السبت، 23 أكتوبر 2010

أمريكا !!




منذ إطلالتي الأولى على الحياة .. لم تكن الولايات المتحدة حلماً وردياً او مركز إبهار بالنسبة لي .. كما ظلت موضع أحلام بالنسبة للغالبية العظمى من الناس فقد ظلت على الدوام الشغل الشاغل للباحثين عن حياة أفضل على الصعيدين المادي والمعنوي .. ناهيك أنها لم تشكل لي هدفاً يوماً ما .. ليس لأنني كنت عالماً بالغيب او ضارباً في المندل .. لكي أتوقع ماهية هذه الدولة المتوحشة وسلوكها العدواني .. وإنما لأننا تربينا وتعلمنا منذ كنا تلاميذ صغار في المدارس .. أن مكتشفي أميركا وكذلك مستوطنيها الأوائل كانوا من البحارة المغامرين واللصوص والمجرمين .. أرسلتهم بلدانهم الإستعمارية القديمة بغية إكتشاف وإستيطان وإستغلال مناطق جديدة في العالم ..
هؤلاء البحارة المغامرين واللصوص لم يتركوا وسيلة واحدة من وسائل البطش والقتل والإرهاب إلا وإستخدموها ضد السكان الأصليين (الهنود الحمر) لدرجة ان هؤلاء القتلة أبادوا أصحاب البلاد الأصليين عن بكرة أبيهم ولم يبقوا منهم إلا القليل القليل للذكرى والعبرة معاً ..
ولم يتوقف الأمر عند ذلك .. بل داهم المغامرون من بحارة إسبانيا وفرنسا وكذلك إنكلترا .. قارة إفريقيا المنكوبة بهم .. وجلبوا منها عنوة ملايين الزنوج .. رجالاً .. ونساءً .. وأطفالاً .. وبدون رأفة بغية إستخدامهم كعبيد لحرث الأرض الجديدة وزراعتها .. إذ وعلى كهولهم بنيت الولايات المتحدة والقارة الأميركية عموماً..
ولم ينالوا جراء تعبهم وكدهم وعرقهم .. وإخلاصهم اللا محدود لهذه الدولة سوى الإضطهاد والتمييز العنصري الذي ظلت ملامحه سائدة حتي أيامنا هذه.
في الحربين العالميتين الأولى والثانية أتخذت الولايات المتحدة موقفاً إنتهازياً بإنتظار إنحيازها إلى جانب أحد الأطراف المتصارعة في الحرب .. بغية هزيمتها وإزاحتها من الطريق لفسح المجال واسعاً لها لتلعب الدور المحوري الأول كونياً كمقدمة لإقصاء الآخرين فيما بعد .. وأستخدمت لتحقيق ذلك كل ما لديها من أسلحة فتاكة جهنمية .. بما في ذلك القنبلة الذرية بحيث كانت أول دولة وربما آخر دولة تستخدم هذا السلاح الهمجي ضد بني البشر على هذه الأرض ..
أميركا التي تشكل هاجساً وربما حلماً يرى فيها البعض من أبناء جلدتنا ملاذاً ومنقذاً للبشرية .. هذه «الأمريكا» .. حقيقتها .. نشأتها .. حاضرها .. مستقبلها .. كان وما زال قائما على الظلم .. والإستعباد .. والهيمنة .. والنهب .. وإستغلال الآخرين .. وهي لم تتردد حتى الساعة في التهديد والوعيد للمجتمع الدولي .. لا لشئ .. إلا لأن عدداً من الدول قد إختلفت معها .. مجرد إختلاف في وجهات النظر حول عدد من القضايا الدولية .. فهذه فرنسا .. وألمانيا .. وسوريا .. وكوريا الشمالية .. أمثلة حية ومعاصرة على حقيقة هذه «الأمريكا»..
«ويكا .. ويكا .. أشـُـ ... على أمريكا» ..




ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الوحدات «الرياضي»      العدد «317»     التاريخ : 29/4/2003     سامي السيد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق