثل هؤلاء الناس.. مع ذلك فإن هؤلاء القوم ينعمون بالأمن والسلامة دون خوفٍ أو وَجَل فبضائعم وتجارتهم تملأ المستودعات كون ان المشرفين على مقاومة هؤلاء لهم منهم ثمن معلوم وهذا مؤشر واضح لحالة الفساد المستشرية و التي ظلّت تُهيمن على حياة المصريين طويلاً.
ولم يقتصر  التواطؤ على قوات الشرطة والأمن بل تعدّاه ليشمل أجهزة أمن الدولة  كاملة .. يحوي الفيلم لجوء عدد من السياسيين المناهضين للنظام للجزيرة  والإختفاء بها فتقوم أجهزة أمن الدولة بتكليف القاطنين هناك من حشاشين ومهربين  بملاحقة وتصفية هؤلاء السياسيين مقابل تسهيلات إضافية جديدة.
 الشريط السينمائي هذا عاد ليدور في تلابيب دماغي وأنا أُشاهد ما يحدث الآن في العواصم  بالمهام المنوطة بالحشاشين والقتلة والبلطجية في عالمنا العربي.
في ميدان التحرير .. عندما تراجع جهاز الأمن المركزي المليوني عن خوض المواجهة مع جماهير الثورة الغاضبة  في مصر تولت عصابات النهب و الترويع في ذلك البلد العربي بتكليف وتمويل جيوش البلطجية للإعتداء على جماهير الثورة كي يختلط الحابل بالنابل مما يُسهل على قوات الأمن والجيش تبرير التدخل الدموي .. لكن العملية أحبطت وإستمر  البلطجية بالإعتداء على الناس على أطراف ميدان التحرير وفي الطرقات المؤدية إليه للمشاركة في الثورة.
في اليمن .. في صنعاء .. في تعز .. تقوم قطعان البلطجية بنفس الدور .. وبنفس المهمة .. وبكفاءة أكبر بالتصدي للمتظاهرين الذين يُطالبون بإنهاء حكمٍ عشائريٍّ استبداديٍّ وجاهلٍ لا زال يجثوا على صدور الناس لأكثر من ثلاثين عاماً فاليمنيون مصممون على التغيير وتداول السلطة وإسقاط نظام علي عبد الله صالح وأبناءه ومحازبيه الفاسدين والعملاء للولايات المتحدة الأمريكية.
في ليبيا .. بنغازي .. طرابلس .. البيضا .. الزاوية .. كل تلك المدن وغيرها تعجُ بالمرتزقة والبلطجية الذين جاءوا من كل صوب وحدب  مقابل أجر معلوم لقتل المتظاهرين والمحتجين الحالمين بالتغيير بعد أكثر من أربعين عاماً من حكم إستبدادي غبي قلّ نظيره تحت لافتات شتى.
في الأردن .. المتظاهرون المطالبون بالحرية والعدل والتغيير وتداول السلطة تصدوا ببسالة ، رغم قلّتهم ومحدودية خبرتهم في أعمال «الزعرنة» ، لمثل ما حدث في العواصم والمدن العربية من قبل ، فجماعات الزعران والمأجورين هاجموا بشكلٍ مباغت وعنيف  الشبان الذين يُشكلون الطليعة في بلدنا.
هذه ليست المرة الأولى التي يتم إفساد حياتنا السياسية فقطعان البلطجية والمأجورين كانوا على الدوام ومازالوا فمنذ الصباح الباكر يُشاركون بفاعلية في قمع الناس لخدمة توجهات أسيادهم وإرهابهم للعزوف عن المشاركة بفاعلية في تلك العمليات الإنتخابية.
في نادي الوحدات تم إستخدام « البلطجية» وبثمنٍ معلوم تمت رشوة الناس كي ينحازوا لهذا أو ذاك .. لا لقناعة ببرنامج أو بشخص .. بل لتلقي الرشوة والهدايا والمال.
في مصر تقف الجماهير يقظة لإسقاط ذيول النظام وأتباعه واحداً تلو الأخر فالمظاهرة المليونية الأخيرة راحت تُطالب بمحاكمة رأس النظام لفساده وتبعيته للقوى الأجنبية رغم كل غطرسته وإدعائه بعكس ذلك.
في تونس أسقط الثوار «للتو» حكومة الغنوشي لصلتها الحميمة بنظام بن علي المنهار حتى لا تتمكن قوى الثورة المضادة من إعادة ترتيب أوراقها تحت مظلة هذه الحكومة ولا زال الثوار يملأون الشوارع والميادين وأيديهم على الزناد.
في ليبيا تم تطهير معظم الأنحاء  باستثناء العاصمة التي تضيق شيئاً فشيئاً على حكم الطاغية والإستبداد وحاشيته وأُلقي القبض على المئات من المرتزقة الذين جيء بهم لنصرة النظام وقتل الثورة والثوار .. وما هي إلا مسألة وقت حتى يُحسم الأمر  لمصلحة الجماهير.
في اليمن .. الجماهير من كل القبائل والأحزاب أعلنت إنحيازها للثورة إنحيازها للتغيير وبدأ الحزب الحاكم بالإنهيار شيئاً..  فشيئاً رغم بُنيته القبلية.
التذمر والإحتجاج والتمرُّد تملأ الأرض العربية من المحيط الى الخليج ولن ينجلي هذا العام إلا و الحال قد تغير تغييراً شاملاً في بلادنا .
الأنظمة الحاكمة تحتاج في مسيرتها الطويلة الى دعم من البلطجية لأن التشابُه بينهما واضح فالأنظمة فاسدة وبلطجية بأسلوب عصري وأشباههم بلطجية وفاسدين ومجرمين بأسلوب بدائي.
جيناتهم واحدة.. والخطر الذي يُهددهم واحد.. ولا بد من حماية أحدهما للآخر..  كلما اقتضت الضرورة.


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الوحدات «الرياضي»      العدد «712»     التاريخ : 29/2/2011     سامي السيد

الاثنين، 21 فبراير 2011

الثورة مستمرة .. والتغيير قادم




لم يتخيل اكثر المراقبين للأحداث دهاءاً ما يجري حالياً في العالم العربي .. فمن «بن علي» الذي حكم تونس قرابة ثلاثة عقود منكلاً بأحرارها ومثقفيها وشرفائها بأبشع الصور والأساليب .. محولاً اياها لعزبةٍ خاصة لزوجته (ليلى) تصنع فيها ما تشاء .. مُحتفظاً لنفسه بلقب (الذئب) .. و شكّل الإثنان معاً حكاية (ليلى والذئب) .. قوات أمنية ومخبرون وجلادون زجوا في السجون ما استطاعوا من أبناء تونس ، حتى أصبح (الطير الطاير) يخشى ظلمهم وبطشهم .. أكثر من نصف مليون مهاجر غادروا وطنهم باتجاه الشمال (أوروبا) بحثاً عن لقمة خبز ونسمة من حرية .. جيوش من الدرك والعملاء والمتواطئون انهاروا أمام ضغط الجماهير ومطالبهم بالأمن والحرية والعدل والمساواة .. وكما تقول امرأة تونسية على شاشة الجزيرة (ثلاثة وعشرين يوم ورحّلناه) .. تونس حرة .. بن علي هرب .. بن علي هرب .. بن علي هرب .. هذا لسان حال التوانسة الآن بعد أن فرّ الذئب .. ولا يزال الثوار التوانسة يطالبون بالمزيد .. والحراك الثوري مستمر.
ما حدث في مصر كان الأعظم والأجمل والأهم في المنطقة .. لأن نظام (الفرعون) كان الأخطر والأقذر .. في خدمة الأجندة الأمريكية والصهيونية .. دافعاً العالمي العربي نحو الإنهيار .. لأن مصر هي الساق , والرافعة , و العقل .. مما أثر سلباً على المنطقة بكاملها .. فحل الخراب السياسي والاقتصادي والثقافي .. وانتعشت الاقليمية والطائفية والسرقة واللا انتماء .. وما أن تطل من نافذة بيتك ترى السماسرة والتجار والمُخبرين .. لهذا كلّه ظلّت ثورة مصر هي الأعظم .. شكلاً وموضوعاً .. ويمكننا القول بثقة أنها ستكون احدى أهم انتفاضات التاريخ على الإطلاق .. ومن نظّرة للنظام الحاكم في مصر وقدرته على البطش والاحتواء والتصفية .. يصاب المراقب بالخيبة واليأس والاستسلام .. اعتقاداً منه باستحالة سقوط (الفرعون) وأبنائه وحاشيته .. حتى خُيّل للناس أن هؤلاء وأمثالهم قدَراً لمصر وللعرب .. لكن المفاجأة استيقاظ (المارد) المصري الذي لم يصمد (الجلاد) وزوجته سوزان وحاشيتها وأزلامها .. والفاسدين الذين نهبوا البلاد والعباد .. أمامهم سوى اقل من ثلاثة أسابيع .. فعم الفرح ارجاء مصر , والعالم العربي والحالمين بالحرية والمساواة والإنعتاق من الظُلم في العالم كلّّه .. أصاب «الهلع» الصهاينة من مستقبلهم الغامض .. فقد سقط أحد أهم حُلفائهم ومسالميهم في المنطقة.
ما يفعله في ليبيا الان (الأحمق) الذي تسيد المشهد السياسي في ليبيا وقدم نفسه مفكراً وزعيماً .. معتقداً أنه (نبياً) أُرسل للبشر لهدايتهم من الضلال .. فراح يقتل الناس في الشوارع والأزقة والسجون .. ففر من فر .. وقُتل من قُتل على يد (لجانه القمعية) المسماة باللجان الشعبية .. صبر الليبيون طويلاً .. وهم الموصومون بقلة الصبر .. فقد نكل بهم «معمر» بشكلٍ مبتكر وجديد .. كما نكل بهم من قبل (موسليني) .. بحيث أصبح التفريق بين الاثنين مستحيلاً .. الليبيون يملأون الطرقات والساحات والأرياف .. في بنغازي وطبرق وسرْت وطرابلس وعموم الأراضي الليبية .. الناس تنتفض .. تريد اسقاط النظام .. تريد اسقاط (المجنون) وأبنائه وأتباعه ولجانه .. وسيكون النصر حليفهم لأن الدم الذي سال بغزارة سيكون ثمنه باهظاً .. القتلى والجرحى أكثر من تونس ومصر .. لأن الحاكم لم يكن فاسداً وديكتاتوراً فحسب .. بل هو مجنونٌ أيضاً.
ثلاثة أقطار عربية افريقية متجاورة .. تخلصوا أو يكادوا .. من طغاتهم ولا زالت أصابعهم على الزناد .. القطر العربي الافريقي الآخر (الجزائر) نحن في الطريق إليه .. أطلّت شرارة عرب آسيا .. فمتى سيهب الحريق ؟
الحكام الذين يرتعدون من شدّة الخوف .. من ظلمهم للناس ولمواطنيهم .. عليهم الهرولة في اتجاه الاصلاح الحقيقي .. ليس بمجلس نوابٍ مزوّر .. ولا بمجلس وزراء من العجزة والأفاقين .. هؤلاء هم صانعي الفساد ومرتكبيه .. ولا يرغبون في اصلاح ما أفسدوه .. ففاقد الشيء لا يعطيه.
القادرون على الاصلاح : هم الذين تعرضوا للاضطهاد طوال العقود الماضية .. لم يتواطئوا.. أو يستسلموا .. وظلّوا عُصاة على قبول الرشوة .. هم وحدهم القادرون على الاصلاح والتغيير.
إلى موفق محادين .. سلامتك .. وابنك .. وستظل دائماً (فارس الميادين) مهما حدث لك .. كسروا ذراعك .. نعم .. لكنهم بالتأكيد لن يستطيعوا كسر رأسك ؟!

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الوحدات «الرياضي»      العدد «711»     التاريخ : 22/2/2011     سامي السيد

الاثنين، 14 فبراير 2011

أجمل الثورات




وقعت هزيمة الخامس من حزيران على رؤوسنا كالصاعقة .. حينها انغمستُ في العمل العام .. رُحت اتابع تاريخ وأخبار الثورات التي حدثت في القرنين الأخيرين .. قرأت وتابعت وسمعت عن كيمونة باريس .. وعن انتفاضات الثورة في روسيا المتتابعة مطلع القرن العشرين ، التي حققت انتصارها العظيم عام 1917 .. وعن الثورة الصينية وإرهاصاتها وزعيمها «صن يات صن» مروراً بـِ «كاي كان تشيك» وانتصارها النهائي بقيادة رجلها العظيم«ماوتسي تونج» ، التي حوّلت الشعب الصيني من ملايين (الحشاشين والبغاة) الى أعظم كيان سياسي على وجه الأرض.
قتلة كُثر في حياة الشعوب .. فرانكوديكتاتور اسبانيا .. بينوشيه طاغية التشيلي .. بن علي .. مبارك .. كل هؤلاء ذهبوا الى مزبلة التاريخ بفعل نضالات وتضحيات الشعوب وثوراتها بأشكالها المختلفة .. لم أقرأ ولم أسمع ولم أشاهد ما هوأجمل من انتفاضة وثورة شعب مصر (ثورة 25 يناير) .. صحيح أن الانطلاقة الأولى كانت للشباب الذين تحملوا العبء الرئيسي في المواجهات ضد جهاز دركي أُعد ودُرب وسُلح لهذه الغاية .. (أكثر من مليون دركي) جُهزوا لهذا اليوم بالذات .. لكن سرعان ما انهار .. لم يفلح في مواجهة (الورد المفتّح في جناين مصر) .. نسي الديكتاتور أن«الدرك» رغم امتيازاتهم الكثيرة والتبعية العمياء والرشاوى والإفساد .. هم بالضرورة أبناءً للشعب المصري وأخوة وأقرباء للثوار المنتفضين .. لهذا لم يفلحوا في المواجهة .. مواجهة الأخ لأخيه .. الباحث له عن الشرف والحرية والكرامة.
ما حدث في ميدان التحرير بالقاهرة طوال فترة الانتفاضة .. يحتاج الى الآلاف من الروايات والقصائد واللوحات الفنية والمقطوعات الموسيقية .. لتتحدث وتصف حالة الانسجام والإبداع التي تألقت في ذلك الميدان .. فطوال ثلاثة أسابيع كان يتواجد في ذلك الميدان والشوارع المحيطة به أكثر من مليون شخص .. كيف تسنّى لهؤلاء الناس أن يبقوا ويأكلوا ويناموا دون أية حوادثٍ تُذكر !! .. الكل هناك كان يخدم الأخر .. اليساري واليميني .. السلفي والقبطي .. نسوا الأيدلوجيات والأديان وتعاملوا مع بعضهم البعض كمصريين فقط .. يحلمون بالحرية والعدل والمساواة .. بعيداً عن التعصب الذي زرعه النظام الديكتاتوري كي يتسنى له تفتيت هذا الشعب لإحكام قبضته عليه.
مئات الأطباء والممرضين والممرضات تركوا عياداتهم ووظائفهم وانضموا الى المنتفضين في الميدان .. يقدمون الإسعاف والدواء والماء .. صحفيون , طلبة , اساتذة جامعات .. كل هؤلاء أصبحت وجهتهم ميدان التحرير .. فالأستاذ ذهب لحماية طلابه والوقوف معهم .. والصحفيون انحازوا لشعبهم ولانتفاضتهم لأنها انتفاضة حق وعدل .. تكلمت عنهم حين كانوا لا يقوون على الكلام رغم أن مهنتهم «الكلام» .. الآلاف المؤلفة من الفتيات والنساء .. «منقبات» أو متبرجات .. لم تتعرض واحدة منهن للتحرش .. مع أن النساء في شوارع القاهرة كانت تعاني الأمرين من التحرش والاعتداء (عينك عينك) .. بضربة واحدة انصرف اهتمام المصريين عن القضايا الصغيرة والتافهة نحوالمسائل الكبرى .. قضية الحرية والعدل والمساواة والانعتاق .. قضية ان يعود لمصر دورها الاجتماعي والوطني في محيطها العربي والعالمي.
لحظة سقوط الفرعون كنتُ اتابع بيان الجيش .. لم أقوَ على الابتعاد عن شاشة التلفاز لكي أسمع بيان الجيش (البيان رقم 3) والذي أكد رحيل الفرعون مبارك .. لحظتها انتفضت الجماهير في القاهرة في ميدان التحرير وفي كل المدن المصرية ، التي خرجت عن بكرة أبيها لتقول له (ارحل ارحل مش عاوزينك) .. عمّ الفرح كل مكان من العالم العربي .. غادرتُ باتجاه السفارة المصرية .. لم استطع ان اتجاوز « الدوار الخامس» .. ركنت السيارة جانباً واتجهت نحوالسفارة مشياً على الاقدام .. الألوف من الناس هناك .. يهتفون فرحين بسقوط الطاغية .. فهل يعرف ويدرك الحكام العرب ما تكُنّه لهم شعوبهم من محبة ؟؟
أمس استمعتُ الى المناضل والكاتب عبد الحليم قنديل في لقاء على قناة (دريم) ببرنامج «عصير الكُتب» .. تحدث عن معاناته مع هذا النظام المجرم منذ عام «2000» .. عن قمعه واضطهاده وتجويعه .. لكن أكثر ما أغاظني هوتأكيده لحادثة معروفة .. حادثة خطفه والذهاب به الى الطريق الصحراوي وضربه وإهانته ونزْع ملابسه بالكامل .. وإلقاءه بالشارع عارياً .. مؤكدين له (علشان تتعلم تتكلم عن الناس الكبار) .. استضاف البرنامج أيضاً أحد رموز الثورة (نوارة .. ابنة الشاعر احمد فؤاد نجم) .. تذكرتُ صراخها على الشاشة لحظة سقوط النظام .. وهي تقول (مفيش خوف تاني .. مفيش ظلم تاني .. مفيش ذُل تاني .. مفيش كسرة نفس تاني .. مصر حُرة النهاردة).



• انذار .. حتماً ستندلع الثورة في الأرجاء .. سيقف المنافقون والفاسدون وأزلام الطغاة .. عملاء ومخبرين .. أمامنا عراة .. حينها لن ينفع الندم .. سنتذكر أفعالهم وأقوالهم ولن نغفر لهم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الوحدات «الرياضي»      العدد «710»     التاريخ : 14/2/2011     سامي السيد

السبت، 12 فبراير 2011



مع اندلاع الثورة المصرية منذ ثلاثة اسابيع  توقفت هذه الثورة امام  محطات صاعدة  ولحظات هابطة ,, مع هذه اللحظات القليلة .. خيم على الناس والأصدقاء الحالمين بالانعتاق والثورة لحظات اهتزاز وخوف ويأس .. لم ابادلهم هذا الشعور.. كنت واثقا من رحيل الفرعون.. واثقاً بالثورة.. واثقاً بالشعب المصري العظيم ..واثقا بالنصر.
لم افقد الامل ,, كنت واثقا في النصر ,, كنت واثقا من كنس النظام المتعفن..
امس اتصل بي الكثيرون يشككون بإحساسي الدائم هذا بأننا سوف نسقط النظام وان حسني سوف يرحل
أكدت لهم في كل اتصالٍ ولقاء اننا سننتصر وان حسني سيرحل بالحذاء
لشباب الفيس بوك والمدونات والعناكب كل العناكب التغيير قادم في كل العالم العربي وانتم الاداة الاولى في عملية التغير فلا تجعلوا اهتماماتكم الاخرى اكثر من اهتمامكم بالوطن والعروبة ومصر
وتحية اخرى لإبطال ميدان التحرير الرجال منهم والنساء.. لحركة كفاية.. ابراهيم عيسى ..ايمن نور.. عبد الحليم قنديل ..حمدي قنديل ..حمادين صباحي ..نواره نجم .. احمد فؤاد نجم .. خالد يوسف .. عمرو واكد وفي مقدمة هؤلاء الاستاذ محمد حسنين هيكل وكل الشرفاء في مصر
ومن الوحدات نعلن للعالم

هنا القاهرة
صوت العرب من القاهرة ..
صوت الشرفاء
  ..
صوت الحرية .. من القاهرة
والسلام عليكم .. ولنا لقاء لإسقاط نظام مهترىء  اخر في الجزائر وصنعاء وكل العواصم الخانعة والمستسلمة

هنا القاهرة


الأربعاء، 9 فبراير 2011

وائل غنيم مع منى الشاذلى بعد الافراج عنه_5\5

وائل غنيم مع منى الشاذلى بعد الافراج عنه_4\5

وائل غنيم مع منى الشاذلى بعد الافراج عنه_3\5

وائل غنيم مع منى الشاذلى بعد الافراج عنه_2\5

وائل غنيم مع منى الشاذلى بعد الافراج عنه_1\5

الاثنين، 7 فبراير 2011

ميدان التحرير










الحراك الذي تشهده المنطقة العربية منذ مطلع هذا العام تُعبر بوضوح عن حالة النقمة والهيجان التي تختزن في صدور الملايين من العرب الذين سلبت حريتهم وكرامتهم وحقوقهم الاجتماعية والسياسية طوال أكثر من أربعة عقود على أيدي جلاديهم من أبناء جلدتهم .. لقد طال صبر وصمت الجماهير على هؤلاء الطغاة لأسباب عديدة ذاتية وموضوعية .. فالإنسان العربي بحكم نشأته ابناً للصحراء يعشق الحرية بالضرورة ويعشق الكرامة وينحاز للوطن .. ولقد تنازل هذا المواطن طوعاً عن كافة حقوقه في الحرية والمساواة مقابل تصدى هذه الانظمة للمهمات الاكثر أهمية (التحرير و الوحدة) .. فمن أجل التحرير .. فلسطين كل فلسطين .. ومن أجل الوحدة العربية من المحيط الى الخليج .. ظل هذا المواطن الشريف صامتاً ساكناً صابراً ينتظر تحقيق حلمه هذا .. لكن هيهات .. فالأنظمة وحكامها في واد .. والشعوب في وادٍ أخر .. فلم تنجز تلك الانظمة العميلة والمرتبطة بذيل القوى الكبرى ولو بقدر بسيط في مسألتي (التحرير و الوحدة) بل العكس .. تكرست الاقليمية .. وتمزقت الاقطار .. وتم الاعتراف بالدولة العبرية كواقع مسلم به .. وراح القتلة  الصهاينه  يجوبون العواصم العربية بحرية تامة ..  كأبناءً للعم .. وجيرانٍ اعزاء .. والأدهى أن الطاغية المصري وسلطة العائلة الحليفة  «للحيتان»  جعلت من "مصر" وسيطاً بين (غلابى) فلسطين .. (والقتلة) في الدولة العبرية !!ولا شأن لها غير ذلك .. فاحتقن الشارع المصري أكثر من مرة ..فتربصوا بمنفذ اتفاقية العار .. وقتلوه جهاراً نهاراً وأمام عدسات التلفزة .. في يومٍ أعتقد انه يوم مجده ..فظل يوم عاره وعار نظامه .. أما الطاغية الجديد .. والذي مـُنح فرصةً للحياة حين وجه له أحد من عاقبوا قتيل المنصة (متخفش.. إحنا مش عاوزينك ) فلم يتعظ ولم يفهم الرسالة .. فراح يتمسكن حتى يتمكن .. فباع نفسه ومصر للأمريكان والصهاينة .. ولكل من يدفع .. وتحالف مع القطط السمان حتى أصبحت (حيتان) ونهبوا مصر وأهلها في الليل والنهار.
اعتقد الفرعون أن شعب مصر قد مات .. ونسي طبيعة وتاريخ هذا الشعب .. وتغافل عن مفاهيم (الصعيدي) الذي لا يمكن أن يفرط بثأره مهما طال الزمن .. فانتفض المصريون في كل أصقاع الارض في مصر وخارجها .. يطالبون الفرعون بالرحيل .. فامتلأت مدن وشوارع مصر بالمتظاهرين من الشيوخ والشباب والنساء والأطفال يهتفون بصوتٍ واحد (إرحل , إرحل مش عاوزينك) .. اعتقد الطاغية انه قد دجن الجيش  .. ولم يعد في مصر كلها من هو على شاكلة  (ناصر وحكيم وصدّيق) الذين أطاحوا  بالفاسد «فاروق» .. وظن انه قد اسس وبدعم غربي أكبر جهاز قمعي في العالم .. البالغ تعداده أكثر من مليون دركي ..يتمتعون بالامتيازات .. وزُين إعلامياً لهذا الجهاز.. حتى أصبح حلماً لكل مصري بالالتحاق بكلية الشرطة بدلا من كلية الطب.
في ميدان التحرير بالقاهرة وميادين أخرى ..بُعثت مصر من جديد .. مصر الحقيقة ملايين المنتفضين يعبرون عن صورة  مصرومخزونها الثوري  .. فالموقف الوطني .. والوعي السياسي .. والانضباط الأخلاقي .. لمئات الالوف من النساء والرجال يملؤون الميدان .. فلا تحرش جنسي ولا سرقات ولا مخدرات .. الكل متضامن .. من هنا ولدت مصر الحرة .. وليست مصر الذي رُوّجت كمنتجع للسياحة والسُياح الباحثين عن المتعة والمخدرات .. فاعتقدنا ان  شعب مصر مجموعات من (الحشاشين) وبائعات الهوى.
في الطريق الى الحرية .. الى الانعتاق .. الى المجد .. استشهد وجرح المئات .. ولا زال الطريق مفتوحاً.. لم ينهار شعب مصر أمام الطاغوت وأدواته .. لم يجبن شباب وبنات مصر بفعل التواطؤ الرسمي العربي الذي وظف ماله واعلامه .. لتشويه صورة هؤلاء الأبطال رجالاً ونساء .. فالجوار العربي يرتعد خوفاً وهلعاً من نجاح الظاهرة .. (فضربتين بالرأس توجع) .. فمن هذه الكلمات (بن علي هرب .. إرحل إرحل يا مبارك) تهتز كراسي الحكام وترتجف فرائصهم من حساب الجماهير.
الوسطاء .. الحكماء .. المناضلون السابقون .. أحزاب المعارضة (إسلامية كانت أم يسارية) .. كلها تلهث للبحث عن دور مفقود .. طالما انتظروه من الفرعون .. لكنه لم يأبه بهم.. فالرجل مشغول بتوريث اولاده السلطة والمال "لجمال وعلاء" .. للجمع بين طرفي المعادلة .. لكي تحكم مصر .. بقبضة العائلة .. وولاء الحاشية .. الوسطاء والحكماء أصبحتم من الماضي .. وتجاوزتكم الأحداث .. وما عليكم إلا أن ترفعوا أحذية (سالي زهران) ورفقائها من الشهداء .. حتى نغفر لكم ونتجاوز عن سيئاتكم وهوانكم واستسلامكم "للفرعون".
في ميدان التحرير .. تنطلق الحناجر بصوت واحد .. (الشعب .. يريد .. إسقاط .. النظام).



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الوحدات «الرياضي»      العدد «709»     التاريخ : 8/2/2011     سامي السيد

الأحد، 6 فبراير 2011

أزمة نظام

مقالة تم نشرها في جريدة الوحدات الرياضي  بتاريخ 11/5/2010 وفيها رؤيا متقدمة للأحداث التي تشهدها حالة الثورة والصحوة للشعب المصري الشقيق في ميدان التحرير وكافة الساحات المصرية في هذا الوقت لإسقاط الطاغية حسني مبارك.



ثمة أزمة خانقة يعاني منها النظام الحاكم في مصر ، ولا تقتصر هذه الأزمة على العلاقة بين ذلك النظام والقوى السياسية فحسب بل تعدتها لتشمل جموع الشعب المصري بجياعه وكادحيه ومثقفيه ، وغالبية شرائح المجتمع.
فالنظام الحاكم في مصر وعبر مسيرته الطويلة بعد رحيل الزعيم الوطني جمال عبد الناصر ، وهو يخوض معاركه الداخلية المختلفة بعد أن وقّع إتفاقية الإذعان (كمب ديفيد) ، حيث رهن مجمل سياساته الداخلية والخارجية بذيل السياسة الأمريكية والبنك الدولي والقوى المانحة ، ولم تنج قوة أو شريحة سياسية كانت أو إجتماعية من بطش ذلك النظام وملاحقته ، فالناصريون واليساريون تعرضوا لشتى أنواع الإضطهاد والتعسف طوال عقدين من الزمن بعد إنكفاء المرحلة الناصرية تلا ذلك ملاحقة عنيفة ودموية للتيارات الإسلامية المتطرفة ، حيث خاض النظام الحاكم وأجهزته المختلفة حرباً ضروساً لا هوادة فيها حتى تمكن من كبح وتصفية تلك التيارات ، لم يتوقف الأمر عند هؤلاء بل تعداه الى ملاحقة يومية ومستمرة لجماعة الإخوان المسلمين ، وطوال العقدين المنصرمين ، لا لشيء إلا لأن جماعة الإخوان المسلمين قد استحوذت وبشكل لافت على تعاطف الشارع في مصر ولم يكن هذا التعاطف الشعبي إيماناً أو إنتصاراً للإخوان المسلمين ، بل نكاية بالنظام الحاكم.
أما القوى الإجتماعية قد عانت وتعرضت للتآكل ، وتراجع دور الطبقة الوسطى ، نتيجة هيمنة قوى الفساد ، وهي الطبقة التي تحفظ التوازن بين المجتمعات فازداد الفقراء فقراً ، وهيمن اللصوص على مقدرات الحياة السياسية والاقتصادية في مصر وعم الخراب ليشمل كافة قطاعات المجتمع.
ولم تقتصر الأزمات العنيفة ، التي راحت تدق وتنهش البنية الإجتماعية والأخلاقية في مصر ، بل تعدتها الى رفض شبه كامل ، من قوى النخبة بتبديد حلم رأس النظام الحاكم في التوريث ، فمن حركة كفاية الى البرادعي ، تلقى هذه المسألة معارضة كبيرة وعنيفة في الشارع المصري ، ولحل هذه المعضلة ينتهز النظام الحاكم أية فرصة تلوح في الأفق لإلهاء الشارع المصري عن قضاياه الداخلية باختلاق أزمات خارجية تخفف عنه لبعض الوقت صرخات واحتجاجات الجماهير الغاضبة والجائعة من بؤس النظام الغارق في الوحل حتى أذنيه.
فمن أزمة كرة القدم مع الفريق الجزائري الذي أُقيمت بالخرطوم ، لتصفيات كأس العالم ، والذي كان النظام الحاكم يمني النفس بوصوله الى النهائيات في جنوب أفريقيا ، لاكتساب المزيد من الوقت لإلهاء الجماهير العاشقة لكرة القدم وفريقها الوطني ، الى خلية حزب الله واتهامها بالتخريب والاعتداء على السيادة المصرية ، الى أنفاق غزة والصراع مع حركة حماس ، وكيل الاتهامات الكاذبة لها ، من تهريب المخدرات والأسلحة وتزوير العملة ، الى إنتهاك للسيادة المصرية ، معارك جانبية إعتاد النظام الحاكم في مصر على استحضارها وافتعالها إن لم تكن موجودة أصلاً لإبعاد أنظار ذلك الشعب المسكين عن أزماته الحقيقية ، أما آخر مبتكرات وأكاذيب النظام الحاكم وأجهزته الإعلامية ، حادث القتل الذي تعرض له شاب مصري غادر مصر هرباً من الجوع والهوان في قرية لبنانية بإقليم الخروب تدعى (كترمايا) ، واتهام حزب الله والشيعة بقتله عبر حملة كبرى من أبواق النظام وأجهزته الإعلامية بهدف تحريض الشعب المصري على العرب والعروبة وإفتعال أزمة طائفية ، وتضليل المصريين بأن كل المشاكل التي يعانون منها مصدرها الإنتماء الى العرب والعروبة فمن الجزائريين الى اللبنانيين ثم الفلسطينيين يأتي الخراب لمصر أم الدنيا حاضنة العرب.
] للنظام الحاكم في مصر .. قرية (كتر مايا) اللبنانية قرية سنية وسكانها بالكامل من أنصار الحريري ، ولا يوجد فيها شيعي واحد ، الشاب المصري القتيل إرتكب جريمتي قتل وإغتصاب بحق قُصر ومسنين ، ونحن ضد قتله ولكن هذه الممارسات الثأرية البدائية المرفوضة من عادات اللبنانيين والمصريين أيضاً ، فلماذا كل هذا التحريض ؟
المسؤول الأول عن عملية القتل ، لصوص النظام الحاكم ، الذين أجبروا المصريين على الرحيل الى كل أصقاع الأرض ليلاقوا ما يلاقون من هوان.
لقد حل الخراب والفقر والهوان بأم الدنيا (مصر) على أيديكم ، فأين هي السيادة التي تتحدثون عنها ؟




ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الوحدات «الرياضي»      العدد «672»     التاريخ : 11/5/2010     سامي السيد