كنت افاوض في ظروف مستحيلة...ذلك انني محاصر من كل اتجاه... لا بارقة امل في الافق... جميع الاطراف في حالة سكون مرعب... ثمة شبه اجماع على تعديل لا يتناسب مع برنامجي... جلهم لا يرغبون باي نقلة... خشية الوقوع في الخطأ... الواقع لا يناسبني البته ... السكين تكاد تلامس عنقي... تحملت كل ذلك بصبر قل نظيره... حلفائي اصابهم السأم والملل ... تعرضت لحملة تشكيك واسعة... رفاقي في المجموعة لا يعرفون الخطوة التالية... يتلمسون خطاهم بحذر شديد... الواقع صعب للغاية .
فجأة حدث تطور دراماتيكي... احدهم بادر بخطوة افسحت المجال امامي للقيام بعمل تكتيكي مريح... الطريق غدت سالكة... و الامور رحبة... اتخذت قرارا جريئا و عبرت المنفذ بسرعة و بقوة في آن معا... الخصوم و الاصدقاء اصيبوا بالدهشة... اختلطت الاوراق و اختلفت موازين القوى... امسكت بالواقع الجديد بكل قواي...وبعناد ايضاَ ..
من جديد عدت انقل خطواتي ببطء شديد... فالظروف مناسبة تماما لي... غير انني احتاج لبعض الوقت لترتيب الاوراق بالكامل لتصبح كما سعيت لها مسبقاَ... و تصبح العودة الى الوراء صعبة ان لم تكن مستحيلة...
هرولة و تلبك و ذعر في صفوف الاخرين... انقلاب مدوي حدث على ارض الواقع... اتصالات مكثفة من جميع الجهات تطالبني بإنجاز ''صفقة ما ''... لكنني كالعادة افضل السير ببطء لانه السبيل الاكثر امنا... و لانني اصبحت في وضع مريح...
و بدون مقدمات رتبت وعلى عجل اتفاقا تكتيكيا آخر يساهم في خلخلة جبهة الاطراف كافة... كي تبدو الامور واضحة و مكشوفة للجميع... و الحوار اكثر صراحة و بالتالي دفع الجميع نحو الاصطفاف...
وسط هذا الزحام رن الهاتف ليلا... دون مقدمات قال محدثي : جمعت كل اللصوص والحرامية... و (القوا....) و شكلت قائمتك مبروك... سنشكل قائمتنا و نجلس على (ركبة و نص.. ونقعدلكم ) في المعارضة... ايها الاوغاد !! .
لم استجب الى الاستفزاز وقلت لازال الوقت مبكرا... العبرة في النتائج... ذلك انه لم يكن الوحيد الذي لم يفهم الرسالة... فالجميع (حلفاء و خصوم) ظهروا '' و كأن على رؤوسهم الطير ....
قبل ايام كان مقررا ان نواصل مسيرتنا الى الامام لوضع حد لكل الممارسات الخاطئة التي شابت مسيرتنا الطويلة... و التي لعبت الظروف الاستثنائية التي عاشتها البلاد في صعود '' نجومية القاع '' و هبوط اسهم الطليعة.
نظرت حولي فلم اجد محدثي على الهاتف... لقد آثر الانسحاب .. لقد اختفى .. ربما اصبح داجناَ !!!...
و آثرت انا ان لا استجيب لكل الضغوط و الوساطات و الاغراءات و التعهدات المستقبلية... فلن اساوم احدا... ولن اهادن احدا ... و سوف اشير دائما الى مكامن الخلل مهما تكن النتائج ...
ولن اكون محامٍ للشيطان ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الوحدات «الرياضي» العدد «234» التاريخ : 27/3/2001 سامي السيد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق