الاثنين، 31 يناير 2011

صباحك جميل يا مــصــر



لقد صبر المصريون طويلاً على نظامهم الفاسد وطنياً واجتماعياً وأخلاقياً .. وبدون مقدمات انطلقت الجماهير تملأ الشوارع والميادين في كل المدن والقرى والأرياف ، شيوخاً ورجالاً ونساءً وأطفالاً .. لا فرق بين مسلمين وأقباط ، فالكل سواءٌ في القمع والجوع والهوان بمصر «المحروسة» .. يُعبرونَ عن غضبهم ونفاذ صبرهم من هذا النظام الذي ارتهن طويلاً للأمريكان والكيان الصهيوني .. فعمّ الفساد والإفساد .. أصبح أغلب المصريّين عبيداً في بلادهم للنظام الحاكم وللقطط السّمان .. يفعلون بهم ما يشاءون بدون حسابٍ أوعقاب.
جاء مبارك الى السلطة على قاعدة العشائرية والقبلية .. وليس نتيجة وطنيته وكفاءته وشجاعته .. فالرجل كسلفه من (المنوفية) بلديّات (الريّس) قتيل المنصة (أنور السادات) .. لهذا السبب وحده تمت عملية اختياره نائباً له .. متنكراً ومستبعداً لكل رفاق (عبد الناصر) .. وعلى رأسهم نائب الرئيس حسين الشافعي .. زميله في قيادة حركة الضباط الأحرار ، فقد كان السادات يحقد عليه لاعتباراتٍ كثيرة .. أهمها أنه أعلى منه رتبة وأقدم في التنظيم .. ولم يكتف بذلك .. بل راح يلاحق القواعد الوطنية واليسارية الموالية لزعيم ثورة 23 يوليو(جمال عبد الناصر) .. فتحالف مع التيار الديني للانقضاض على هؤلاء وتشتيتهم بالبلاد وخارجها .. لم يحتمل ولم يرغب في بقاء أحد منهم داخل مصر .. فلاحقهم بلا هوادة .. شيخ الأزهر وراعي الكنيسة والصحفي الكبير هيكل .. حتى الشعراء والفنانون وفي مقدمتهم الثنائي الشهير (أحمد فؤاد نجم والشيخ إمام) لم ينجُوا من جبروته .. سرعان ما انقلب عليه حلفاؤه الجدد بعد توقيع اتفاقية العار (كامب ديفد) ، وتخلّيه عن كل التزامات الدولة حيال الجماهير .. وانحيازه الكامل نحومعسكر الاعداء .. فكان لا بد من الانتفاضة .. لكنه اعتقل الجميع في يومٍ واحد .. ألاف المعتقلين .. يساريين ، ناصريين ، اسلاميين ، كُتاب ومفكرين ، أساتذة جامعات وطلاب .. وفي خطابه الشهير هدد (بفرْمهم) .. لكنهم في يوم مجده (فرموه).
جاء مبارك .. وأطلق سراح المعتقلين .. تعهد بالتغيير والديمقراطية والعدالة والمساواة .. وعودٌ براقة .. سرعان ما تخلى عنها .. وتمسك بقانون الطوارئ الذي راح بموجبه يبطش بمن يشاء .. فعمّ الخراب كافة الصُعد .. أصبح الإنسان المصري يشعر بالهوان في كل مكان .. فحمل الاسلاميون السلاح .. قاتلوه بلا هوادة فقتلهم جميعاً ، وزج بالألوف منهم في غياهب السجون .. كل يومٍ معتقلون اسلاميون ومن كل الاصناف .. تواطأ مع الاعداء على غزوالعراق .. رفض الحل العربي .. أرسل المصريين للقتال بجانب قوات الغزو (المارينز) .. وأصبح وسيطاً بين أصدقائه الجدد (اليهود) والفلسطينيين (الغلابى) .. لم يحرك ساكناً لمشاعر الملايين من العرب والمسلمين لإعدام (صدام حسين) صبيحة يوم الأضحى .. ونسي أن مصر حاضنة الأمة ورافعتها .. فتفكك العالم العربي .. وخسر السودان نصف أراضيه .. والرجل نائمٌ «في العسل» يحلم بتوريث نجله (جمال) الحكم من بعده .. ولأجل ذلك ينفذ كل ما يطلبه الأمريكان والصهاينة.
خروج المصريين بمئات الألوف .. وبهذا الاصرار على مطالبهم بإسقاط النظام .. ليس له إلا معنى واحد .. ارحل يا مبارك .. ارحل ايها الطاغية.
] جمال عبد الناصر قائد ثورة يوليو .. أسقط نظام فاروق المهترئ ، أشعل الثورة في العالم العربي ، عمل بشكل لافت لجلاء قوات الاحتلال عن تونس والجزائر واليمن ، مما أوغل عليه قوى الاستعمار والرجعية فناصبته العداء .. انحاز للفقراء من أبناء شعبه ، فتح باب التعليم المجاني من المدرسة الى الجامعة للمصريين والعرب ، قضى على الإقطاع وأقام العدل الاجتماعي ، تصدى للصهاينة وأعوانهم.
صحيح ان الرجل لم يسمح بهامش كبير أمام التعددية والديمقراطية حرصاً على الثورة ، لكنه كان وطنياً عربياً ثائراً.
عندما تلقى هزيمة حزيران ، تحمل المسؤولية كاملة وتنحى عن القيادة ليعود لصفوف الجماهير .. فخرجت الجماهير عن بكرة أبيها تطالبه بالبقاء .. لم يهرب .. لم يخيب أمال عشرات الملايين ، فأعد الوطن والجيش للحرب .. وكما وعد غادر ليلقى وجه ربه.
لقد أصبح (عبد الناصر) رمزاً للحرية والكبرياء .. لذا راحت تُرفع صوره في كل الاحتجاجات في مصر وخارجها .. شأنه شأن الثائر الارجنتيني (شي جيفارا).
أما انت يا (مبارك) فارحل قبل أن تدوسك اقدام الجماهير.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الوحدات «الرياضي»      العدد «708»     التاريخ : 1/2/2011     سامي السيد

الجمعة، 28 يناير 2011

دعوة للشجاعة والتضامن مع الشعب المصري






دعوة للشجاعة ... دعوة للتضامن
إلى كل أحرار الأردن ... ندعوكم للتضامن مع الشعب المصري غداً السبت الموافق 29/1/2011  للتظاهر والإحتجاج أمام السفارة المصرية في عمان لاسقاط نظام احد اكبر طغاة القرن العشرين .
لن نبكي يا مصر وسننتظر ... وغداً يا مصري ستنتصر
عاشت مصر .. وعاش الشعب المصري ... والعزة للأمة ... والمجد للشهداء







الاثنين، 24 يناير 2011

الهروب الى الأمام .. وبيان العار



الهروب الى الامام الذي يمارسه «الرئيس» الآن ناتج عن ضيق الحيلة وبؤس الحالة التي يعيشها ، نتيجة انسداد كافة المخارج ، أمامه نظراً لإدارته الخاطئة لحادثة القويسمة «سيئة السيرة».
حينها لبس «الرئيس» درعه وأمتشق سيفه واختار جواده الأسود ، ظناً منه أنه المناسب لتلك المنازلة التي تضمن استرداد بعض حقوقه المسلوبة .. على حساب نادي الوحدات وجماهيره «الغلبانة» التي أمتهن وبامتياز تضليلها باستمرار عبر شعاراته الفارغة.
ففي يوم الثلاثاء وقبل المباراة المقرر إقامتها في الدوحة بين منتخبي الأردن واوزبكستان .. القى «الفارس» أسلحته وأطلق العنان لحصانه بغير رجعة ، حلَق شعره على الأصول وارتدى زيّ (السموكينج) ليناسب المرحلة الجديدة ، وبذل الغالي والنفيس لحجز تذكرةً في الدرجة الأولى على الطائرة إياها.
وبدعمٍ من هنا ومساعدةٍ من هناك .. أصدر مشروع بيانه وعرَضه على الحاشية .. المتنفذين منهم والمسلطنين .. وفي اليوم التالي وقبل ساعات من سفره على الطائرة اياها اجرى اتصالاً سريعاً نحو الشرق (نادي الوحدات) طالباً من السيد أمين السر أن يستقبل بيانه الفصيح على (الإيميل) لعرضه على الادارة (ليبصموا) عليه بالتمرير وبدون اجتماع كي لا تجري مناقشته .. فالرجل ضليع في استفراد الناس .. كلٌ على حده .. كونه في عجلة من أمره وشدّد بضرورة توزيعه على الصحف والشبكات والفضائيات قبل وصوله الى قطر.
في الدوحة وفور وصوله ، تأخر صدور البيان إياه .. أنزعج .. زمجر .. وتوعد .. ولكنه تماسك .. تردد قليلاً .. ثم قرر الذهاب الى حيث رُتب له اللقاء العاجل على إحدى الفضائيات .. فالرجل لا يقوى على مقاومة سحر العدسات ... وأمام ضغط شعاره المعروف (الحياة وقفة عز) .. عفواًً .. (الحياة وقفة تلفزة) .. ذهب رغم غيظه ..ومن هناك أعلن أن خبراً هاماً سوف يصدر عن نادي الوحدات فيه مصلحة الكرة الأردنية.
في اليوم التالي .. لبس حلّته وأتقن فنون الحلاقة .. كي يبدوا وسيماً أنيقاً .. وارتدى ثيابه الفاخرة .. مُزيّنه برداءٍ أحمر .. وعلى مقربة من الملعب .. كان في استقباله هناك (جوقة) تعشق البلاهة وتستمتع بالخداع .. دخلوا الى الملعب .. بـُح صوت الرجل من كثرة التشجيع والهتاف والقفز بسبب اوبدون .. لعل في ذلك ما يلفت الانتباه .. وكما تقول فيروز .. (لا تندهي .. ما في حدا) .. لم يلتفت اليه احد .. ولم يُعيره احدا الانتباه لا من قريب او بعيد .. وهذا شأن "الحمقى" الذين لا يستمعون إلا لصدى أصواتهم .. فيظنون ان هناك من ينادي عليهم( ان بعض الظن اثم).
بعد عودته من هناك .. اكتشف ان الادارة لم تبصم على بيانه اياه .. أصيب بالإحباط والخيبة .. حينها تنكر لبيانه .. مدعياً انه بيانٌ مقترح من قبل مجلس الادارة .. وراح يبحث من جديد عن سيفه المفقود .. ودرعه الصدئ .. وحصانه الهارب.
طوال الأزمة ظللنا ندافع عن الرجل .. ونتحمل معه المسؤولية .. عبر الاجتماعات والمنتديات والصحف والمؤتمرات .. لعل في ذلك ما يساعده على الخروج من أزمته .. لكنه أضل السبيل .. ويصر على ذلك ما لم تتحقق أجندته الخاصة .. ولو على حساب كل الناس.
منذ البداية .. كان لنا رؤيا وتصور للحل .. وجاهرنا به .. لم نخشى احد .. ولم نساوم عليه .. ولا زلنا كذلك .. نحن مع نادي الوحدات وجماهيره قبل كل شيء .. ولكن .. عبر القنوات الرسمية والتعقل .. وليس عن طريق (النطنطة والعنطزة).
لقد حشر الرجل رفاقه !! في مجلس الادارة في الزاوية مرتين .. الأولى عندما راح يزايد ويدعي البطولة .. ويشتم ويخون كل من يتعارض مع نهجه .. وفي المرة الثانية عندما قدم بيانه (بيان العار) والذي راح فيه يبتذل نفسه امام المسئولين ووضع زملاءه بالزاوية واخذ يتحداهم أن يهمسوا بلا .. انها (مقامرة) ويبدوا ان الرجل يتقنها.
العقلاء في نادي الوحدات .. والحريصون عليه .. ومجلس الادارة بشقيه .. مدعوون ان يوقفوا هذا (العبث والهراء) .. بإلغاء كافة الاجراءات التي اتسمت بالتسرع والحمق والتي تلت حادثة القويسمة .. ذلك بعودة الامور الى وضعها الطبيعي  .. لكي نلتهم البطولات الاربعة  بكرة القدم هذا الموسم والتي أصبحت على مقربة كبيرة من أيدينا .. والإصرار على ذلك ..  مع استمرار المطالبة بوضع حد لكل الممارسات الخاطئة التي ارتكبت من كل الاطراف وخاصةً (قوات الدرك) .. كما طالبنا مرارا .
• يوم الجمعة الماضي نظمت مسيرةمن كافة القوى الحية في المجتمع الاردني والتي انطلقت من امام المسجد الحسيني الكبير .. رفعت فيها شعارات شتى .. طبقية وسياسية .. نالت من الحكومة وغيرها .. لم تعتدِ قوات الدرك والأمن على المواطنين .. بل راحوا يوزعون الماء والعصير على المتظاهرين .. وفي هذا رسالة بليغة لعل في ذلك عبرة للمتقين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الوحدات «الرياضي»      العدد «707»     التاريخ : 25/1/2011     سامي السيد

الاثنين، 17 يناير 2011

بن علي .. وعربة الخضار ..






لم تكن الأحداث الطاحنة التي شهدتْها تونس مؤخراً وأدت الى فرار «الطاغية» مفاجأةً كبيرة بالنسبة للمتابعين للشأن التونسي .. فتونس ومنذ أكثر من ربع قرن تئنُ تحت ضربات الطغاة و(بساطير) العسكر و رجال المال الفاسدين الذين يتحكمون في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية .. أما حصة الشعب فهي «الفُتات» ولا شيء غير ذلك .. تونس التي نالت استقلالها أواسط القرن العشرين بعد كفاحٍ مرير وتضحياتٍ جسيمة من أبنائها ، وانحسار الاستعمار بشكله القديم لمصلحة القوى الجديدة الصاعدة في العالم ، والتي انتجت بالضرورة المعسكريْن الرئيسيين (الامبريالي) بقيادة الولايات المتحدة و(الاشتراكي) بقيادة الاتحاد السوفيتي .. مما أدى الى اندلاع ما سُمي (بالحرب الباردة).
تونس بقيادتها «البورقيبيّة» وخلَفه «بن علي» لم تتردد في اختيار تبعيّتها للمعسكر (الامبريالي) .. فعلى الدوام ناهضت سياسة (بورقيبة) حركة القومية العربية في تونس والجوار .. ولاحقت بضراوةٍ القوى الوطنية والتقدمية بلا هوادة .. في حياتهم ولقمة عيشهم ، كما جرى في أوروبا أبان (محاكم التفتيش) .. فأطلق العنان للأجهزة الأمنية بأشكالها وألوانها .. مخبرين ووشاه يلاحقون نبض الناس .. وللإنصاف فإن تونس وشعبها المغلوب على أمره قد عانت الويلات من أقذر نظامٍ «بوليسي «شهدته المنطقة على الاطلاق .. لم يقتصر الأمر على القمع السياسي وحده .. بل تعداه الى اغتصاب قوت الناس واطلاق العنان للقطط السمان لتبتلع كل شيء (الأخضر واليابس) ، تحت سمع النظام وبصره وبتواطؤ مفضوح من سادتهم ورُعاتهم الامبرياليين .. وطوال هذه الحـُقبة حظي النظام بدعمٍ غربي قلّ نظيره.
الواقع المُزري هذا ساهم في هجرة الملايين من أبنائها الشُبان الباحثين عن الرزق والعلْم والحرية .. ففاضت العواصم الاوربيه وشوارعها بالشباب التونسي .. يكدون ويكدحون ليلاً نهاراً لتوفير قوت عيالهم وبناء مستقبلهم .. وشكّل الاحتكاك المباشر بالمجتمع الاوروبي  رافعة لهؤلاء الشُبان ، فتذوقوا طعم والحرية والمساواة والرفاه والحياة .. فأصبح الألوف منهم مناهضون طليعيّون لحُكم الطغاة الذين يغتصبون السلطة والبلاد والعباد.
وسجل( بن علي) تونس مزرعة له وحاشيته وخدمه وأتباعه  يصنعون بها ما يشاؤون.. وطوال فترة المخاض هذه .. زُج بالاف السياسيين وأصحاب الرأي في السجون الرهيبة.. فتجاوز العدد أكثر من ثلاثمائة وخمسون ألفاً حسب منظمات حقوق الانسان .. اغتيالات .. ملاحقات .. تعسـُف .. اغتصاب .. بحق الناس .. كل الناس .. دفع حالة الاحتقان للذروة.
مع انهيار جدار برلين .. وتراجُع الخطر الشيوعي .. وصناعة عدوٍ جديد للامبريالية (الاسلاميين) .. انضم نظام بن علي الى«الجوقة» اياها في ملاحقة هؤلاء واضطهادهم وقتلهم .. فـصـُنف النظام بحسب الأجندة الامريكية بأنه الأكثر تعاوناً في مكافحة (الارهاب) .. بالغ طغاةُ تونس في استهلاك أنفسهم في خدمة أسيادهم .. فأصبحوا بضاعةً فاسدة .. غير قادرة على تسويق نفسها .. فتخلّى الغربُ عنهم .. واشتدت حملة الفساد والسرقة .. وأوغلت قوى النهب في حياة التوانسة .. فحدث الانفجار أكثر من مرة.
لقد عانى الشباب التونسي وغالبيتهم من خريجي الجامعات من البطالة واليأس .. ولم يكن بمقدور هؤلاء ايجاد وظيفة مهما كانت متواضعة ولا تقاس بامكانياتهم .. إلا بعد مرورهم بنجاح من شبكات الأجهزة الأمنية المتعددة .. ولعل من باب الصدفة ان يكون لأحدهم  قريباً أوجاراً أوقِفَ لسبب او بدون من احدى الشبكات السيئة الذكر .. فتحلُ عليه اللعنة .. ويصبح موضع اتهام وملاحقة .. وبمجرد قراءتك لكتابً ممنوع .. تـُصبح مطلوباً على الفور .. وإن اتجهت للصلاة في المسجد .. حينها تُصبح (ارهابياً).
«محمد بو عزيزة» مواطنٌ بسيط .. مغلوبٌ على أمره .. لم يتكلم في السياسة .. ولم يعرف من السياسيين أحد .. لم يناهض قوى الظلم والظلام .. لم يحتج على الفساد .. يستحق العمل شأنه شأن الآخرين  ولو بوظيفة متواضعة  .. لم يُمنح تلك الفرصة كونه بسيطاً ولا يعرف أحداً من الحاشية .. اضطر لبيع الخضار على عربةٍ متجولة ليساهم في توفير قوت عياله اليومي .. ومع ذلك لاحقه النظام .. ففجّر الثورة بحرْق نفسه .. لأن الصبر لم يعد ممكناً.
• الثورات يشعلها البُسطاء والفقراء .. ولو كان السبب البيع على عربة خضار.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الوحدات «الرياضي»      العدد «706»     التاريخ : 18/1/2011     سامي السيد

الاثنين، 10 يناير 2011

التسوية .. والفستان الأحمر





منذ حادثة القويسمة سيئة الصيت .. والتصريحات التي انطلقت حول ضرورة إيجاد حل للمسألة تتوالى .. غضبت القبيلة وارتدى الفرسان دروعهم وامتطوا خيولهم وامتشقوا سيوفهم وانطلقوا يلوحون بسيوفهم تلك في وجه كل رأيٍ سديد وموقفٍ حكيم ووجهة نظر تـُجنبهم فقدان ماء وجوههم فيما بعد.
الحمية الجوفاء .. والبطولة الزائفة.. والأجندات الشخصية والانتخابية .. هي التي تسيدت المشهد تماماً كلما تلتقي مصالح الغوغاء والانتهازيين فإن المشهد يتسيده أنصاف المجانين .. طوال الشهر المنصرم منذ حادثة القويسمة التقيت بمئات الناس .. منهم من لا يعجبه كلامي ولا يريد الحوار .. ومنهم من لا يعجبه كلامي ومستعدٌ للحوار .. ومنهم من رأى في تلك التصريحات صوتُ الحكمة وصوت الاتزان .. كلُ واحدٍ من هؤلاء يمتلك جانباً من الحقيقة .. ولكن الرأي العام بكامله هوالذي يمتلك الحقيقة كاملة.
في الاجتماعات والسجالات التي انطلقت في النادي والمقاهي ...فإن أغلب فرسان القوم قد استراحوا من عناء حروبهم الضارية والمظفرة .. فهبطوا عن ظهور خيولهم واتجهوا نحومقاهي (الطرابيش والبرانيط) لينفخوا سموم (أراجيلهم) في الهواء تعبيراً عن غضبهم .. وراحوا في غياهب نقاشاتٍ بيزنطية طويلة لا نهاية لها ..
في اجتماعٍ موسع حضره المئات من الأعضاء والمؤازرين والمتعاطفين من أنديةٍ أخرى .. كان هذا السؤال هومحور الموضوع .. ما هي التسوية التي تريد يا صديقنا أويا عدونا .. لا فرق .. أوضحنا لهم أن عليهم قراءة الأشياء والاستماع إليها بوضوح دون أن يكون لهؤلاء موقفٍ مسبق أوحالة من العصبية حتى يتمكنوا من الفهم .. فما قلته على شاشة الجزيرة بوضوح وهذا نصه «نحن مستعدون في نادي الوحدات من طارق خوري إلى أخر عضوفي النادي .. لقبول تسوية تضمن المصالح العليا شريطة وأركز على شريطة إعادة النظر في سلوك قوات الدرك» .. كلامٌ واضح ولا غبار عليه ويخلوا من (العنطزة والعنترة) .. كلام كبير ومهم قيل في الدقائق الثلاث التي مُنحت لي في تلك المناظرة والتي لا تكفي أن أقرأ سورة الفاتحة .. فهل تريدون أن أخرجكم من الجـُب كما أخرج المارة يوسف في الثلاث دقائق تلك.
لمناهضي أفكاري ولمناصريها أيضاً .. لم أدعي البطولة يوماً .. ولكني أؤكد إنني أمتلك الحكمة والوعي الكافيين لإدارة أي أزمة مهما كانت شائكة ومعقدة .. وأؤكد أيضاً إنني قادر على الخروج من هذه الأزمات بأقل الخسائر وأكثر قدر من المكاسب .. وهذا ليس تحليقاً بالفراغ .. فقد أدرت الكثير من الأزمات وخرجت منها منتصراً.
في الحوارات قلنا مراراً وتكراراً أن أي مسألة أوقضية مهما تشابكت ومهما تعقدت ومهما شابها من تطورات واقتتال هي بالنهاية تحتاج إلى تسوية .. فالحرب العالمية الثانية اندلعت بين ألمانيا ودول المحور من جهة وبريطانيا ودول الحلفاء من جهة أخرى والتي أدت إلى مقتل أكثر من خمسين مليون إنسان .. كانت أول ما تستهدف تغيير بعض الأسطر في اتفاقية (فرساي) المذلة بحق ألمانيا .. قلنا أيضاً أن الحرب هي عمل سياسي عنيف .. فلماذا تصرون في كل صغيرة وكبيرة على (التغابي) وتجاهل الحقائق.
في المواقع الالكترونية كلما تقدمتُ بفكرةٍ ما لإيضاحها للناس .. يخرج علينا الكثيرون بسؤالٍ فريد (ما هي التسوية التي تُريد) وبغضب .. ولماذا لم تقل تلك الحقائق على شاشات التلفزة .. ولماذا .. ألم تدركوا أنني عندما قلت (وبالحرف الواحد) أن جمهور الوحدات يـُحِبُ البلد ومستعدٌ للدفاع عنه .. هي رد على جملة قيلت في المناظرة أن جمهور الوحدات يحرق أعلام البلد .. لماذا تُصابون بالصّمم كلما أردتم ذلك .. ألم تسمعون وبالحرف الواحد عندما قلت كلاماً بليغاً ومؤثراً ولكن بصوت الواثق بأن جمهور الوحدات يأتي للملعب ليعبر عن أفراحه واحباطاته وانتصاراته بطريقته الخاصة ، ولا يجوز أن يعامل بهذه الطريقة .. كلامٌ واضح ورزين ولا مجال للمساومة فيه .. وعندما يتعلق الأمر بالجماهير لا يجوز المغامرة بحياتهم ومستقبلهم ومعشوقتهم .. المغامرة تجوز فقط عندما يتعلق الأمر بمصالح الشخص ذاته وليس بمصالح الأخرين .. ها أنا أوضح من جديد أن خلافنا هنا ليس مع نادٍ أخر لكي نصارعه فنصرعه أويصرعنا .. نحن هنا على خلافٍ مع «الدولة» وعلى الجميع أن يعلم ذلك.
• أن نتحلى بالاعتدال والوعي والحكمة .. مع عدم التفريط بالحق .. أكرمُ ألفَ مرة من أن نضطر للبس الفساتين الحمراء.
الوحدات «الرياضي»      العدد «705»     التاريخ : 11/1/2011     سامي السيد
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الأحد، 9 يناير 2011

دعوة للشجاعة ... دعوة للحكمة




الإخوة الأعضاء اسمحوا لي بأن أقدم لكم لحظة التأمل هذه
المكان : الملعب الأولمبي برلين
الزمان : نهائي كأس العالم 2006
الفريقين : المنتخب الفرنسي والمنتخب الإيطالي
اللحظة : الشوط الإضافي الثاني : تحديداً الدقية 110 من زمن المباراة
كل المعطيات تتجه نحو فرنسا ....
جاك شيراك .. كان هناك .. لحظة غضب وفقدان توازن من لاعب فرنسا المبدع والعظيم ، وربما أحد أهم مبدعي العالم في كرة القدم ، زيدان يُشتم ويستفز من لاعب إيطالي ...  الحميّة... الدم الجزائري يغلي في عروقه ، فيقوم بنطحه .. زيدان يخرج من الملعب بالكرت الأحمر .. فرنسا تخسر كأس العالم نتيجة اهتزاز الفريق لخروج قائدهم .
الخلاصة : زيدان كان شجاعاً ، كان عظيماً .. كان عربياً
رفعت إيطاليا كأس العالم .. وعادت به فرحه إلى روما
فرنسا طأطأت رأسها وفي مقدمتهم الرئيس .. حينها أدرك زيدان كم كان متسرعاً ... كم كان أحمقاً ... وكم كان بعيداً عن الحكمة
{ يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَى الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا } [ البقرة : 269]
إيها الأصدقاء أنصحكم بتأمل المشهد علّ في ذلك عظّة ومنفعة للناس
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ليس الشديد بالصرعة ولكن الشديد من يملك نفسه عند الغضب".

الاثنين، 3 يناير 2011

الأزمة الراهنة .. وبيوتٌ من زجاج




الأزمة التي اندلعت مؤخراً إثر انتهاء المباراة بين فريقي الوحدات من جهة والفيصلي من جهة أخرى ، والتي فاز بها الأخضر عن جدارة واستحقاق .. كل الأمور جرت وفق الخطة المرسومة والمتفق عليها .. الجمهور عبّر عن فرحه بأسلوبٍ حضاري ولم تتبادل جماهير الفريقين التلاسن .. ومع صافرة النهاية تصافح اللاعبون والحكام وغادر أفراد الفريق الخاسر وجمهوره بسلام واحترام شديدين.
الإتفاق بين الفريقين وقوات الدرك والأجهزة المعنية ، نصّت صراحةً وبوضوح أن يغادر الفريق الخاسر أرض الملعب قبل نصف ساعة من خروج جماهير الفريق الأخر .. وبالتزامن مع خروج البقية الباقية من جماهيره تدخّل الدرك بشكلٍ «فـّـج» وغير مـُـبرر وبلا أي سبب .. لم يرتكب جمهور الوحدات أي مخالفة تـُـذكر .. لقد نفّذ التعليمات بحذافيرها بدون ضجيج أواعتداء أوتخريب يمس أحد .. اللهم إلا إذا كان الفرح يزعج البعض أوأن الفوز قد أيقظ أحقاداً نائمة .. وبلا مقدمات انهال الدرك على الجماهير ضرباً مما أدى إلى الهروب نحوأسفل المدرجات خوفاً وتجنباً للهراوات المنهالة على رؤوس الجميع .. الكثافة البشرية والاكتظاظ وضغط الدرك أدى إلى انهيار «الشبك» فأختلط الحابل بالنابل .. كل هذه الأحداث موثقة بالصوت والصورة ولا مجال للتلاعب أوالإنكار أوالتملص من المسؤولية.. الحلال بيّن والحرام بيّن .. هذا المشهد المُريع والاستفزازي أصاب الجميع بالذهول والصدمة والهلع وفي مقدمتهم رئيس النادي وإدارته المذهولة من المشهد .. عبّر البعض عن غيظه بالبكاء ووصف البعض الأخر ما حصل ببراءة وبدون «مونتاج» .. ما قاله طارق خوري المشهد الحقيقي .. ولكن بدون أي «مساحيق» أو «مونتاج» .. وقامت الدنيا ولم تقعد ليس على المقدمة بل على النتيجة .. مع أن الأصل والأصول تبحث الأسباب والمسببات وليس النتائج ، فإن المقدمات الصحيحة تعطي نتائج صحيحة والمقدمات الخاطئة تعطي نتائج خاطئة كما يقول (كارل ماركس).
خاطب النادي عبر قنواته القانونية كل المعنيّين بالأمر .. ولقد مضى على حدوث الأزمة أكثر من ثلاثة أسابيع .. فلا أنينٌ من هنا ولا صوتٌ من هناك .. حتى «النحنحة» لم تصدر من أحد .. طرقت لجنة الحكماء كل الأبواب فوجدتها موصدة .. وأخيراً جاء الفرج وحظيت اللجنة بمقابلةٍ ما .. لم يتم بحث جوهر الموضوع .. اللهم تم التركيز على الرجل وتصريحاته وطُـلب منه أن يصمت (وتيتي تيتي زي ما رحتي جيتي).
المصابون بالهلوسة يجلسون في المقاهي والمطاعم يلوكون الكلام لوكاً (كالعلكة) ولا يفقهون من الأمور شيئاً .. وإذا ما تعرضوا إلى قليلٍ من الضغط انهاروا وخروا ساجدين أمام قوى الظلم والظلام .. لقد جربناهم عندما قررت إدارة نادي الوحدات وضع العلم الصهيوني في مدخل النادي للدوْس عليه بأحذية الجماهير ، تضامناً مع طالبة تعرضت للاضطهاد لحرقها علماً صهيونياً .. فدعوْناها إلى أهلها وعزوتها في الوحدات لتُعبر عن رغبتها بحماية الوحداتيين .. فانهار هؤلاء خوفاً وهلعاًً أمام المسئولين ووشوا بنا وقالوا «إنا أبرياءٌ مما يفعلون» .. سامي السيد وجميل سلامة .. (لهؤلاء إذا كانت بيوتكم من زجاج فلا ترموا الناس بالحجارة) نتذكر أفعالكم الجبانة ونعرفكم فرداً فرداً ، ومستعدون لفضحكم على الملأ .. ومع ذلك أنتصر النادي للطالبة وحقق رغبتها في حرق العلم الصهيوني .. ورداً على الافتراءات ومغالاة البعض .. نحن نحرق الأعلام ولكن أعلام الصهاينة والإمبرياليين الطغاة .. وأما العلم الأردني الذي أستشهد تحت رايته المئات من المقاتلين والجنود فنحن نرفعه فوق السارية.
ومع ذلك «الطين والعجين» الذي يغلق به المعنيّون بالأمر أذانهم .. ها نحن نصرخ ونقول هذا بلدنا ونحن معنيّون به وبالدفاع عنه والقتال تحت رايته والموت لأجله ، ولا نقبل مزايدة من هنا أومناقصة من هناك ، فنحن قبل كل شيء قوميون وعرباً .. وبلاد العرب كلها وطنـُـنا من الشام لبغداد .. نُحبها ومستعدّون للدفاع عنها .. فكيف إذا كان الأمر يتعلق بمكان حياتنا ومعيشتنا واستقرارنا وأمننا.
ها نحن نعلّق الجرس .. ونقول أن إدارة الوحدات برئيسها وأعضاءها مستعدّون لقبول تسوية عادلة .. تضمن حق الجميع .. البلد والنادي والدرك والرياضة والرياضيين وكل الأطراف المعنية بالموضوع .. وفق منظومة الشفافية والحق والعدالة.
• في مشهد من فلم «التايتنيك» وبعد أن اصطدمت السفينة بجبل الجليد وأوشكت على الغرق .. جُـهزت على وجه السرعة قوارب النجاة وراحت جموع ركاب الدرجة الأولى من المترفين والأرستقراطيين بالصعود إليها .. حينها دار حوارٌ بين الجماعة ذاتها «ركاب الدرجة الأولى» ، قال أحدهم سيغرق نصف ركاب السفينة .. فأجابه الأخر باحتقار «لكنهم ليسوا النصف الأفضل».

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الوحدات «الرياضي»      العدد «704»     التاريخ : 4/1/2011     سامي السيد