الخميس، 21 أكتوبر 2010

السحْل



الناطق الرسمي الأميركي .. عبّر عن إستيائه الشديد من الطريقة التي تم فيها قتل الجنود الأميركيين في بعقوبة .. على إعتبار أنهم يقومون بمهمة «جليلة» في بلاد الرافدين .. والمطلوب من العراقيين .. كل العراقيين .. إستقبالهم كالفاتحين .. على جوانب الطرقات .. يلوحون لهم بالأيدي .. ويقذفونهم بالورد .. والأرز ..
ولم يقتصر الأمر على الناطق الرسمي .. فقد أدلى السيد بريمر المندوب السامي الأميركي في العراق .. بتصريح مماثل أمام الصحفيين .. هاجم فيه المقاتلين .. والمقاومة العراقية .. والشعب العراقي .. وتوعدهم برد صاعق جراء أعمالهم التي يعتبرها وحشية .. وخارجة عن المألوف .. في حق الجنود الأمريكيين الذين يدافعون عن الحرية والديمقراطية في العراق.
أجهزة التلفزة الأميركية بدأت نشراتها الإخبارية بصور الجنود الأميركيين .. وعرباتهم التي إصطادتها المقاومة العراقية .. وسحْلهم في الشوارع .. الأمر الذي يذكّر بما حدث لهم ذات يوم في الصومال .. حيث فرّ الأمريكيون من هناك على وجه السرعة.
أيها السادة الأميركيون: ماذا كنتم تعتقدون حين صدقتم أكاذيب ربيبكم الجلبي .. الذي أوهمكم  بأن العراقيين سوف يستقبلونكم بالورود .. ويعملون في طاعتكم كما الخدم .. ويقيمون لكم الولائم .. وربما الحفلات الغنائية الراقصة .. بل وأكثر من ذلك ..
إن وعود عملائكم .. وأربابكم .. الذين تربوا في أحضان مراكزكم الأمنية .. ليست أكثر من أوهام .. أما الحقيقة .. فهي التي ترونها اليوم في الفلوجة .. وبعقوبه .. والرمادي .. وكركوك .. وبغداد .. والنجف .. بل في العراق كله .. حين يقذف العراقيون جنودكم بالحمم .. والنار .. وحين يبصق الشعب العراقي .. في وجوهكم مطلع كل صباح.
الخائفون .. والمرتجفون .. إستنكروا الأسلوب الذي عوملت فيه جثث جنود قوات الغزو .. ونحن نرى أن ما حصل يمثل أمراً طبيعياً .. لأن «ثقافة السحل» موجودة في العراق منذ أمد بعيد .. ولأسباب أقل أهمية بكثير من وجود إحتلالكم البغيض .. فكيف الحال وأنتم تدمرون البلاد والعباد وتسلبون الخيرات وتذلون الناس صباح مساء ..
نقول للعراقيين مزيداً من المقاومة .. مزيداً من قتل قوات الإحتلال .. إذ ينبغي ان يتحول العراق إلى جهنم تحت أقدامهم .. وهم يجروّن أذيال الهزيمة .. والخيبة ..
أجمل الصور .. وأبهاها .. صور الجنود الأميركيين القتلى .. والمحترقين ..



ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الوحدات «الرياضي»      العدد «365»     التاريخ : 12/4/2004     سامي السيد


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق