ثمة رغبة جامحة لدى البعض لجعل أحلامهم بديلاً عن واقعهم .. من حق الناس أن يحلموا كما يحلو لهم .. لأن الأحلام تريح النفس البشرية .. سيما بعد عناء يوم طويل يواجه البعض طوال نهاره المثقل بالهموم والإحباطات التي تأن من ثقلها الجبال .. تلك الهموم تعذبهم وتقهرهم نفسياً وجسدياً .. وتحيلهم إلى حطام في أغلب الأحيان ..
هؤلاء .. يهربون في الغالب .. من الواقع المرير الذي أثقل حياتهم .. ونغص عيشهم .. فيلجأون إلى الأحلام لعلهم يجدون السلوى كي تعوضهم عن القهر والبؤس الذي يواجهون .. ويعانون منه الأمرين على مدار الساعة ..
نستطيع القول ان هذا الأمر يعد أمراً طبيعياً .. لكن أن تهيمن الأحلام على حياتهم وتتغول داخل نفوسهم .. لتصبح حالة مرضية .. فهذا بحد ذاته .. أمرٌ خطير يستوجب المعالجة الفورية .. وبدون تلكؤ أو إبطاء ..
نحن معشر البشر نواجه في حياتنا .. حالات كثيرة من هذه الأنماط العجيبة والمتقلبة .. ترافقنا .. تلاصقنا .. تجالسنا .. تعيش بين ظهرانينا .. وفي كل الأماكن والتجمعات ..
هذه الأنماط الغريبة الأطوار .. أشكال وألوان .. كادحون .. وبرجوازيون .. متعلمون وأميون .. فمنهم «المستعجل» الذي يسعى لصعود درجات السلم دفعة واحدة .. دون مراعاة لحقوق الغير ودون الخضوع لمنطق الأشياء والواقع .. ودون النظر إلى الكفاءة .. والعراقة التي يتحلى بها الآخرون ..
هذا النماذج العجيبة الغريبة المحيرة .. لا ترى إلا نفسها .. فتقع فريسة نهمها ورغباتها .. فتنقلب إلى «طواويس» تسير مختالة فخورة نافشة ريشها المزركش طولاً وعرضاً.
ثمة أشخاص يعانون من عقد دائمة .. وهزائم متلاحقة .. إحساس بالإضطهاد يلاحقهم .. يعذبهم .. يعكر صفو حياتهم .. ومشكلتهم الحقيقية .. أنهم لا يعترفون بالواقع .. يحلقون بالخيال .. يلفون .. ويدورون .. يبذلون ما بوسعهم من جهد لتضليل الآخرين .. بغية خوض معاركهم الخاسرة .. لعلها تصيب هنا أو تصيب هناك .. ولسان حالهم يقول .. نحن لا نخسر شيئاً ما دمنا نقامر بالآخرين .. وندفع بهم إلى التهلكة ..
أنماط كثيرة يزدحم بها المكان .. في الطرقات .. والممرات .. يلاحقونك بإبتساماتهم الصفراء و(خذ تبويس) .. يكتمون على صدورنا وإذا ما واجهتهم بالحقيقة إنقلبوا عليك وأشبعوك لسعاً وقرصاً وشتيمة في مجالسهم .. مجالس النميمة والأحقاد .. ولسنا هنا بصدد ذكرهم واحداً تلو الاخر .. لأن ذلك ليس من عاداتنا .. لكننا نقول بالفم الملآن: من حق الناس .. كل الناس .. أن تأخذ فرصتها كاملة .. دون قهر .. أو مضايقة .. أو تعسف .. إنما وفق شروط اللعبة .. وبإحترام ..
وعلى هؤلاء الساعين من أجل «الفرص» أن يعملوا من أجل نيل مبتغاهم .. وأن يحرثوا الأرض .. وأن يسعوا بين الناس بالحسنى .. والموعظة الحسنة .. وفي التحشيد الهادف والجهد الخلاق .. وأن يبذلوا الإمكانيات وبسخاء .. حتى يجدوا لهم مكاناً تحت الشمس .. لا أن يعتدوا .. ويسطوا على جهد الآخرين ..
«والبيظ بنقلاش بــ .... ط »
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الوحدات «الرياضي» العدد «374» التاريخ : 15/6/2004 سامي السيد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق