السبت، 23 أكتوبر 2010

لكي تصبح زعيماً ؟!



كي تصبح زعيما وزعيما مرموقاً طبقاً للمواصفات الأمريكية عليك ان تتشرب الكراهية لأمك ! .. منذ لحظة ولادتك .. إذ عليك ان تواصل الصراخ كيفما إتفق بسبب او بدون .. بغية إنتزاع ماتريد وما لاتريد .. وعلى حساب الآخرين ..
وحين تكبر قليلاً وتذهب إلى المدرسة ينبغي ان تكون أنانياً وخسيساً وتافهاً .. تعمل مخبراً لعريف الصف على زملائك .. وواشياً لمعلمك على عريف الصف وزملائك الآخرين ولا بأس ان تشي لمدير المدرسة على المعلم والطلاب ..
ولما تتقدم في الدراسة سنوات أخرى يتوجب عليك لحظتها ان تكره زملائك المتفوقين والرياضيين والمبدعين والمهتمين بالشأن العام سياسياً كان أم ثقافياً ..
وعندما تجلس على مقاعد الدراسة الجامعية عليك ان تتسلل إلى الخلايا الحية في المجتمع الطلابي وتقدم ذاتك كرجل مفعم بالإيمان .. تبحث عن العدل والمساواة وخلاص البشرية .. وتارة أخرى تطرح ذاتك يسارياً تنشد العدالة ولاترى طريقاً لتحقيق ذلك إلا بالثورة الإشتراكية .. ولا تعرف طعماً للنوم من أجل الفقراء والمحرومين والمعدمين والمضطهدين .. وما أن تغادر المكان حتى تسارع لتخط تقريراً مفصلاً، «مبهّراً» بِكَذبٍ أشر عن كل ما صادفت أو تحدثت معه في شأن ما وطبعاً لأكثر من جهة إمعاناً في تعميم «الفائدة» ..
وتتعرف على زميلة لتخدعها .. وتنتقل إلى أخرى لتخونها .. ولا بأس في تعميم ذلك ما إستطعت !!..
وما ان تتخرج وتدخل معمعان الوظيفة والعمل أكان العمل خاصاً او عاماً حتى تبدأ بالتزلف لمرؤوسيك ومرؤسي مرؤوسيك والطعن في كل هؤلاء لمن تظن انهم أكثر نفوذاً ..
وخلال هذه الفترة تكون قد إنخرطّ في عدد كبير من المنظمات الغير الحكومية التي تمولها الــ CIA وشقيقاتها حيناً بإسم حقوق المرأة وحيناً آخر بإسم حقوق الطفل وحرية الصحافة وغيرها.
ولأن الوظيفة لا تحقق أي من أحلامك فإنها تغدو مملة .. مقرفة .. قاتلة لإمكانياتك ولا تلبي أي من طموحاتك وأحلامك فسرعان ما تغادرها مهرولاً لتعمل على تأسيس شركة كبرى مع آخرين من أصحاب المال والأعمال «لتشفط» بعد برهة من الزمن جزءاً غير يسير من أموال الحزانى والمساهمين ..
وما أن تفعل كل هذا حتى تولي هارباً إلى بلاد «العم سام» وهناك تمارس هوايتك «السافلة» !! في تقديم ما إعتدت عليه من تقارير للأجهزة إياها ضد بلادك وأصدقائك وكل من كانت لك صلة بهم .. بل تسعى إلى تحريض الدوائر إياها هناك ضدهم جميعاً .. فتوشي بأن هؤلاء معادون لقيم «الحرية» التي تنادون بها وانهم عجزة .. لا يروجون كما ينبغي لثقافة «الهامبرجر» و«الكنتاكي» وانك الفحل الشرعي الوحيد المؤهل لفعل ذلك.
ولنصرة الأمريكان وتعميم ثقافتهم فما عليهم إلا ان يستمعوا إليك ويقوموا بحشد مئات الألاف من «المارينز» مدججين بكافة أنواع الأسلحة من بوارج وطائرات ودبابات و.. و.. كي ينقضوا على نظام الحكم في بلادك وينصبونك حاكماً وزعيماً من طراز خاص ..
هؤلاء الأوغاد .. يأتون إلينا على أجنحة صواريخ «كروز» و«توما هوك» .. ويدعون انهم أبناء .. الآلهة ..

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الوحدات «الرياضي»      العدد «313»     التاريخ : 1/4/2003     سامي السيد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق