الخميس، 21 أكتوبر 2010

النجم .. والنجم الرياضي


القضايا والهموم الكبرى التي تمر في تاريخ الامم، غالبا ما تجعل الحركة تدب في اوصال اكثر الافراد ابتعاداً  عن الشأن العام، فأحساس الانسان بمن حوله يتعزز تلقائيا ويبدو الامر اشد التصاقا بهذه الحقيقة حين يتعلق الامر بالنجوم  وبخاصة اولئك الافراد المتميزين في ذاكرة ووعي الجمهور، فالنجم، اي نجم اشد تأثيراً من سواه في صنع لحظة الانفعال لدى غالبية افراد المجتمع، وهنا يتبين دوره المبدع الخلاق في التأثير بهذا الاتجاه او ذاك.
حين اهدى لاعب الكرة العالمي «رود خوليت» الكأس الذي ناله للمناضل الافريقي نلسون مانديلا، انما عبر بذلك عن انحيازه لابناء جلدته، ولقضية الحرية عموما فترك سلوكه الايجابي هذا انطباعاً مدهشا لدى جمهور مريديه بأن قضية الحرية واحدة، لا تتجزأ، وان النضال من اجلها مهمة انسانية قبل ان يكون واجبا وطنيا او قوميا.
قبل اقل من عقدين غزت بريطانيا جزر الفوكلاند، فانتصر اللاعب الارجنتيني «ارديلس» لشعبه ، خلع ملابس فريق «توتنهام» وقذفها في وجه الادارة احتجاجاً وغادر انجلترا ولسان حاله يقول للدنيا قاطبة: ان لا انتماء لناد تخوض حكومة بلاده حربا ظالمة ضد شعب يطالب بحقه.
الممثلة الشهيرة البريطانية «فينييا رد غريف» لم تكن اقل شجاعة من «ارديلس» حين لفت عنقها بالكوفية الفلسطينية تأييداً لشعب فلسطين وقضيته التحررية غير ابهة بكل جبروت ونفوذ الصهيونية المتحكم برقاب الغرب.
هذه الامثلة وسواها غيض من فيض لنماذج مشابهة كثيرة، نسمع عنها او نشاهدها او حتى نعيشها لحظة بلحظة، فمنذ اشتعال انتفاضة شعبنا العربي الفلسطيني قبل ثلاثة اسابيع ونيف ونجوم الفن والرياضة في غير بلد عربي يؤصلون انتماء الانسان الى امته، عبر هذا الدور الذي يضطلعون به في استثارة نخوة الجماهير بل ودفعها للتحرك هنا وهناك لدعم وشد ازد ابطال الانتفاضة، ولعل المؤتمر الصحفي الذي عقده الفنانون المصريون والبيان الذي اصدروه وطالبوا فيه بقطع العلاقة مع الكيان الصهيوني وطرد السفير (الاسرائيلي) من القاهرة خير شاهد على ذلك، هذا المؤتمر الذي شارك فيه كبار النجوم امثال سميحة ايوب، صلاح السعدني، نور الشريف، يوسف شعبان، عزت العلايلي، وجميل راتب واخرون.
اما الفنانة الكبيرة يسرا فلها دور متميز في دعم كافة قضايا الانسان العربي سواء في فلسطين او في العراق.
كذلك باشر نجوم الرياضة في مصر دورهم، فريقا الاهلي والزمالك عادا جرحى الانتفاضة في القاهرة وعبرا عن دعمهما المطلق لانتفاضة اشقائهم في فلسطين، الفنان هاني شاكر غنى للانتفاضة في دار الاوبرا وتبرع لها.
ونحن هنا، في الاردن الاكثر التصاقا بقضية شعبنا الفلسطيني وبمعاناته نجد انفسنا مع الانتفاضة في خندق واحد، نعيش المشهد بتفاصيله المرة تدمي قلوبنا رصاصات الحقد الصهيوني التي تقتل الاطفال والنساء والشيوخ والشباب مع اشراقة كل شمس.
هذه الخصوصية تجعل الفنان ونجم الرياضة الاردني معنيا ربما اكثر من غيره في اختطاط دور طليعي لدعم وموآزرة الاهل في انفاضته الباسلة المستمرة حتى كنس الاحتلال البغيض.



ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الوحدات «الرياضي»      العدد «214»     التاريخ : 24/10/2000     سامي السيد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق