الأحد، 25 نوفمبر 2012

حرب غزة .. وخيمة الاوهام..



  حرب غزة .. وخيمة الاوهام..


    لأول مرة في تاريخ الصراع مع العدو الصهيوني يجدُ قادة ُ العدو انفسهم في حالةٍ من الارباكٍ جّراء اتخاذ الصراع بعداً جديدا تمثل بالردّ على العنف بالعنف وعلى قصف الطائرات بقصف الصواريخ وعلى استهداف المدنيين الفلسطينين باستهداف المستوطنين المحتلين للأرض والمقيمين فيها عنوة ً منذ عشرات السنين بفعل عملٍ شائن ينطوي على معاكسة التاريخ وقهر الجغرافيا التي ظلّت تأبى على الدوام وجود غرباء مجرمين قتلة يدنسِّون سهولها وهضابها وجبالها ووديانها وسواحلها .
    معركة غزة الاخيرة اوضحت للعالم بأسره قَدرة الفلسطيني على المواجهة والتحدي, ان توفرت له سبل المقاومة, وامكانيات القتال, التي مُنعت عنه وما زالت من لدن عرب اذلتهم الهزائم وجيرتهم دمى رخيصة في ايدي سادتهم الامريكيين والغربيين, وعملاء صغار ينتشرون كالخفافيش هنا وهناك .
   معركة غزة تُوجِّت بانتصارٍ تكتيكي لم يكن نيله سهلاً , بل كان ثمرة دم ابناء وبنات فلسطين الذي روى ثرى شوارعها وبناياتها في مواجهة تحدٍ اسطورية, لعدوٍ اعتاد الحاق الهزائم بنا الواحدة تلو الاخرى, دون ان يكلفه ذلك ثمناً يسيرا.
   وعلى امتداد ايامها القليلة ,برهنت المقاومة بما لا يدع مجالاً للشك,انّ الفلسطينين والعرب ليسوا "نعاجاً" حين يمتلكون ادوات القوة , وان " النعاج " فقط هم اولئك الذين ما انفكوا يتدثرون بعباءة الغرب والصهاينة, ويمارسون دورهم البائس المُحدد لهم سلفاً في دوائر الامن الغربي , فيعملون بتفانٍ موضفين ملياراتهم لتدمير وتخريب القوى الصاعدة ,التي ظلت على الدوام السند الحقيقي والوحيد سياسيا وعسكريا لقوى المقاومة في غزة الباسلة وجنوب لبنان, فمكنتها من فرضِ معادلة جديدة للصراع : النار بالنار والدم بالدم.
   لم يكن في وسع ابناء غزة وعموم الفلسطينيين ان يواجهواهذا العدو, لولا ان توفرت لهم عناصر المواجهة الحقيقية : الارادة السياسية الصُلبة ومقومات الصمود والمجابهة : السلاح والامكانيات بحدودها الدنيا .
  واذا كانت الارادة هي الاساس, فأن دولاً وقوى بعينها سعت منذ البداية الى نُصرة المقاومة عبر تقديم كل عناصر القوة لها من مال وسلاح وتدريب وسواها .
   فقد ظلت سوريا مركزاً حقيقياً لقوى المقاومة , غير ابهةٍ بالضغوط التي تنهال عليها من كل حدبٍ وصوب ,فقدمت للمقاومين كل عناصر القوة  التي ظهرت نتائجها في لبنان وفلسطين ,وفي غزة على وجه التحديد .
   وربما لهذا السبب بالذات ظلت تتعرض الى هجمة متوحشة, يقودها الغرب الاستعماري وتنفذها ادوات حاقدة خليجية وتركية وسط تواطؤ عربي مريب .
   كذلك فقد دأبت الجمهورية الاسلامية الايرانية ومنذ ثورتها المباركة قبل عقودٍ  من الزمن على توفير عنصري المال والسلاح اللذان لعبا دوراً مركزياً في معركة غزة الاخيرة اضافة الى الدعم الغير محدود لقوى المقاومة على اختلاف توجهاتها الفكرية والعقائدية بينما كان كثير من العربان يتأمرون عليها ويروجون ويحرضون كل الدنيا من اجل تقويض الاسس التي قامت عليها الثورة واعادتها الى ما كانت عليه ذات يوم مركزاً رئيساً للدوائر الاستعمارية في المنطقة .
  ما ينبغي ان يُقر به الآن هو ان سوريا وايران والمقاومة الاسلامية في لبنان هم الشركاء الحقيقيون في المواجهة الاخيرة في غزة البطلة.
   ولأن المعركة في بداياتها , ولأن انتصار الغزيين هو لبنه في صرح الانتصار العظيم الذي سوف يتحقق عاجلاً ام اجلاً, حين تندحر الهجمة ولمرّه واحدة والى الابد الغزوة الصهيونية في بلادنا كما سبقها من غزوات, وتعود فلسطين ارضاً عربية لكل ابنائها المُخلص الذين قدموا التضحيات تلو التضحيات من اجل تحريرها  وانعتاق اهلها.. ولأن ذلك كله يُمثل جوهر الصراع .. اخذت كتائب الشهيد جهاد جبريل ( الجناح العسكري للجبهة الشعبية - القيادة العامة ) على عاتقها وضع الامور في نصابها  فنفذت عملية تل ابيب البطولية انتصارا لغزة ومقاوميها وتذكيراً لكل من يهمه الامر ان معركة الفلسطينين واحدة وغير قابلة للتجزئة.
لقد كشفت عملية الشهيد جهاد جبريل عن حقائق عده ليس في وسع احد تجاوزها : 
اولاً : ان قدرة المقاومة الفلسطينية ليس لها حدود وان بامكان مقاتليها الوصول الى عمق الكيان الصهيوني وليس صواريخها فحسب.
ثانياً : ان معركتنا مع العدو طويلة تستوجب حشد الطاقات وبناء التحالفات وتوحيد الجهد والهدف بغية تحقيق الانتصار .
ثالثا: ان السبيل الوحيد القادر على الحاق الهزيمة بالعدو الصهيوني " طريق المقاومة لا سواه " وان المطلوب اليوم  مغادرة "خيمة الاوهام " والتمسك بسراب امكانية تحقيق اهدافنا عبر المفاوضات الاستسلامية وحملات العلاقات العامة مع الصهيونية وحلفائهم .
رابعاً: ان وحدة الهدف تمثل مطلبا ملحاً لكل الفلسطينين في كل اماكن تواجدهم على امتداد المعمورة.
وتكريسا لنهجها السياسي والكفاحي والثابت قامت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة بعملية تل ابيب البطولية كي تاخذ حصتها من الدم من هذا العدو استمرئ استباحة دمائنا, فلسطينين وعرب في كل المدن والشوارع والازقة.
عاشت فلسطين حرة عربية.
المجد للمقاومة والمقاومين في كل مكان.
والى الامام لتحرير الارض والانسان.
                                                                          الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة
                                                                اقليم الاردن        
                                                                               21/11/2012  


الاثنين، 19 نوفمبر 2012

أحمد .. عبّاد الشمس ؟؟


     إستوقفني تقرير صحفي مصور وموثق ،عالي الجودة ، خالي من "الهلوسة" بثته أحد الفضائيات المصرية الجادة ، كان قد قام به طاقم من مراسليها  .
     تدور الكاميرا باحدى القرى النائية في مصر ، حيثُ يقام مرصدٌ فلكيٌ بمنطقةٍ ملائمة مناخياً لمثل تلك الأبحاث بمنحةٍ يابانية بالتنسيق مع المنظمات الدولية المهتمة بهذا الشأن ، عالمٌ بديعٌ " مصري" يحملُ العديد من الشهادات في أبحاث المناخ والفلك ،أدناها الدكتوراة ، يتولى شؤون ادارة شؤون المرصد .
    وعلى مبعدةً من ذلك المرصد ، قرية بسيطة وادعة ، غالبية قاطنيها من الفلاحين الفقراء المتدينين بالفطرة، يتردد عالمنا هذا على مسجدها للعبادة ، وبين الحين والأخر يقوم الرجل بإرسال تبرعاته (مراوح) حيث الجو القانطُ هناك ،ويرسلُ السجاد الفاخر لخدمة الصلاة والمصليين .
   استمر حاله هكذا لفترة من الوقت ،لاحظ الرجل أن كثيراً من المقتنيات التي يجلبها للمسجد تختفي على وجه السرعة ، ظن خيراً ، لكن مع تكرار فقدان المحتويات تتبع عالِمُنا الخيط ؟؟ فإكتشف الحقيقة ..!
    هم سدنة المسجد من يقومون بأخذ المفقودات ليبيعها في السوق ، فهي من وجهة نظرهم بعضٌ من الغنائم، يحل لهم التصرف بها كما يشاؤون ،عندها واجههم الباحث بالحقيقة ، قاموا بتحريض أهل القرية ضدة  مدعين بأنه من عبدة الشمس، أقام هذا المعبد لعبادته الخاصة وأتباعه ، فالرجل ليس بمسلم ولا حتى قبطي ،طالبوا الأهالي التصدي لحالة الكفر هذه ،فقام نفرٌ من الاهالي بتقديم بلاغاتٍ للدولة عن الرجل ومرصده وضرورة ترحيله فوراً حفاظاً على البلاد وعفتها وطهارتها .
    المقابلات التي أجراها فريق العمل التلفزيوني مع المواطنين اكدت ( بلاهة ) المشتكين ،جاءت السلطات للكشف على المكان إستجابةً للشكاوي المتكررة من أهل القرية  ضد المرصد وصاحبه ،فوجدوا أن المكان مرصدٌ علميٌ مرخص وقانوني ،يعجُ بالأجهزة المتطورة لمثل تلك الأبحاث مما يساعد على رصد الأحوال الجوية وتتبع الكواكب ومساراتها .
    المضحك المبكي أن سدنة المسجد متمسكين بموقفهم؟ بأن هذا المكان معبدٌ للشمس ، ومن الواجب إزالته على الفور، والقرويين الفقراء يتبعونهم كالخراف، فمنطق الخراف هو السائد الأن في القرية وعالمنا
السلطات تلقي ببلاغات أهل القرية وسدنة مسجدها في مكانها الصحيح ( سلة المهملات )، مما دفع الفريق التلفزيوني لتقصي الحقائق هناك ، كانت الحصيلة مضحكة، لم يتوقف السدنة حتى اللحظة عن ملاحقة المرصد والراصد، فإتهموه بأنه من بقايا " الفلول " ( النظام السابق ) وما زالت المنازلة محتدمة !!
    ما يجري في ( رفح ) من ملاحقة للعائلات القبطية التسعة - التي جاءت من وسط مصر المحروسة وبدوافع وطنية وبقرار من الدولة لتعليم اهالي سيناء المظلومين والعناية بصحتهم ـ لمصلحة من  تهديدهم وترويعهم واخافتهم و اطلاق النار عليهم ! ومطالبتهم بضرورة اخلاء  أرض سيناء الطاهرة من النصارى !  ما يحدث في رفح امر يتقاطع بما حدث في القرية المصرية وعالمها الفلكي، حالة اقباط رفح، كحالة عالمنا في  زمن ( المرسي ) وامراء وشيوخ قوارير الغاز وبراميل النفط .

1/10/2012