على طريقتها رحبت بنا كلكتا .. فلحظة وصولنا للباب المؤدي الى خارج المطار نحو الحافلة التي سوف تقلنا الى المدينة .... راح المطر يتساقط بغزارة مما دفعنا للانتظار بعض الوقت ... ترحيب مطري من السماء ايضا.. ومشهد بديع. البعض رأى في ذلك تنوع الطبيعة وجمالها.... تابعوا المشهد بزهو طفولي ... فالمطر في بلادنا على قلته فال خير حسن.
المتأففون الذين لا ينظرون الى العالم الا من خلال ثقب سفلي صغير اعتقدوا ان تساقط الامطار بهذه الكثافة يعيق برامجهم من السفر و الاسفار.
هرولت الحافلة بنا نحو المدينة في طريقها الى الفندق مخترقة شوارعها العتيقة ... هذه المدينة التي تضم بين جنباتها الملايين كانت قد تشكلت و اقيمت بقوانين اجتماعية طبيعية وليس بفعل تدفق النفط.... كما هو حال مدن الملح الحديثة.
في ردهة الفندق استقبلنا الهنود وفق الطريقة التقليدية بوضع اكاليل الزهور في اعناق الوفد الضيف و ابتسامة من عبق التاريخ لا تفارقهم ... تأقلم الجميع بسرعة مع المكان متجهين نحو غرفهم مهرولين في انتظار رد الجميل.
الهند ثاني اكبر أمة من حيث عدد السكان اذ يبلغ عدد السكان اكثر من مليار و ماية مليون نسمة وتعتبر أكبر دولة ديموقراطية في العالم رغم تنوع وتعدد الملل و الاطياف و الاديان والاعراق .... فالنظام السياسي في الهند ديموقراطي نيابي....والحياة الحزبية متنوعة تنوع الهنود انفسهم . فبالاضافة الى حزب المؤتمر هناك احزاب اخرى هامة وعريقة كحزب جناتا وغيره من احزاب اليمين و اليسار سواء بسواء.
تجري الانتخابات في الهند وفق الدستور كل اربع سنوات او كلما دعت الحاجة لذلك فتتفق القوى السياسية على اجراء انتخابات مبكرة ويفوز من يفوز دون تدخل من الحكومة او العسكر لصالح الحزب هذا او المرشح ذاك.
فالحكومة و الجيش والمخابرات هم من الشعب و الى الشعب مهمتهم حماية الوطن و الدفاع عنه ولا شيء غير ذلك.
الهند البلد العملاق تاريخا وحاضرا يعد الآن من اهم دول العالم وتسعى الدول الكبرى لنيل ودها -وعلى رأس هذه الدول امريكا-فالهند تعتبر من اهم القوى الاقتصادية و العسكرية الصاعدة وفي عام الفين وعشرين ستصبح القوة الاقتصادية الثانية بعد الصين مخلفة وراءها اسياد العالم الحاليين ( الغرب ) ولكن لاشيء هنا للبيع لا لامريكا و غير امريكا فالهندي الفقير هو الاهم في اجندة كل الحكومات و الاحزاب و الافراد. ولا عزاء للاقليميات و الاقليميين و الطوائف و الطائفيين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الوحدات «الرياضي» العدد «568» التاريخ : 15/4/2008 سامي السيد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق