عندما كنت أُشاهد هذا اللاعب العملاق بردائه الأسود الذي يشبه رداء «زورو» ، كان قلبي يهفو الى تحركاته ويتابعها ، يزداد خفقاناً كلما يقطع هجمة لنا بمنتهى الجسارة ، وينطلق بالكرة كالسهم نحو مرمى فريق الوحدات مُشكلاً الخطورة تلو الأخرى ، فأبدأ أقول : «يا رب أُستر ، يا ريت يتزحلق».
مَن يوقف هذا الخطَر الدفاق .. سؤال تكرّر مرات ، وكم تمنيت أن يستبدل هذا الرجل رداءه الأسود برداء جديد جذاب ، يكون مزركشاً باللونيْن الأخضر والأحمر ، وحصل ما تمنيت إذ انتقل الى العرين الأخضر منذ ثلاث سنوات ، حاز خلالها فريقنا على بطولة الدوري مرتين والثالثة على الطريق.
هذا اللاعب المؤدب والمعطاء لم يُطرد من مباراة .. لم ينل «كرت» أحمر كما لم ينل «كرت» أصفر بدون مبرر خلال وجوده معنا .. يلعب كالرسام يركض كالحصان البري لا أحد يوقفه.
سألت كافة الكوادر الفنية والإدارية التي تعاملت مع «محمد جمال» لم أسمع كلمة سلبية بحقه ، هذا اللاعب نموذج للاعبين أصحاب الإنتماء والإخلاص ، وعملية انتقاله لصفوف الأخضر تمت بيُسر وبلا ضجيج ، وبدون دفع الألوف من الدنانير وما أن علم أن الوحدات يريده طار مِنَ الفرح ولم يتقدم بلائحة من المطالب .. فقط أريد أن ألعب مع الوحدات وبأي ثمن وليكن ما يكون.
كان الرجل يحبّنا ونحن الآن نُحبه ولا نخشاه.
عندما بدأت مفاوضات إنتقاله لم يضع شروطاً .. ولم يطلب شيئاً.
وقّع «على بياض» ، وكان رجاؤه أن يتحقق حُلمه الدائم في إرتداء القميص الأخضر.
محمد جمال ليس حصان طروادة بل حصان بري جامح.
شكراً لرئيس نادي شباب الأردن سليم خير الذي سهل عملية إنتقاله.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الوحدات «الرياضي» العدد «614» التاريخ : 17/3/2009 سامي السيد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق