الخميس، 28 أكتوبر 2010

رمضان وأشياء أخرى


 


ما هي إلا بضعة أيام ويحل علينا شهر رمضان المبارك .. ذلك الشهر الذي أنزل فيه القرآن هداية للناس .. وتنويراً لعقولهم .. وقلوبهم .. وضمائرهم .. وسريرتهم لعلهم يتقون ..
إذاً .. التقوى هي الأساس .. والهدف من العبادة .. عبادة الله الواحد القهار .. بتنفيذ أوامره .. وتجنب نواهيه .. عبادة الله .. بأداء الفرائض .. من صلاة .. وصيام .. وزكاة .. وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلا .. لمن استطاع؟؟! .. تلك العبادات .. فرضها الله على الإنسان .. للارتقاء بأحواله .. والنهوض به من مستنقعات الجهل .. والحقد .. والضغينة .. لتسمو دواخله .. وينتقل من مخلوق متوحش .. إلى كائن متحضر .. رقيق .. حساس .. محب .. متسامح .. زاهد .. يحب الخير للآخرين .. غير مخادع .. أو نهّم .. لا يتعايش مع الكذب .. وكأنه ظله .. تلك الآفة أسوأ العادات والشرور التي تستوطن الإنسان رغم سهولتها وإنتشارها بين الناس ..
العبادة .. فرضها الله .. ليحب الإنسان أخيه الإنسان .. أياً كان لونه .. أو دينه ومذهبه .. العبادة وسيلة هامة للتذكير المستمر .. بضرورة ان يتسم الإنسان المؤمن .. بكل المزايا .. والخصال الحميدة .. كتجنب الفتن والإبتعاد عن الإشاعات ولفظ الفساد والإفساد جهاراً ونهاراً ..
جاء رمضان ليذكرنا بذلك .. وليطالبنا بالتخلص من أمراضنا .. التي استوطنت . وترعرعت في دواخلنا حتى أصبحت خارج سيطرتنا .. لا يكفي أن نصوم أو نصلي .. أو نزكي .. علينا أن لا نغدر .. ولا نخدع .. وأن نفي بالتزاماتنا .. أياً كانت تلك الالتزامات .. ولا نضمر غير ما نعلن .. ونحيك المؤامرات .. والدسائس .. على إعتبار أنها شئ من الشطارة .. ونقسم أغلظ الأيمان .. وأمام الجموع .. كذباً .. وبهتاناً .. وخداعاً .. لنقول: كنت أنوي كذا .. وكنت أضمر كذا .. وبسيطة «الحل الكفارة» .. للذين ضلوا سبيلهم .. وخدعوا الناس .. وافتروا على حقوقهم .. بالباطل .. وسلبوا حق الآخرين .. طوعاً .. وكراهية.. أن يتقوا الله .. ويجعلوا من رمضان فرصة للمراجعة .. والعودة إلى صواب السبيل .. فإيفاء العهود .. والالتزام بالمواثيق والاتفاقيات .. جزءاً هاماً من العبادة .. ومرضاة الناس جزءاً هاماً من مرضاة الله ..






ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الوحدات «الرياضي»      العدد «391»     التاريخ : 12/10/2004     سامي السيد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق