كُلما (دق الكوز في الجرّة) (يطنطنط) في وجهي صديقنا قائلاً لي سوف (أدحدل) رأسك على المصدار .. أبتسم وأنا أسأله كيف ولماذا ؟ .. يرُد (مش بس أنا) القادر على الإطاحة برأسك ، أيّ واحد ممكن يدحدل (هالراس النحاس) ، فلا أظن أنك نسيت تجربة الدورة السابقة فالذي أطاح برأسك جاء من عالم النسيان ، ودحدل راسك عينك عينك ، وهو ليس الأول ولن يكون الأخير .. وأنا أكثرهم قُدرةً على ذلك لأنني أتمتع بشعبية جارفة .. وكذلك صاحبُنا الذي كُلما رأيته يقول لو إمتلك سامي سبعين «في المية» من الهيئة العامة وأنا أمتلك فقط ثلاثين أستطيع هزيمته بسهولة ودحدلة رأسه الى قاع الوديان.
رُحتُ أسأله مبتسماً .. لماذا تستطيعون هزيمتي بسهولة ؟ .. هل كُتبكم تملأ الأسواق ؟ .. وهل أبحاثكم تملأ رفوف المكتبات ؟ .. وهل لديكم القُدرة على إيقاف الجماهير على رؤوس أصابعها من قُدرتكم الفائقة على الخطابة مثل هوغو شافيز أو رمضان شلّح ؟ .. هل قضيتم ربيع شبابكم في الإنتقال من معتقلٍ الى مُعتقل ؟؟!! فأحسنكم لا يستطيع كتابة سطرين فقط في موضوعٍ جاد أو ذي قيمة ، اللهم إلا إذا كانت هذه السطور تتعلق بزيادةٍ في الراتب أو في طلب تغيير السيارة .. وتثبيت علاوة الإضافي وذلك بكتابة «الاستدعايات» المنمّقة.
قال كل هذا لا يهم فنحنُ نقضي جُل حياتنا في المقابر نُقدم التعازي ونتقبلها ، كما نقتلُ أغلب أمسياتنا في حضور حفلات الزواج والزفاف ، حيث نتناول المناسف والحلوى وغيرها بنهمٍ شديد ..
قُلت يبدو أن زعيم الجماهير الفنزويلية يستمدُ شعبيته الجارفة من تلك الممارسات ، وكذلك كان زعيم الأمة جمال عبد الناصر يستمدُ تلك الشعبية من ثقافة الولائم والرشاوي ، والركوع تحت أقدام أصحاب النفوذ من سلطاويين حكوميين أو ماليين ؟؟!!
إيها السادة .. ما من رائدٍ أو مُصلح صدقَ وصادق الجماهير إلا وكان يملك مشروعاً نهضوياً .. مشروعاً للحياة والتقدم والعدالة .. وليس مشروعاً للنفاق و«التبويس» والموت والكذب على اللحى .. لقد جربتم ذلك مراراً وبئِستْ تجاربكم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الوحدات «الرياضي» العدد «610» التاريخ : 17/2/2009 سامي السيد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق