الخميس، 28 أكتوبر 2010

الثمن !!

 



قرأت حديثا ان شركات التوزيع ودور السينما في الاردن..وسوريا..ولبنان.. والعراق...والخليج العربي قد رفضت تسويق وعرض فيلم ''ايام السادات''، هذا الفيلم الذي انتج مؤخرا واستغرق تصويره واعداده زهاء عام والذي بلغت كلفة انتاجه ملايين الجنيهات، وجرى تصويره بالالوان وترافقه دعاية كبيرة في اجهزة الاعلام المصري والغربي.
علما ان بطولة هذا الفيلم قد اسندت للنجم السينمائي ''احمد زكي'' وهو نفسه من لعب دور البطولة في فيلم ''ناصر 65''.
ومن اهم اسباب عزوف شركات التوزيع عن شراء وتسويق الفيلم ان منتج  هذا الفيلم قد طلب مبلغا يساوي المبلغ الذي دُفع ثمنا لتسويق  وعرض فيلم ''ناصر 65''، حيث تعّتبر دور التوزيع ان فيلم ''ايام السادات'' لا يمكن بحال من الاحوال ان يجذب الجمهور الكبير الذي استقطبه فيلم ''ناصر 65''، ناهيك عن ان الاحوال السياسية الراهنة التي لا تساعد البتة على عرض الفيلم المذكور، بل على العكس من ذلك ربما تتعرض دور السينما التي تعرض الفيلم الى انتقادات حادة من اوساط الجمهور وبخاصة في هذه الظروف.
الذي لا ريب فيه ان الذاكرة الجمعية للجماهير العربية مازالت تختزن في وعيها الاحترام الكبير للدور التاريخي القومي لجمال عبدالناصر وكفاحه ضد الاستعمار والصهيونية ،نضاله الدؤوب من اجل توحيد كلمة العرب وصنع وحدتهم.
هذه الجماهير ذاتها تختزن في وعيها كذلك الدور الانهزامي الاستسلامي الذي  انيط واضطلع به السادات حين ادار ظهره لتاريخ الامة العربية وشعب مصر العربي ووقّع اتفاقيات الذل والهزيمة المعروفة بكامب ديفيد.
في الحقيقة هذا الامر لا يحمل اية مفارقة، فالمناضلون المكافحون يظلون ابدا في وجدان الناس وذاكرة التاريخ تفتقدها الجماهير كلما حدثت تطورات هامة... بينما تلفظ الجماهير من ذاكرتها اولئك الذين الحقوا بها العار والشنار وتقذف بهم الى مزبلة التاريخ.








ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الوحدات «الرياضي»      العدد «247»     التاريخ : 26/6/2001     سامي السيد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق