السبت، 23 أكتوبر 2010

الشيخ والأقزام



بإستشهاد الشيخ أحمد ياسين على أيدي قوات العدو الصهيوني لم يخسر الشيخ شيئاً .. بل حقق كامل أهدافه وأمانيه .. فالرجل ومن خلال متابعتي لتصريحاته بإستمرار كان يردد دائماً شعاره المعروف «الشهادة او النصر» وكان جل هدفه في الحياة أن ينال مرضاة الله.
وبإستشهاده اليوم حقق الشيخ أهدافه مجتمعه فنال الشهادة .. ونال رضوان الله لأنه ضحى في سبيله عز وجل .. وكما حقق النصر بإنتصاره للناس .. للغلابا .. للوطن وللحرية المسلوبة .. وأظهر ثباتاً .. وصموداً على أرضه .. وهو يعلم أنه ملاحق بهدف القتل .. والتصفية في كل لحظة من أعدائه .. ومع ذلك لم يرتجف له جفن .. ولم تخر قواه .. ولم ترتعد فرائصه خوفاً ولا جزعاً .. بل إستمر في برنامجه الروحي .. والوطني .. والإنساني  كالمعتاد .. غير وجِل .. وتعرض إلى الإغتيال في لحظة صفاء مع النفس بعد أداء صلاة الفجر ..
إن كل الإرهاب وتداعياته لم تثن الشيخ عن أداء صلاة الفجر جماعة بين أهله ومريديه .. فقضى قرير العين والفؤاد ..
الشعب الفلسطيني يُقتل كل يوم صباح مساء .. يُساق أبناؤه وبناته إلى المعتقلات .. أمام أنظار العالم .. وتدمر مدنه وقراه وتقتلع أشجاره .. وتصادر حقوله .. ويمنع عنه الماء والهواء والدواء .. وهو صابر مرابط .. والأنظمة كل الأنظمة صامتة صمت القبور ..
اليوم .. وغداة إغتيال «الشيخ» المجاهد .. لم نسمع همساً .. لم نسمع صوتاً .. من لندن .. وباريس .. وبلاد العالم الباردة .. خرجت الإحتجاجات تلو الإحتجاجات قبل أن يستنكر العرب الجريمة على إستحياء .. فعالمنا يعج بالأقزام ..
الحقائق تصفعهم .. تعري حقيقتهم .. نعرفها منذ أمد بعيد .. ونعرف أنهم قد أداروا الظهر للمواجهة  وإستسلموا أمام إرادة العدوان، وأن الأسلحة التي إستنزفت الأموال الطائلة على حساب قوت الشعوب .. باتت صدئة .. وتستخدم للإستعراض والقمع ضد أبناء الأمة .. لا لمواجهة العدوان ..
الذبح في العراق بالمئات .. والقتل في فلسطين بالمئات .. والمعركة في فلسطين والعراق .. واحدة .. العدو واحد .. وأداة القتل والعدوان واحدة .. لهذا نحن مدعوون إلى تعزيز الصمود وتعميقه في فلسطين وفي العراق، وفي كل أرجاء الوطن العربي .. فلتنطلق الشرارة التي سوف تحرق المنطقة تحت أقدام الغزاة ..
العراقيون والفلسطينيون مدعوّون للمواجهة والتصدي للعدوان بدون حساب .. والإعتماد على سواعدهم .. وطاقاتهم دون النظر إلى الوراء .. وكما تقول فيروز: «لا تندهي .. لا تندهي ما في حدا» ..






ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الوحدات «الرياضي»      العدد «362»     التاريخ : 23/3/2004     سامي السيد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق