الخميس، 14 أكتوبر 2010

المتمرد

 



لم تستقبل طهران زعيما سياسيا من قبل كما استقبلت الزعيم الكوبي المتمرد (فيديل كاسترو) فقد كانت العاصمة الايرانية احد اهم محطات الجولة التي قام بها الرئيس كاسترو، ذلك ان ايران ومنذ انتصار الثورة الاسلامية شغلت موقعا مهما بين دول العالم المناهضة للسياسة الاستعمارية عامة والاميركية على وجه الخصوص.
زيارة كاسترو لطهران تكتسي اهمية استثنائية وترمز الى ابعاد بالغة الدلالة، لانها ترمي الى استنهاض القوى الدولية المناهضة للسياسة الاميركية بغية تشكيل محور دولي يعيد حالة التوازن المفقودة منذ افول الحرب الباردة وانهيار الاتحاد السوفيتي والمعسكر الاشتراكي
ولان الثورة الاسلامية الايرانية معنية بمقارعة سياسات الاملاء والاستكبار العالمي فقد وجدت من الاهمية بمكان استقبال الزعيم الكوبي بما يمثله وتمثله كوبا وثورتها على امتداد عقود مضت من «حالة» ترمز الى التمرد على العدوان وسياسات التطويع وفرض الارادة الاميركية على الشعوب.
القيادة الايرانية : مرشد الثورة اية الله خامنئي ورئيس الجمهورية محمد خاتمي ووزير الخارجية كانوا حريصين على اظهار البعد الحقيقي و التاريخي لزيارة الزعيم الكوبي كحدث ذي مغزى وبخاصة في هذه المرحلة بالذات، حيث تسعى الولايات المتحدة لفرض شروطها المذلة ومعاييرها الظالمة على مقدرات دول العالم وبخاصة العالم الثالث.
اللقاء الحميم الذي جمع مرشد الثورة (خامنئي) والمعروف بتشدده العقائدي مع فيديل كاسترو المعروف بتمسكه الثابت بقناعاته وايدولوجيته اثار دهشة بعض المراقبين لكنه في الواقع لا يحمل مفارقة ذلك ان الطرفين ينظران الى اللقاء من زاوية  اخرى مختلفة تتصل بمصلحة شعوب الارض ورفع المعاناة المفروضة عليها قسراً.. فايران كما كوبا يعانيان من الحصار والتهديد والملاحقة شأنهما  في ذلك شأن كل دول ومنظمات ومؤسسات  الكون النازعة الى الحرية.. والاستقلال.
كان لقاء فيديل كاسترو مع طلبة جامعة طهران مناسبة هامة لطرح حقائق جديدة قديمة حول امكانية قهر التسلط ... والعدوان الذي ما انفكت الدوائر الاستعمارية تنهجه  ضد المظلومين والمضطهدين على وجه هذه البسيطة وظلت كلمات الزعيم الكوبي تتردد اصدائها امام طلبة جامعة طهران :«النظام الاميركي ضعيف ونحن نراه عن قرب لذلك استطيع ان أؤكد لكم اننا لا نخشى هذا البلد «امريكا» وبإمكان حكومَتي وشعبَي كوبا وايــران تــركيع الولايات المتحدة الاميركية»...


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الوحدات «الرياضي»      العدد «241»     التاريخ : 15/5/2001     سامي السيد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق