أمريكا بكل جبروتها .. وترسانتها العسكرية والتكنولوجية.. وما تملك من آلة للدمار الشامل.. تتغول في هذا العالم .. تسرقه.. تنهبه.. تتطاول على موروثه.. تقتل حاضره ومستقبله.. ومع كل هذا تشرع امامها الابواب .. تستقبل بترحاب.. في عالمنا العربي.. فالعم سام مؤمن وتقي.. وعلينا السمع والطاعة!!
اسرائيل ربيبة امريكا.. ومخلبها في بلادنا.. تمارس القتل والارهاب.. بحق ابناء الشعب الفلسطيني.. وعلى مدار الساعة .. ودون وازعِ او رادع.. ومع كل هذا لا نسمع ولا نرى ولا نتكلم!!
لبنان الذي قدم على مذبح الحرية.. الالاف والذي استبيحت ارضه سنوات.. وسنوات.. نهبت مياهه .. ودمرت مدنه وقراه.. وحقوله ومحاصيله.. ومع هذا لاذ الجميع بصمت مريب!!
كل هذا يحدث امام اعيننا.. ويحفر في ذاكرتنا ووجداننا نهراً عميقا من الاسى والقهر والظلم.. فلا نجد فيه حافزاً للمقاومة والتصدي!!
ثمة خطر داهم .. يهدد البشرية.. مرعب.. دموي.. قاتل.. وملحد ايضا.. انه «البوكيمون».. وما ادراك ما «البوكيمون»؟!!
انه محض لعبة اطفال.. لا حول لها ولا قوة.. تحولت بين ليلة وضحاها الى خطر محدق بنا.. وبالعالم.. يهدد عروبتنا.. واسلامنا .. وتقاليدنا .. وموروثنا.. ناهيك عن اوطاننا ووجودنا؟!!.
طلع علينا عدد من ارباب الافتاء.. في المنطقة العربية.. وربما في غيرها.. يحذرون من مخاطر «البوكيمون».. وسطوته .. ويطالبون بتجنيد الجيوش.. وتجهيزها لمواجهة هذا الوحش الكاسر!!.. انه حدث جلل.. يحتاج الى الاستنفار .. والتصدي!!
قبل عقود خلت.. طلع علينا هؤلاء وامثالهم يحذرون من «الشيطان الاحمر».. الملحد.. الكافر.. «الاتحاد السوفياتي».. وراحوا يعلنون على الملأ بواجب الجهاد المقدس ضده.. ويطالبون بحشد مليارات الدولارات في هذا السبيل.. وقد وظفوا فعلا عشرات المليارات من الدولارات في افغانستان.. وسواها بغية اسقاط هذا «الشيطان».
ومع ان «الشيطان الاحمر».. خر صريعاً.. ليس بسبب اموالهم بالطبع.. وانما لاعتبارات اخرى.. فإنهم لا يفوتون الفرصة.. تلو الفرصة .. للبحث عن عدو وهمي .. يصرف الانظار .. عن عدونا الحقيقي امريكا واسرائيل!!
حكاية لا تنتهي.. وكأن قدرنا ان نتلهى بأعداء وهميين.. كي يظل عدونا.. قويا .. شرسا.. يصول .. ويجول..يقتل .. ويفتك .. ويستبيح.. وينهب .. انساننا .. ومقدراتنا.
ايها السيد القابع في البيت الابيض .. لا تقلق .. فالدم يسيل .. في كل الانحاء.. وعدونا الحقيقي.. «البوكيمون»
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الوحدات «الرياضي» العدد «237» التاريخ : 17/4/2001 سامي السيد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق