في فلوريدا .. شاركت أكثر من خمسين إمرأة في مسيرة إحتجاجية .. على قوانين مناهضة للعري في الولايات المتحدة .. وكان منظمو المسيرة .. يتوقعون مشاركة حوالي ألف إمرأة عارية الصدر .. للتعبير عن غضبهن .. وإحتجاجهن إزاء إلقاء رجال الشرطة القبض على النساء اللواتي يظهرن صدورهن عارية في المناسبات التي تقام خلال عطلة الربيع وعلى الشواطئ ..
وقد سارت المظاهرة الإحتجاجية بهدوء ولم تجرؤ أي سيدة من المشاركات على إظهار صدرها خشية التعرض للإعتقال بإستثناء (بيزيوك) منظمة المسيرة وزعيمة الحشد التي تظاهرت عارية الصدر وأعلنت لحظة إلقاء القبض عليها .. لا أريد مطلقاً ان أرى إمرأة أخرى يلقى القبض عليها لأنها عرّت صدرها .. سنناضل من أجل حقنا وحريتنا . فصدورنا ليست عاراً .. صدورنا ليست جريمة ..
في بلادنا .. ثمة أشياء كثيرة .. ومرعبة .. تستدعي الإحتجاج .. والتمرد .. والثورة .. تنهش حياتنا يومياً .. فتحولها إلى مقت مستوطن .. وقهر مستمر .. فقمع الحريات السياسية .. والإجتماعية .. والإقتصادية .. وتغول بوش وجيوشه الجرارة على بلادنا .. وإستباحتها من المحيط إلى الخليج .. وإحتلال العراق .. وتحويله إلى محمية أميركية .. وترويع العراقيين .. وإعتقالهم .. وقتلهم على مدار الساعة .. وتفتيش وترويع النساء والأطفال في العراق ليل نهار على أيدي «المارينز» .. بات أمراً مألوفاً.
أما فلسطين .. وتحويلها إلى محرقة .. ورمي الناس في أتون المعركة بلا دعم أو سند .. وقتلهم المنظم بالطائرات .. والإغتيالات .. وتدمير المخيمات .. والقرى .. والمدن بالدبابات .. غدا أمراً عادياً .. لا يحرك ساكناً .. كذلك فإن زج الناس في السجون والمعتقلات .. من محيط الأمة إلى خليجها .. لمجرد الشبهات .. وملاحقة المجاهدين والمقاتلين العرب في أفغانستان .. وإبادتهم .. وإعتقالهم في (غوانتنامو) بلا تهمة .. مجرد شبهة .. وبدون محاكمة لأكثر من عامين في أقفاص كالقردة دون أن ينبس أحد ببنت شفة .. بات هو الآخر طبيعياً.
نتصل بالاميركان سراً وعلانية .. ندفع لهم من ثروة شعوبنا الكثير .. وننزع اسلحتنا .. ونطأطيء رؤوسنا .. ندفع للفرنسيين والانجليز رشوة .. ولكل من هب ودب .. بحجة استجداء السلام.
كل هذا يحدث أمام عيوننا دون أن نحرك ساكناً.
يداهمني إحساس .. بأنني مجرد «خروف» .. لا حول له ولا قوة .. وأشعر برغبة جامحة في التمرد .. والاحتجاج ..
النساء في فلوريدا يتظاهرن من أجل حرية صدورهن .. بالتمتع .. بالشمس .. والماء .. والهواء .. بدون عوائق ..
ونحن تستباح أوطاننا دون أن نحرك ساكناً ..
أشعر بالرغبة الجامحة في الإحتجاج على طريقة نساء فلوريدا ..
وذلك بتعرية ..... !!!؟؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الوحدات «الرياضي» العدد «361» التاريخ : 16/3/2004 سامي السيد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق