تعّج الدنيا بصحافة متعددة الأشكال والألوان .. كل منها يلعب دوراً مرسوماً.. ثمّة صحف تلتزم كما العسكر بإرادة ناشريها .. الصحف الرسمية وكذلك المستقلة التي تصدرها أحزاب وجمعيات أو أفراد إحترفوا المهنة ، فآثروا إصدار صحف خاصة تعكس رغباتهم وتوجّهاتهم السياسية أو الفكرية ..
رئيس التحرير و العاملون، موظفون لدى هذه الجهة أو تلك .. لا يقوى الواحد منهم ان يخرج عن سياسة الصحيفة قيد أنمله ، ولا يستطيع أن يعبر عما يجول في خاطره إلا وفق السياسة المرسومة.
.. الصحافة الرسمية تعمد إلى إنتهاج سياسة ثابتة .. لا تتغير إلا وفق مصلحة الرسميين أنفسهم .. أما الصحافة المستقلة فتجدها تتغير وتتبدل، كما تغيّر النساء ملابسهن (على الموضه الدارجه)...
اصبح عالم اليوم يعج بالصحافة والصحفيين هذا العصر عصر إعلام وتوجيه .. ومن خلال هذا كله يجري طبخ المفاهيم والسيطرة على العامة وفْقاً لمصالح النافذين .. طبقة كانوا .. أو عصابة.
في الغرب ، تلعب الصحافة دوراً هاماً في حياة الناس والمجتمع .. هناك الصحافة الجادة المحترمة والمستقلة، التي تستند إلى الحقائق والوقائع، والتي تبذل جهداً كبيراً في البحث والتنقيب قبل نشر موضوعاتها ، وتنحاز في الغالب للقضايا العادلة ولا تبالي بالثمن الذي تدفعه جراء مواقفها وإلتزامها.
هذه الصحافة هي القادرة والمؤهلة لفعل الكثير في توجيه الرأي العام .. ذلك ان الناس يدركون بحّسهم العفوي دورها، ومدى إلتزامها وصْدقها.
شريحة صغيرة فقط التي تهتم بصحف الإثارة، أما معظم الناس فيتابعون الصحافة المحترمة والملتزمة، بصرف النظر عن إيدولوجيتها وسياستها.
هذه الصحافة هي التي تلعب الآن دوراً محورياً في أميركا .. تنتقد سياسة المغامرة التي تنتهجها الإدارة الأميركية ،التي قادت الأميركيين إلى المستنقع العراقي.. وما نتج عنه من كوراث وويلات.
في بلادنا صحف رسمية وأخرى مستقلة ، معظمها دوريات محترمة تعبّر عن سياسة مالكيها بإلتزام وإقتدار .. تنقل وجهة نظرهم طبْقا للأصول والمعايير والأخلاقيات المهنية.. تؤدي دورها المطلوب لخدمة مموليها ومالكيها دون كذب أو إفتراء على المؤسسات والعباد.
ثمّة صحيفة رياضية أسبوعية.. راحت تمتهن الكذب والبلطجة والإبتزاز والتهديد لهذا وذاك .. وراحت تمتهن الإبتزاز المادي والمعنوي .. تفتعل المشاكل دون مبررات.. وتحاول تسويق ذاتها عن طريق الإثارة .. والإثارة فقط.
هذه الصحيفة ما فتئت تصر على إفتعال الفتن .. تدفع نفسها إلى الوحل .. وطالما نبهنا هؤلاء القائمين عليها وحذرناهم لوقف تلك الممارسات الخطيرة .. وأكدنا على الدور الحقيقي للصحافة الجادة والمحترمة، لكن دون جدوى.. فمن شّب على شئ شاب عليه.
في عالم الصحافة اليوم صحف بيضاء .. وأخرى صفراء .. نحن نفاجأ بوجود شكل جديد .. الصحافة السوداء ..!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الوحدات «الرياضي» العدد «377» التاريخ : 6/7/2004 سامي السيد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق