كلما لاحت في الأفق مسألة .. إنتخابات .. هزيمة كروية .. رائحة خلاف ما .. تعثّر هنا .. وتعثّر هناك .. فجأة يطلع علينا البعض من جحورهم كالأفاعى .. يبثون سمومهم في كل إتجاه .. ينتشرون كالذباب في كل المواقع .. «يشمشمون» ويتجسسون .. يلقون الإشاعات والأراجيف والفتن .. والفساد بين العباد .. ناهيك عن تنصتهم الدائم .. بغية إلتقاط كلمة .. خبر .. يصلح كوشاية .. تثير القلاقل والخلافات بين الأصدقاء والزملاء.
هؤلاء الأشخاص .. يتواجدون بكثرة في كل زاوية من زوايا النادي .. وفي كل ركن من أركان المجتمع .. تحسبهم جراداً .. يأتي على كل أخضر جميل .. فيحيله خراباً سراباً .. مكفهراً يابساً ..
هذه الجماعات لا تعرف اليأس .. ولا التعب .. لا تكلّ ولا تمل .. يُنظر إليها بإحتقار من الأغلبية الساحقة .. تتعرض إلى الصفع دائماً .. تُهزم بإستمرار .. ومع ذلك تظل تدور حول نفسها .. فتنتج الأمراض .. تماماً كالجراثيم والفيروسات ..
هذه الجماعات تتخصص في تزوير الأشياء بدقة وإتقان .. إذ من الإستحالة بمكان أن ينقلوا حديثاً كما جرى في الواقع .. وعلى حقيقته .. وإنما يعملون على قلبه رأساً على عقب .. يتخمونه بالأقاويل والسموم .. والإفتراءات ..
المدربون والعاملون في الحقل الرياضي، كل واحد منهم يعتقد أنه الخبير والمؤهل الوحيد .. المرسل من السماء لتوزيع الخلاص والنصر .. يعضّ بالنواجذ على كرسيه .. يرغب في البقاء إلى الأبد شأنه شأن الحكام والقادة «حتى ولو خربت مالطه» .. كل واحد ينمّ على الآخر .. «وما حدا عاجبه» نميمة وفساد وإفساد .. وشلل لا حصر لها .. وإذا ما فكرت في التصدي لذلك تنفتح عليك أبواب جهنم، ويفيع في وجهك عش الدبابير ..
هم في الحقيقة حفنة .. تحسبهم جيوشاً جرارة لكثرة فسادهم .. ونميمتهم على خلق الله .. لا أحد يسلم من شرهم .. أصدقاؤهم قبل أعدائهم .. يستخدمون كل أدوات العصر من صحافة وإنترنت وسواها من وسائل الإتصال والإعلام .. في سبيل تحقيق أهدافهم .. لا يتورعون عن توظيف كل المحرمات والكذب والنفاق .. والإفتراءات والدسائس .. بغية تحقيق أهدافهم الوضيعة .. وتوزيع الخراب .. وإشباع رغباتهم الشريرة ..
البعض منا .. يقع ضحية دسائسهم .. فتتأذى مشاعره «وبتكْبر في راسه» و«بزعل من أصحابه» .. وتعتريه حالة من القشعريرة والضيق والقرف بسبب الغيظ .. ويتساءل .. تُرى هل أصدقائي حقاً بهذا السوء .. وإذا كان الأمر كذلك .. فعلى الدنيا السلام ..
هذه الحفنة الضالة .. التي لا همّ لها .. سوى الخراب والتخريب .. بات مطلوباً منا اليوم قبل الغد .. عزلها وعدم الإنصات إليها .. وكنسها نهائياً من حياتنا .. وقذفها بـ «الشلوت» .. على قفاها ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الوحدات «الرياضي» العدد «368» التاريخ : 4/5/2004 سامي السيد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق