القبطان : منذ لقائنا الأول تيقنتُ أنني أمام شاب حقيقي .. رصين واثق من نفسه وقدراته .. يتسم بالبساطة والتواضع .. لم يتلوث بصفات البعض من أقرانه .. كالعنطزة والنزق والغطرسة على الإطلاق.
لقاؤنا لم يكن طويلاً وتوسمت فيه الخير .. إتفقنا بدون منغصات وعلى وجه السرعة وبأقل قدر من التكاليف .. وبعد أن تسلّم عمله في أول مواجهة ، كان حضوره طاغياً وفأله حسناً .. فتحقق الفوز وكان مستحقاً وساحقاً .. واصل مشواره بنجاح نحو قمة الدوري رغم تخلفنا بخمس نقاط حين تسلّم المهمة .. وها قد عاد من جديد وتسلّم المهمة في ظروف غاية في الصعوبة ، تسعُ نقاط فقدها فريقنا في بداية الدوري .. لأسبابٍ غير مفهومة ولا مقبولة .. نتصدّر الآن الدوري بإقتدار بعد عشر مواجهات قادها .. نلنا نقاطها بالكامل.
ثائر جسام .. يذكرني بالجيش العراقي العظيم .. الذي دخل أتون حرب أُكتوبر .. دون سابق إنذار .. ودون أن يستريح .. من الجبهة وإلى الجبهة.
] الفنان : لم أكن أعرف سرّ شغف الجمهور بهذا اللاعب العملاق .. كنت أتعمد الإبتعاد بخطوات .. عن إحساس الجماهير المفتونة بهذا الموهوب .. رغبة مني في ألّا أنساق وراء أحاسيس عاطفية وغير موضوعية .. لكن الأيام أكدت عكس توجهي هذا .. فهو متميز يحمل أثقال خمس وثلاثين عاماً قضى نصفها في الملاعب .. ولا يزال سريعاً .. قوياً .. جميلاً وداهية .. شكّل مع القبطان ثنائياً ذات معنى .. فالتحالف القائم الآن .. بين القبطان والفنان .. أوصلنا الى الصدارة .. أعترف أنني لم أرَ هذا اللاعب المتمكن في أي يومٍ مضى .. أجمل .. وأعظم .. وأرقى .. مما هو عليه الآن .. رأفت علي .. حماك الله.
] القرصان : ثمة قراصنة كُثر .. يملأون المكان .. من يعتقد أنه يملك الحقيقة .. ولا أحد سواه .. من يتعمد أن يُلغي الآخر .. من يتكسب على حساب المصلحة العامة .. من يعتقد أن «الطُبه» و«الحديده» هي البداية والنهاية .. من يجامل اللاعبين المُستهترين الخارجين على المسؤولية .. من همّه الأول والأخير «لقطة سينمائية» بجانب هذا أو ذاك من المؤلفة قلوبهم .. من يسعى الى إفلاسنا .. ولا يُهمه إلا «بوستر» بمناسبة كبرى .. من لا يعمل من أجل إكمال المنشآت والمباني والملاعب في غمدان .. التي أكل عليه الدهر وشرب.
من ساهم في بداية مشوار غمدان بجهد خلاق .. ثم تاه في صحراء الكرة «وعظّه» .. من يُسقط في كل يوم العقوبات تلو العقوبات .. ويقدم المنح والهبات والهدايا الواحدة تلو الأخرى بغير حقّ .. على قاعدة «بالمال وحده يحيى الإنسان» .. هؤلاء كلهم قراصنة و«شياطين».
الأعمال العظيمة لا تُنجز بطريقة «ذميمة».
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الوحدات «الرياضي» العدد «661» التاريخ : 22/2/2010 سامي السيد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق