الثلاثاء، 29 مارس 2011

الرئيس .. الطربوش

 

يختفي وراء حجاب .. يبث سمومه في كل اتجاه .. كالأفعى الرقطاء .. يعتقد أنه يمارس الذكاء .. هذا ما دأبت عليه حالة الرجل .. يتحدث طويلاً عن التزوير .. يجاهر بذلك .. لأن الخجل قد غادر محياه منذ زمن .. نسي أن حياته كلها تزوير .. بدءاً من شهادة ميلاده انتهاءً بجميع مقتنياته .. كلها تزوير ..ألم تُزوّر لك الانتخابات النيابية ؟؟ ألم تشتري ذمم الناس ..الم تشتري صمت ومساندة المشرفين على الانتخابات في النادي في الدورتين السابقتين بالمال والنفوذ ؟؟ .. تتحدث عن التزوير !!عيبٌ لشخصٍ مثلك أن يتكلم عن التزوير ..في كل يوم تخالف قرارات مجلس الإدارة ..تعتقد أن النادي جزءا من ممتلكاتك .. أنت مجرد" طربوش " . .تخدع البسطاء .. تزعم انك الذي كشف التزوير ..تدعي البطولة مع انك لم تعرف البطولة يوماً ما ..فبطولاتك وانتصاراتك كلها زائفة .. أوهام مصنوعة مفبركة مدفوعة الأجر .. نقداً وعيناً .. تخاطب الدوائر من مكتبك المطل على السفارة الأمريكية .. بالتأكيد قواسم مشتركة تجمع بين الجيران .. فعدوهم واحد ..وصديقهم واحد ..وموزع حليب الصباح وجابي الكهرباء لهما واحد ..فمن الحكمة والضرورة أن يتأثر أحدهما بالأخر .. من جديد تستمرئ الخداع .. تطلب من الناس التجمهر في النادي بغرض الضغط على مجلس الإدارة  لفتح باب العضوية .. متى ستقوم أيها الفاتح العظيم بفتح باب العضوية !!ألم تكون رئيساً للنادي لأربعة سنوات طوال ؟؟ مارست علينا الكذب فيها بلا انقطاع..لماذا لم تفتح العضوية خلالها أيها البطل الهمام والفارس المغوار الذي لا يشق له الغبار ..في يومك المزعوم الذي تطلب فيه من الناس الجمهرة للضغط على الإدارة كي تفتح العضوية.. تكون مدة الإدارة القانونية قد انتهت ..فلماذا تستمر بالكذب..  ومن الذي سيفتحها ؟؟ اهو عامل البوفيه .. أم سائق ( الأتوبيس ) .. قل لنا بالله عليك ؟؟ كفاك خداعاً .. كفاك زيفاً .. قضيت أربع وعشرون شهراً كنت رئيساً على الورق .. لا حول لك ولا قوة .. لا تملك من أمرك شيئاً ..مع ذلك تضحك على ذقون الناس وتزعم انك صاحب البطولات والانجازات ..تحمل خصومك الإخفاقات ..ورطت الجماهير والإدارة والنادي والناس في مغامراتك ( الدينكوشوتية ) .. فمن حادثة القويسمة التي تقمصت فيها شخصية "البطل" أميراً للصعاليك .. تكذب على الناس .. في لحظة وفي وضح النهار .. سافرت إلى قطر تباعاً.. تلعق الأيادي .. تتوسل .. تنتظر فرصة أمام الفندق لإبداء الندم .. وإعلان التوبة .. تعود بعدها لتبدأ حملتك الكاذبة من جديد .. هل نسيت ؟؟ فإن خطوتك الأولى في نادي الوحدات بدأت بالتزوير ..هل نسيت !؟ قبول الألف و أربعمائة عضو في "فندق الارينا"حين حضرت للفندق ترتدي " الشورت " وتكاد تبكي لأن رئيس النادي آنذاك قد منحك حصة قليلة من تلك الصفقة .. فتوسط لك القوم .. رفعوها لك لتصبح 125 عضو ..عضويتك تلك التي  تسلحت بها .. لخوض الانتخابات في الدورة اللاحقة .. فالطريقة التي قبلت بها عضويتك تلك وغيرها في تلك "الأمسية الارينية".. لم تكن إلا شكلاً وأسلوبا من أساليب التزوير ..فقد نـُفذت في الخفاء..بعيداً عن الأعين وعن النادي ..لم تكن الطلبات جاهزة أو موجودة ..ولا الأسماء كذلك بل نلت مجموعة رقمية صوبت وعبئت فيما بعد وعلى مهل.. مع ذلك تدعي النزاهة !! ألم تذهب متوسلاً هذا وذاك .. تعرض الرشوة مقابل منحك أصواتهم ؟.. هل قدمت يوماً ما برنامجاً أو قضيةً نلت بموجبها ثقة الناس ؟؟ أم أن المال والنفوذ طريقك الوحيد للوصول ؟؟

من المفترض أن تكون الحكم .. طلبت من الناس ما يشبه المستحيل .. ورطت "المديرية" شباب العاصمة في معاركك .. مع ذلك قدموا لك ما استطاعوا .. وبدلاً من أن تعترف بالفخ الذي أوقعت فيه الأعضاء   وتعتذر لهم على جهودهم وحبهم بالانتماء للمؤسسة.. رحت تحرض عليهم في كل مكان .. وتتوعد بهم .. وتهدد كل من ينتصر لهم .. ملوحا بالثبور وعظائم الأمور لمن يجرؤ على نصرة الحقيقة .. تريد المعارك المعدة لك سلفاً ..متحالفاً مع أصدقائك المعروفين .. الذين ساندوك على الدوام .

       ليس المهم أن تكسب الانتخابات .. المهم أن تكسبها بشرف .. وليس المهم ان تخسر الانتخابات .. المهم أن تخسرها بشرف .. والأهم من الربح والخسارة .. أن يبقى الشرف ساطعاً ..لا أن يتخلى الرابح والخاسر عن الشرف .. وتصبح المواجهة بكاملها بلا شرف .

الاثنين، 21 مارس 2011

لمن نسجل هذا الانجاز ؟؟




خطوة واحدة ويكون الوحدات قد نجح في استعادة لقب بطولة الدوري للعام 2010 .. سبق ان نجح في الفوز بلقبي الدرع وكأس الكؤوس .. خطوة واحدة أيضاً ويكون قد التهم بطولة الكأس .. اذن هي ( الرباعية ) من جديد .. فلمن نسجل هذا الانجاز .. وقبل الغوص في التفاصيل أود أن أسجل الملاحظات التالية :
أقر وأعترف أنه ليس لي فضلٌ لا من قريب ولا من بعيد في تحقيق تلك الرباعية الجديدة .. بل على العكس .. كنت أتهكم وأنتقد جماعتي المصابون بهوس ( الطـُبة ) وتحقيق الانجاز .. وصفتهم وألصقت بهم من التهم والمفردات القاسية في أكثر من مناسبة في المقالات والمواقع .. لكنهم لم يثوروا او يغضبوا لأنهم يعرفون منطلقاتي وأولوياتي فيما يخص الشأن النادوي .. لم تأتي هذه الانجازات من الفراغ .. بل دُفع ثماناً باهظاً من الجهد والعرق والمال .
أما المسألة الأخرى فأنا متيقنٌ من أن هذا المقال سيثير حفيظة الكثيرين ممن يرغبون في ركوب الانجازات والذين يحسنون الصيد في الماء العكر  .. مع أنه لا شأن لهم في ذلك من.. بل ظلوا طوال الوقت يتمنون الخسارة للفريق لعل في الخسارة بعض مما يتمنون  .. فعلى الأقل خسارة تتلوها خسارة تطيح بمدير النشاط ولعلها تأتي بجديد .. وخدمةً للحقيقة أستثني "طارق خوري " من تلك المسألة لأنه ظل على الدوام وفي كل الظروف يحب الفريق .. عاشقاً للفوز الواحد تلو الأخر ولو على حساب أي شيء .
لكن.. يحلوا للبعض القول ان الانجاز قد تحقق بفضل ( فلان و علان ) .. ويطيب للمطبلين والمزمرين تسجيل تلك الانجازات لهذا..؟ دون ذاك.. وبما يخدم رغباتهم ومصالحهم .. ففي الدورة الحالية للإدارة .. ثمة تياران منقسمان متصارعان.. بينهما ما صنح الحداد .. احدهما يملك القرار بالكامل ظل يتعرض للنقد "ظلماً" وبلا مبرر" فريق عزت حمزة " .. والأخر ظلت على الدوام  تعزف له فرق الصداحين "اللحن الابدي"انهم الاحسن.. انهم الافضل..انهم الاطهر.. والحقيقة ان لا شيء من ذلك صحيح  وللغوص في الحقيقة انهم لم يفعلوا  شيئاً ذو قيمة طوال الوقت غير التفرج؟ والدعاء الى الله! بموت مدير النشاط او سجنه على الاقل .. فالذين يملكون القرار.. وتصدوا للعمل في ادارة الشأن الكروي  .. نجزم  أنهم تعبوا وبذلوا جهداً كبيراً ودفعوا مالاً ووقتاً للوصول الى النتيجة ذاتها .. مع ذلك يصر هؤلاء ان الانجاز تحقق بفضل شخص بعينه .. وهذا مجافٍ للحقيقة تماماً .. فالذي حقق الانجاز .. مجلس الادارة.. مدراء النشاط ..مدير الفريق ..الأجهزة التدريبية .. الأجهزة المساندة .. وقبل كل ذلك وبعده   " الفريق " الذي اكتسح كل من وقف في طريقه .
للذين ينظرون لنادي الوحدات كخلاص لأحزانهم واحباطاتهم وهزائمهم .."استفيقوا" .. للذين يودون اختصار الوحدات النادي والمخيم بفريق كرة القدم .. هذا ظلمٌ كبير تاريخاً وحاضراً ومستقبلاً .. فالوحدات أكبر من ذلك بكثير .. وللذين يعشقون " الحديد " فإن ملك الحديد في مصر " أحمد عز " قد سقط وأفل زمانه  .. كونه متورط في كل أنواع " الفساد والسفالة " في الحياة السياسية والاقتصادية في مصر ..حتى اذنيه .. ومصيره الزنزانة برفقة زميله " حبيب العدلي "  .. فالوحدات عبر سنواته الطويلة كان وسيبقى أكبر من فريق كرة قدم.. أكبر من أحلامٍ صغيرة سقفها تحقيق الرباعية .. أو الوصول الى دور متقدم في بطولتي العرب وأسيا .. الوحدات له دور ريادي في الشأن الثقافي والاجتماعي والتربوي .. أيها السادة..بعد كتابة مقالي هذا حاولت ارساله على النت.. لكن النت مفصول   هل تعرفون لماذا؟؟ الفواتير المتراكمة ..  فالديون تكسر ظهر هذا الصرح الكبير.. لدرجة ان ملعبه ومقره الجديد توقف العمل به منذ أربعة سنوات .. لماذا ؟؟ البحث المجنون عن مجدٍ يحققه هذا من أجل ان ينال رضاء الجماهير ولو على حساب المصلحة 
  يعتقد البعض أن المجد الذي يتحقق الان ..هو وليد شخصٍ  أو مرحلة  أو ظرفٍ ما .. الحقيقة أن "الوحدات الرمز " ظل كبيراً منذ نعومة أظافره ..منذ نشأته الأولى .. هو تعبيراً عن حالة الناس الغلابى الذين يبحثون عن الحرية والانعتاق .. من حقنا أن نسأل.. السؤال اللغز والمحير .. من يستحق أن يسجل له ذلك الانجاز ؟؟

الاثنين، 14 مارس 2011

إفادة



اقتيد الموظف ( الغلبان ) بتواطؤ من القوم والمستفيدين والأزلام الى غرفة الاستجواب .. اقتاده ( العسس ) بطريقةٍ خشنة .. فهم معبئون يخضعون بشكل " ألي " للضغوطات والهواتف من علية القوم  .. تحطم الرجل وهو في الاصل مكسور الخاطر بحكم قهر الزمان والمكان .. فقد شب وتربى وكبر وهو يشعر عكس الاخرين .. فلقد تركه والده صغيراً مغادراً الدنيا الفانية .. لم تبخل أمه بالتصدي لمهمتها الجديدة المزدوجة ..  كانت هي الام والأب معاً .. تعمل نهاراً وتعتني بهم فيما تبقى من اليوم ..  الاسرة كبيرة بنيناً وبنات والحمل ثقيل .. رغم قسوة الظروف فقد وجد كل واحدٍ منهم مكانً له تحت الشمس .. تأهلوا جميعاً .. الواحد تلو الأخر.. وغادروا .. راعت كثيراً أصغرهم .. فهو الاكثر بؤساً .. الأكثر فجيعة بفقدان والده .. فحين غادر أباه الدنيا لم يكن هذا الغلام يعي من الأمور شيئاً .

ذهب الغلام الى المدرسة.. تعلم ..أصرت على مواصلة الطريق معه حتى تخرج من الجامعة..شعوره اياه لم يغادره يوماً.. لفقدانه شيءٍ ما .. لا يفتقده الآخرين .. تحسس المشكلة ..انخرط في العمل لمساعدة اقرانه في المأساة .. قدم الكثير .. تعلم وعلمهم الغناء والشعر.. كان ( مظفر ) هو الأبرز في حياته .. ربما لعنصر التشابه .. فالاثنان مسكونين بالغربة .. لم يهتدي الى الطريق  .. اعتنق الفكر الفوضوي .. ارتدى قبعة ( جيفارا ) وكوفية ( عرفات ) اعلاناً منه بإيمانه بقضايا الحرية والإنسان.. المسألة الفلسطينيه لم تكن له الشاغل الوحيد فحسب  بل قضايا الانسان والظلم على هذا الكوكب بأسره.. ازداد تمرداً شارك في التظاهرات طويلاً ..  يهتف .. يصرخ بأعلى صوته .. معبراً عن ما يجول في داخله من سأم من الدنيا القاسية .. تطورت حالته.. أصبح "شيخ الهتافين " ..ظل  يلف حطته السوداء و الحمراء ( لا فرق ) .. فالإقليمية لا تعنيه البته .. فهو عربي ..بل أممي .. رفعوه على الاكتاف مراراً  .. هتف لهذا وضد ذاك .. لكنه لم يقتنع .. لم ترضى دواخله.. نفسه ظلت معذبة ..فجأة.. قرر ان يخُط طريقاً أخر .. ذهب الى منبت رسالة الهدى .. لعله يرتاح .. ويجد الخلاص .. لعله يهتدي طريق السلامة .. رغم المرارة المستوطنه .. أطلق لحيته على طريقة ( بن لادن ) .. مع ذلك احتفظ بالكوفية والقبعة .. لم يستطع ان يغادر البدايات .. مع انجذابه لطريق الهدى .

دفعه بقوة الى غرفة التحقيق .. وقف قليلاً امام المحقق .. رمقه بنظرة فاحصة..انجذب اليه الرجل وخاطبه برفق ( اجلس يا بُني ) .. جلس مطأطأ الرأس  .. رمى كلتا يديه بين ساقيه من هول الرحله ومأساتها .. يحمل ( البكالوريوس ) منذ سنوات .. ويتحكم به الاميون ..يتناوبون على الدوام .. لم يعثر على وظيفة محترمة .. شأنه شأن ( بو عزيزي ) .. تقلب رؤساؤه في العمل .. دائماً كانوا أقل منه معرفةً وإخلاصاً للمؤسسة والناس والعدالة ..  حاول ان يكون على الحياد ومع ذلك تعرض للاضطهاد والتعسف.. طالبوه بالولاء لهم على حساب المصلحة ..اصيب بالخيبة  .. ظل ينفذ  ويطيع الاوامر على غير قناعة لانه لا يملك الخيار ..فهو مجرد " موظف " يتلاعبون به كيفما شاءوا .. المشكله  الذين تسللوا الى مواقعهم في غفلة من الزمن .. ربما عن طريق الحظ  ولأن حياتهم أكثر استقراراً .. لديهم الاستعداد للتقلب والانقلاب في كل الاوقات  نحو من يملك أكثر .. يدفع أكثر .. هو بطبعه لا يستسيغ ذلك الطريق ولا يتقنه .. ظل يفكر ليلاً نهاراً .. بترك العمل  .. لعلني اجد عملاً على الفور  .. فظروفي لا تحتمل المغامرة ولا المقامرة .. و استحوذ عليه قول الشاعر ..   " لا خيلٌ عندي اهديها ولا مالٌ .. فليسعفني" الشغل " ان لم يسعفني الحالُ " .

من جديد رمقه المحقق طويلاُ .. سأله عن الموضوع .. شرح له القصة من بدايتها حتى اللحظة .. استمع اليه  باهتمام.. وباحترام ايضاً.. تلمس المحقق ابعاد المسألة فهو يعرف قدرة و" قذارة" الاقوياء بالتفرد بالغلابى والضعفاء عندما يريدون تحقيق شيئاً ما  ..فالنصف الاضعف لا لزوم له .. الصور و ألأفكار تجول في عقل المحقق ولمعت برأسه الحكمة التالية ( اذا واتتك القدرة على ظلم الناس .. فتذكر قدرة الله عليك ) ولخص الافادة على النحو التالي :
ان للظالم يوماً .. لن يستمر الحال طويلاً .. لأنه مخالف لقانون الطبيعة .

الاثنين، 7 مارس 2011

القوة الأخلاقية

 * نتيجة لرفض الكاتب محاولات تحريف بعض الكلمات في هذا المقال ولعدم قبوله بمحاولة البعض في عرضها بصور منمّقة فقد تقرر عدم نشرها في صحيفة الوحدات.




بالأمس حسَمت قوى الثورة في مصر معركتها الأخيرة مع نظام حسني مبارك المنهار بعد سجال قصير دام أربعين يوماً .. هذا السجال عبّر المصريين فيه عن حالهم بأروع الصور ..والذي اتسم بعمق حضارتهم .. وروعة تاريخهم .. واصالة تراثهم .. لم يستخدم الثوار في مصر العنف المطلق .. أو التخريب والمؤامرات والكذب والإفتراءات .. ضدّ نظام الوراثة في مصر .. بل واجهته إضافة إلى الحقائق بالصيحات .. والشعارات .. والرسوم والمزّيكا .. شارك في الثورة تلك .. النُخبة التي عرفت طريقها منذ البداية .. وحملت شعلة الحرية لأكثر من ثلاثة عقود .. مما ساهم في تراكم الرفض لنظام مبارك في الوجدان الشعبي .. والتي عبّر عنها المصريين بشكل صارخ من خلال ثورتهم .. ثورة 25 يناير .. ثورة الشباب .. ثورة الشعب المصري بكامله.
لقد استجاب المجلس العسكري الحاكم مؤقتاً .. وبعد تلكؤ لكافة مطالب الثوار فشُكلت لجنة لصياغة دستور جديد خلال عشرة أيام .. يواكب العصر .. ويُلبي حاجات المجتمع .. وإعادة بناء العقيدة الأمنية على أساس صحيحة شعارها الأمن في خدمة الشعب .. وليس في خدمة النظام.
لم تنخدع قوى الثورة بالوعود .. استمرت في التعبير عن حقهابالمطالبة .. بالتجمُّع .. والتجمهُر .. والتظاهر في ميدان التحرير في القاهرة .. وميادين وشوارع المدن الأخرى في طول البلاد وعرضها .. استجابت القيادة العسكرية المؤقتة لمطلبهم المُلح بإقالة حكومة «أحمد شفيق» .. وتكليف «الدكتور عصام شرف» أحد أبناء الثورة إنصياعاً لتطلُعات الجماهير وقيادة إئتلاف ثورة 25 يناير .. جاء الرجل بعد تكليفه بتشكيل الوزارة إلى ميدان التحرير ليتعهد أمام الشعب الذي إستوطن ميدان التحرير حتى تحقيق مطالبه .. خاطبهم أنه جاء الى هنا ليؤكد لهم أنه يستمد شرعية بقائه على رأس عمله من هذا الميدان متعهداً أنه سيستقيل ويعود الى ميدان التحرير مُتظاهراً إذا لم ينجح في تنفيذ مطالب الجماهير.
تلكُؤ ومناورات من بقايا فلول نظام بن علي في تونس اعتقاداً منهم أنهم يستطيعون سرق الثورة من أبنائها ومفجّريها الحقيقيين .. بالضحك على دقونهم بأنصاف الحلول .. لكن الجماهير هناك .. ظلّت يقظة .. متحفزة .. مستعدة للتضحية من جديد لإنجاز البرنامج الذي من أجله تفجرت الثورة.
الدم ينزف بغزارة بليبيا وزاويتها .. معظم الأرجاء الأخرى تنزف دماً وقهراً .. لا لشيء .. إلا لأن الزعيم الثائر كما يعتقد .. مصاب بوباءالغباء والصمم .. مدمنٌ للهلوسة .. معتقداً أنه نصف إله .. أرسله الرب لحل مشكلات البشرية.
لقد تخل اليمنيون في الشمال والجنوب عن تخزين القات .. وتفرغوا تماماً .. لإسقاط الدكتاتور الجاهل علي عبد الله صالح .. الذي أوشك حزبه ونظامه المتداعي على الإنهيار شيئاً فشيئاً تحت وقْع ضربات الجماهير الفطنة المصرّة على تطهير البلاد من طاغيتها وحاشيته وأبنائه .. إستقالات تنهال تباعاً من الوزراء والزعماء في حزبه الفاشي .. مُعلنة إنحيازها لليمن شعباً ووطن.
في الشارع الأردني تتصاعد .. وتعلوا أصوات الناس .. الرافضين للواقع السياسي .. والإقتصادي .. والإجتماعي.. المسيرات للأسبوع الثالث على التوالي تنطلق من ساحة المسجد الحسيني الكبير في عمان ومدن أخرى .. رافعين شعارهم المعروف «الشعب يريد إصلاح النظام»
إن تجاهل الواقع والقفز من فوقه لا يعني البتّة عدم وجود «الأزمة» .. ولعل النظام يُدرك أهمية وتواضع الشعارات المطروحة الآن .. إذ عليه إلتقاط اللحظة التاريخية ويُسارع بالتفاهم مع قادة الرأي في بلدنا للوصول الى حلٍ يُرضي جميع الأطراف كي لا تتفاقم وتتسع المُشكلة .. فإن رياح التغيير قادمة لا محالة.
جميعنا ندرك واقعنا السياسي المهتريء .. فبعض النواب المفترض بهم تمثيل الإرادة الشعبية .. «لا نعتقد أنهم كذلك» .. يخرج بعضهم ليشتمون الناس وعلى طريقة «القذافي» .. فشتم الأحزاب .. والحزبيين .. والتهجم .. على أنبل شباب ومناضلي بلدنا .. مؤشر حقيقي وخطير لعدم قُدرة هؤلاء على تمثيل الشعب الأردني .. إن وصول مثل هؤلاء لمجلس النواب قد جاؤا في غفلة من الزمن .. في ظل حالة الفراغ .. والفساد والإفساد المستشرية في بلادنا.



جميعنا نعرف ونكاد أن نجزم أن الإنتخابات الأخيرة قد عبرت عن ذاتها بالرشاوي وإستخدام البلطجة إضافة الى الفراغ .. إن هذا المجلس لم يكن ليستطيع أن يُلبي طموحات أحد .. لذا نُطالب بحلّه على الفور كمقدمة للإصلاح الحقيقي وتكليف لجنة صياغة قانون إنتخابي يتماها مع التطورات السياسية التي تعصف بالمنطقة.
المجرمون .. والقتلة .. والمزورون .. وملفقي التُهم .. قاموا بمحاولة إخفاءجرائمهم بحرق الملفات التي تحمل بصمات إدانتهم إعتقاداً منهم أن باختفاء الملفات تختفي الجريمة .. لكن هيهات فذاكرة الجماهير حيّة .. وعذابات المظلومين خالدة في مكامن الألم .. تُلاحقهم أين ما ذهبوا.
الجماهير تعرف .. تتذكر من أساء إليها .. من دافع عنها .. من ساندها.
لجاحدي حق الشعوب .. في زمن الجماهير .. تنتصر الشعوب بالقوة الأخلاقية .. والقوة الناعمة ..
وسيلاحقكم العار .. قبل .. وبعد أن تلاحقكم الهزيمة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الوحدات «الرياضي»      العدد «713»     التاريخ : 8/3/2011     سامي السيد

ِِالناسك .. والأيادي المرتجفة



يدور "الناسك" كل الارجاء برفقه حواريه معلناً الحرب على كل من يعتقد انهم خصومً له .. فمن اتهامٍ لهذا.. ظن انه  صديقاً له كان يكيل له من المديح بشكلٍ لافت يثير الريبه .. لتبرئة ذاك الرجل الذي  تمسك على الدوام على  انه شيخ المفسدين .. لكن الحال الان تغير وأعلن صاحبنا التوبة .. لبس الأبيض .. أصبح مع الحق .. لله درّه من انسان مطلوب في كل ألازمنه ..من الجميع.. هذا حالنا في نادي الوحدات التقلب بلا مبرر وبلا اسباب سوى المصلحة ومحاولة ضمان الكرسي لا مكان للمبادئ.. ولا للقيم ..على الاطلاق  ..ظلوا يصرخون طوال الوقت حتى بحت حناجرهم بشكل مبالغ فيه .. ومقزز.. ضد الرجل كونه ارتكب معصية بحقهم.. عليه ان يعتذر.. في أماكن عدة .. وأمام الجميع .. وأن ينتقل من مكانٍ الى اخر مكرراً الاعتذار .. بل عليه الخضوع لطقوسٍ كهنية..مع تكرار تلك الطقوس حتى تقبل "توبته " فنحن في زمن "الباباوات" الذين يمنحون صكوك الغفران مقابل اجر او عمل معلوم فحالنا .. كحال الكنيسة في زمن الكهنوت فعلى صاحبنا ان ينطلق من النادي الى جبل الحسين حيث "المحراب" هناك ليعتذر وينحني امام الرهبان والقساوسة .. فالجريمة كبيرة .. لم يستجب الرجل ولم يفعل ذلك ..وأمام المصلحة سقطت التهم المسندة اليه لا ندري لماذا .. ابحكم التقادم ؟ ام تقرباً للمصلحة .. فالرجل صديق صديقهم ولا يجوز اغضابه .. ولا بد من انهاء العداوة .. فالانتخابات على الابواب.. ولا احد يدري ماذا تخبئ له النجوم .
الاشاعات عن الفساد والتزوير تملأ كل الارجاء .. راحت الجوقة تحمل طبولها وهداياها للكاهن الاعظم "القاطن في معبده" على مقربة من الدوار الخامس .. يحملون هداياهم قبل حججهم  لعل الكاهن  يستجيب لهم بحكم أواصر الصداقة و"التوصيات".. لكنه لم يفعل ذلك .. فراحوا يتخبطون .. يضربون اخماسهم بأسداس .. معلنين غضبهم الشديد من ذلك "الكاهن" فلا بد من المزيد من الكذب والتوصيات والهدايا لعلنا نفلح .
مكالمة .. "عراب الجوقة" على الخط.. يبتعد بمسافة كافيه عن تلك الزفة  ولكنه مطل اطلالةً كافية .. حفاظاً على بعضٍ من حياء .. لعله يشعر بداخله ببعض التميز .. فالرجل يقدم نفسه نهاراً قائداً ( زعبوياً) وفي "ليل" لا ندري بماذا يستطيع ان  يقدم نفسه !! فالرجل لحقت به اضراراً جسيمة على الصعيدين المالي والمعنوي ويدرك أكثر من غيره حجم التواطؤ والتلاعب الذي تستطيع ان تمارسه الكهنة .
تحدثنا عن الحق والفضيلة والقوة الاخلاقية .. قال انت تعيش في عالم أخر.. لا تعرف ان كل شيء في بلدنا قد تغير.. ويخضع للعلاقات الشخصية .. والمعرفة ..والنفوذ ..والرشوة .. اما القانون ..والعدالة ..والنزاهة..التي تتحدث عنها .. اذهب معها الى حيث شئت .. الى مدينتك الفاضلة..الموجودة في تلابيب دماغك .. وأردف .. هناك مفاجآت اخرى سنقدمها في الايام الثلاثة الاخيرة "الوقت الضائع" لعلها تفلح في الحاق الاذى الجسيم بكم .. وأغلق الهاتف فرحاً .. قائلاً.. سأعاود الاتصال .
السماء ملبدة بالغيوم .. غيوم التغيير .. لم يتعظ الكهنة .. فامتيازاتهم  أقوى من المصلحة العليا .. أقوى من البلد .. أهم من النظام .. المهم لديهم "علفة شعير" وعلى الدنيا الهلاك .. لا بأس بشيءٍ من "الحنطة".. فالبلد لا تعنيهم اصلاً ..ولا النظام .. نطلق صيحة لعل فيها عظة للمتقين .. والحريصين على البلد والحق ..اذا ما كان لمثلهم اي دور.
الايادي المرتجفة .. والعقول الصدئة .. ظلت طوال.. تجلس ببلاهة على مقاعد "المنصة" تلهث متابعة بعيونها القلقة "الكرة" تغادر حالمةً بالعودة لنفس المكان في الاسبوع التالي .. تلك العقول لم تفعل شيئاً ذو قيمة خلال العامين المنصرمين .. حتى في بيع وشراء اللاعبين .. وتحضير حقائب السفر لتكون جاهزة للانطلاق .. من مكانٍ لأخر .. الهدف ملاحقة الكرة .. أينما حلت وأينما ذهبت .. تُركت "المؤسسة" للعابثين المتربصين بهم للنيل منهم ..بأي طريقة .. بأي ثمن .. بصرف النظر عن الوسيلة .. اكانت حقيقة ام كاذباً .. اخلاقية كانت.. او خلاف ذلك .. لا زال رفاقنا غارقين في الاوهام .. والنار تلاحق أثوابهم .. وهم بعد.. لم يشعروا بحرارة اللهب .
عاد صاحبنا للاتصال من جديد .. مؤكداً ان الواقع غير ما "احلم"  وأن السيد المطلق العلاقات الشخصية.. وطول اليد .. وان اي كلام عن المبادئ والحق والعدالة غير قابل للصرف ..
·        المحسوبية والشلل والفساد ..مهما تعاظمت.. وتفشت .. ستنهار امام ضربات الحق والعدل والضعفاء أمثالي .
·        اما الايادي المرتجفة .. فلا تقوى على الضغط على الزناد .