السبت، 23 أكتوبر 2010

المنصَّة



حيثما أذهب يوقفني البعض .. للبحث عن وسيلة للحصول على بطاقات تؤهلهم للجلوس على المنصة لحضور مباريات فريقنا الأخضر .. إتصالات لا تتوقف .. مطالب لا حصر لها .. هنا وهناك .. مهاويس لا حصر لهم .. رغبة محمومة تنهش الغالبية العظمى من الناس .. إتصالات تصمّ الأذن والنفس كلها تصب في الإتجاه نفسه ..
الأنكى من ذلك .. ان سيل المكالمات والإتصالات لا تتوقف .. الأنا المتضخمة تجتاح الجماهير ..
لم يكن هذا إستثناء .. فالكل يريد إحتلال مكان له .. وعلى وجه السرعة ودون إبطاء أو مماطلة .. وإن لم توفر لهؤلاء ما يريدون فما عليك سوى تلقي الهجوم والوجوم .. وكأنك قد أدرت لهم ظهر المجنّ.
ما الذي جرى لهؤلاء الناس .. ألا يدعي هؤلاء انهم السند والمدد والعون لنادي الوحدات وفريقه الأخضر .. لقد صموا آذاننا من كثرة الإدعاءات والولاءات والمزايدات ..
ألا يعرف هؤلاء أن إستقدام لاعبين محترفين جدد يكلف خزينة النادي أموالاً طائلة .. ألا يعتقد هؤلاء .. وهؤلاء .. اننا بحاجة إلى الدعم اللامحدود من أجل إنجاز المهمات المطلوبة للفرق الرياضية وغيرها ..
في عام 1980 عندما أفلح نادي الوحدات في إحراز بطولة الدوري الممتاز للمرة الأولى في تاريخه .. كنت حين ذاك أحد أعضاء مجلس الإدارة .. وكنت أحظى بحضور خاص لدى فريق كرة القدم الذي أحرز هذه البطولة..
موسم كروي طويل وشاق .. لا أذكر يوما أنني قد جلست على المنصة الرئيسية .. بل كنت على الدوام أجلس في صفوف الجماهير الحاشدة .. أشاركها صخبها وفرحها .. بعيداً عن الأضواء ..
هوس محموم يجتاح الجميع هذه الأيام .. هوس بالمنصة .. هوس بالأضواء .. هوس بالبهرجة .. هوس بكل شئ ..
في المباراة النهائية لتلك البطولة .. والتي كانت مشمولة بالرعاية السامية .. كنت برفقة عبد الكريم نوفل عضو مجلس الإدارة .. نجلس في صفوف الجماهير الحاشدة التي كانت تعبّر بحب عن فرحها بفور فريقها المفضل ببطولة الدوري الممتاز لأول مرة .. لم نذهب إلى المنصة ولم نفكر بها على الإطلاق ..
المهووسين بالمنصة .. المبهورين بالأضواء نخشى عليهم لعنة المنصة وقتيلها ..






ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الوحدات «الرياضي»      العدد «348»     التاريخ : 9/12/2003     سامي السيد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق