فيما كان القيصر يتنقل بعربته الفارهة عبر شوارع (بطرس بيرغ) اطلق عليه النار رهط من الطلاب بقيادة (الكسندر اوليانوف) ، حوكم اثرها (الكسندر) ورفاقه على عجل واعدموا ... ولم يكن (الكسندر) قد تجاوز التاسعة عشرة من عمره.
فيلاديمير (لينين) الشقيق الاصغر لاوليانوف راح يتلمس مشاكل روسيا منذ كان طالبا، واستطاع ان يبني حزبا طليعيا قوامه الطلاب، افلح هذا الحزب فيما بعد بتغيير وجه روسيا والعالم...
اما جمال عبدالناصر فقد تحسس مذ كان طالبا مشاكل مصر والعالم العربي، وراح يخطط لتغيير الاوضاع الفاسدة، وقد نجح في ذلك حين قاد ثورة يوليو عام 1952 وغيّر بذلك وجه مصر والعالم العربي فترة ليست قصيرة من الزمن..
نلسون مانديلا الزعيم الافريقي الاشهر، تلمس مشاكل الاغلبية السوداء من شعبه، التي تعرضت لتمييز عنصري بغيض وسعى بكل جهده من اجل تغيير هذا الواقع المرير قبل ان يشكل حزب «المؤتمر الوطني الافريقي» ويسجن قرابة ثلاثة عقود ويغدو اشهر سجين في القرن العشرين.. استطاع ان يحقق الانتصار ويسقط نظام الاقلية البيضاء العنصري.
ثلاثة نماذج عظيمة من الزعامة التاريخية هي غيض من فيض بدأت نضالها من على مقاعد الدراسة، جميعهم من الطلاب وجميعهم اصبحوا اعلاما تحررية يتحدث عنها القاصي والداني على وجه هذه البسيطة.
هؤلاء القادة العظام ولدوا من رحم الحركة الطلابية المتعاظمة، التي لعبت على امتداد القرن الماضي دورا طليعيا في حياة الامم والشعوب، وهذه الحركة التي احتفظت بدور متعاظم في تحرير شعوبها بحيث اطلق على الحركة الطلابية عن جدارة لقب «ضمير الشعوب» وكانت بحق حركة ثورية اصيلة مثلت رافدا اساسيا للشعوب والاحزاب والمنظمات السياسية فيما بعد.
ويكفي ان نشير الى ان مظاهرات الطلاب العرب المصريين في مواجهة الاستعمار البريطاني مثلت رافعة حقيقية لمجمل النضال الوطني المصري، وفي سبيل تحقيق هذا الهدف سقط عشرات الشهداء.
اما الثورة الطلابية التي عمت اوروبا وكانت بؤرتها فرنسا، فقد لعبت دورا رياديا في تحسين مستوى الحياة للشعوب الاوروبية وهي ذاتها التي اجبرت (شارل ديغول) على الاستقالة رغم ما كان يتمتع به الرجل من شعبية واسعة....
وهنا من حقنا ان نسأل: اين الحركة الطلابية الان؟ لماذا جفت ينابيعها؟! .. هل اغتيلت؟! .. هل تراجع دور هذه الشريحة الاجتماعية الواسعة؟!
لقد كان القرن الماضي بحق «عصر الطلاب».. فلمن «العصر» في قرننا الذي بدأ عامه الاول؟
اجزم بانه سيكون «قرن المومسات»!!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الوحدات «الرياضي» العدد «229» التاريخ : 13/2/2001 سامي السيد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق