الخميس، 21 أكتوبر 2010

الطباخون .. !!



منذ أن حدث التغيير في الجهاز الفني لفريق كرة القدم بانتهاء الموسم الماضي والذي توج فيه الفريق بطلاً للدوري الممتاز بنتائج باهرة تكاد تكون غير مسبوقة .. كان من الواضح أن ثمة إنقلاب مضاد للمنطق قد حدث وأن التغير جاء لأبعاد شخصية تكاد تكون شللية.
الرأي العام استهجن ما حدث .. إستنكر البعض همساً والبعض الأخر جهاراً نهاراً .. كلما سألني أحد ماذا تتوقع لنا هذا العام ؟ .. ماذا سيحدث ؟ كنت أقول للجميع بلا إستثناء «من ......... إذا الوحدات بيحصل على أي بطولة هذا الموسم مع هذا الطاقم الكسيح» ..  أسبوع واحد وخسرنا كأس الكؤوس والدرع وسقطنا أمام الحسين إربد في الأسبوع الثالث من الدوري .. هزائم مفاجئة ومُتلاحقة لا تتناسب مع قدرات وسمعة الفريق قصمت ظهر الوحدات .. فكان لا بد من التغيير .. أحسنت إدارة النادي ورئيسها باتخاذ قراراً جريئاً بالتعاقد مع الكابتن محمد عمر ومساعده جمال محمود فهؤلاء مجربون ولهم باع طويل في معرفة خفايا الفرق المحلية وقدراتها ويعرفون أيضاً من أين تؤكل الكتف.
وبدأ عملية صعود السلم .. لم نتلقَ أي هزيمة . استقر الأخضر من جديد .  وراح يحقق الإنتصار تلو الآخرحتى بلغ منصة التتويج للمرة الثانية على التوالي والعاشرة في تاريخه .. هذا هو الأخضر .. هذا هو الوحدات.
إلتقيت بالفريق في التدريب الأول الذي قاده الطاقم الجديد كان الحُزن يعصر قلوبهم .. في هذا اللقاء القصير تعاهدنا على تجاوز ما حدث والعمل لتحقيق النصر .. بعد مرحلة إلتقيت معهم من جديد كان طارق خوري هناك يوزع المكافآت على اللاعبين كنا قد تصدرنا مرحلة الذهاب وجدت الفرح يطير من وجوههم قلت لهم كلمات قصيرة ومُقتضبة مبروك تصدر مرحلة الذهاب ثقتي بكم لم تتزعز يوماً ما هذه محطة ولقاؤنا في المحطة النهائية لبطولة الدوري غادرت برفقة رئيس النادي ونحن واثقون أن الدوري أخضر.
القلوب المتشككة والأرجل المرتجفة ظلت باستمرار تمارس اللطم والتشكيك .. تتساءل بهلع : هل سنفوز ببطولة الدوري ؟ كنت أقول لهم : «الدوري لنا».
قبل بضعة أيام إلتقيت بعض المرعوبين الذين لا يثقون بأنفسهم ولا بقدرة فريقهم ولا بامكانياته الفنية مؤكدون أن الفريق مُهلهل وعاجز عن تحقيق الإنتصار على المنافس القوي .. قلنا لهم نثق بالفريق وسنفوز بالدوري وجاهز للرهان.
وضوح الرؤية هذه لم تكن من الخيال أو علم التنجيم بل بمعرفتي بالأخضر وإمكانيات لاعبيه وأن البطولات المحلية في متناول الوحدات دائماً إذا ما أحسنت إدارة المواجهات .. الذين لا يعرفون الفريق سرعان ما ينقلبون عليه إذا ما تعرض الى هزة بسيطة .. ترتجف أوصالهم .. ويأخذون بتوزيع الاتهامات على هذا وعلى ذاك في محاولة لنيل صك البراءة من القادم المجهول ، هؤلاء الأتقياء الأنقياء والمصلحون عندما يطبع بوستر لفريقنا البطل ستكون صورهم في مقدمة البوستر.
«نُصب قوس للنصر للاحتفال بأحدى المعارك المُظفرة .. عبر الجيش بضباطه وأفراده فرحين مهللين من تحت القوس إلا جنرالاً واحداً كان قد حارب بضراوة في تلك المعركة فلما سُئِلَ لماذا لم تمر مع المحتفلين من تحت القوس قال : العائدون من المعركة .. هم الطباخون».
الأيادي المرتجفة لا تُحسن الضغط على الزناد.



ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الوحدات «الرياضي»      العدد «567»     التاريخ : 8/4/2008     سامي السيد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق