منذ إحتلال العاصمة العراقية .. وسقوط النظام في بغداد .. سمعنا وشاهدنا الكثير .. العائدين من الغربة .. القادمون من الغرب .. الذين ترعرعوا هناك .. تدربوا .. تتلمذوا هناك .. وعلى علاقة وثيقة بأجهزة المخابرات الغربية .. أميركية كانت ام أوروبية .. عادوا مع الموجة الأولى لقوات الإحتلال .. على ظهر الدبابات الأميريكية .. أطيافاً .. لا جامع بينهم سوى خدمة الإحتلال .. يساريون سابقون .. أكاديميون .. إسلاميون .. متأمركون .. من كل الأعراق .. والطوائف .. والملل .. عرباً وأكراد .. سنة وشيعة .. وما بينهما .. عدوهم الأوحد حزب البعث .. وهدفهم المعلن إجتثاثه من الوجود وملاحقة قادته .. وأفراده .. وأنصاره ..
لقد أفتى وشرّع البعض من هؤلاء وأجازوا بأن قتل البعثيين حلالاً شرعاً .. ونسوا وتناسوا ان حزب البعث ظل يمثل شريحة سياسية وإجتماعية كبيرة داخل العراق وخارجه .. ليس بقوة النفط والسلطة فحسب .. إنما لأن الكثيرين من أبناء العرب إنخرطوا في الحزب إيماناً منهم بمبادئه وأهدافه العظيمة والسامية .. التي كانت وما زالت تدعو إلى الوحدة والتحرر والإنعتاق ..
ولا يقلل من شأن هذه الحقيقة إبتلاء الحزب بأعداد من القيادات الدكتاتورية والقمعية التي تبوأت سدة الحكم والقيادة ..
ما من شك ان النظام في بغداد قد هزم هزيمة نكراء .. فماذا أنتم فاعلون أيها الأحرار الجدد .. يا من تستظلون صباحاً ومساء بقبعات رجال المارينز ودباباتهم .. ماذا انتم فاعلون لمستقبل العراق .. الذي عانى الأمرّين منذ أمد بعيد ..
صباح مساء .. تصريحات لهذا الملتحي أو ذاك «المتأمرك» تملأ الأخبار .. بضرورة بقاء الإحتلال الأنجلوسكسوني في العراق أطول مدة ممكنة .. حتى يستتب الأمن والأمان .. وكأن هؤلاء قادرون على حماية أنفسهم فكيف لهم ان يوفروا لكم الحماية..
اليساريون والشيوعيون على وجه الخصوص يرتكبون الأخطاء تلو الأخطاء طوال ثلاثة عقود من حياة العراق .. فمن تبعيه مطلقة لما أرادته موسكو ذات يوم .. إلى إنخراط مفجع في البوتقة الأميركية ..
الإسلاميون لا عدو لهم غير التيار القومي الذي ما انفك يعبّر عنه في العراق حزب البعث العربي الإشتراكي ..
هؤلاء أشبعونا طيلة السنين الماضية كلاماً بلا معنى .. بأن العداء والكراهية للنظام لاحدود لهما .. فلا شعبية له .. ولا أنصار .. وأنه باق بفعل الآلة الأمنية القمعية والعسكرية الدموية .. لقد إنهارت الآلة العسكرية وكذلك الأمنية ومع ذلك تصابون بالرعب كلما جاء ذكر الحزب .. بل وتطالبون بإستمرار الإحتلال بغية توفير الأمن والأمان الذي يهدده الحزب وأنصاره .. وخشية عودتهم إلى السلطة من جديد ..
لقد ثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن هؤلاء المعارضين لا يمتلكون أية قاعدة شعبية أو جماهيرية .. وانهم ظلوا على الدوام مجرد نخب من الجواسيس .. والمرتزقة .. والأفاقين ..
وحسبنا ان نقول لكل هؤلاء المعارضين القادمين من الغرب .. أن الشرعية تستمد من المقاومة حين يجثم الإحتلال على صدور الأوطان .. وقد علمنا ذلك القادة الثوريون «ماوتسي تونغ - هوشي منه» أن الشرعية تستمد فقط من مقاومة الغزاة والمعتدين على الدوام ..
لهذا فإن لا شرعية لكم .. وأن الشرعية الثورية الوحيدة هي للمقاومين العراقيين الأبطال .. الذين يمهدون لشرعية حقيقية على وطنهم عبر شلال من الدم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الوحدات «الرياضي» العدد «331» التاريخ : 5/8/2003 سامي السيد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق