ثمة حزن يداهمني... كل شيء من حولي يتغير... نحو الاسوأ... لم تعد الحياة هي الحياة.. لا مكان للشرف و لا للفضيلة... و لم تعد العلاقات هي العلاقات... لم تعد المواقف هي المواقف... التقييمات.. نعم التقييمات لم تعد هي التقييمات... قيم كثيرة راحت تتلاشى مخلفة ورائها فراغا قاتلا و خواء رهيبا يبعث على الاسى...
قبل اشهر تناقلت وكالات الانباء خبر اعتقال (فوزاكو شيغينوبو) زعيمة الجيش الاحمر الياباني غرب اليابان حيث كانت تعيش متخفية تحت اسم مستعار، و قد جاء هذا الاعتقال عقب نصف قرن من الصراع... الاختفاء... الملاحقة... و احيانا الصدام المسلح و قبل ايام اعلن محامي زعيمة الحزب قرارها حل ''الحزب'' لاسباب تتصل بفشل الحزب في تكريس حالة سياسية يابانية و اممية.. و اعلن انه سوف يتم لاحقا تشكيل حزب علني يفي بهذا الغرض...
الجيش الاحمر الياباني تشكل عام 1969في ذروة الاحتجاج العالمي على محاولات الولايات المتحدة الهيمنة على مقدرات الكون... حيث تنامت اتجاهات الحركة الطلابية و القوى الثورية المناهضة للامبريالية التي افرزت بالتالي ''اليسار الجديد'' الذي كان ابرز تعبيراته الجيش الاحمر الياباني...
و كما هو معروف فالجيش الاحمر الياباني منظمة يسارية... اسسها استاذ جامعي عمل في ''جامعة كيوتو'' هو ''تاكايا شيومي'' و كان شيوعيا يابانيا سابقا سئم اساليب عمل الحزب الشيوعي الياباني و كذلك ابدى ملاحظات جوهرية حول سياسة التعايش السلمي التي انتهجها الاتحاد السوفيتي.. فاخذ على عاتقه تشكيل حزب اممي جديد يضرب المصالح الاستعمارية على المستوى الكوني و في مقدمتها مصالح الولايات المتحدة الامريكية.
الجيش الاحمر الياباني لم يكن المنظمة الوحيدة التي انتهجت هذا الخط ...فمنظمة (بادرمايهوف) مثلا تشكلت في المانيا على هذه الخلفية و خاضت حربا ضارية ضد الوجود الامريكي في المانيا و ضد المصالح الامريكية.
الالوية الحمراء ايضا التي اسسها (ريناتوكورشيو) في ايطاليا تصدت لمهمة مواجهة المصالح الاستعمارية و عبرت عن قناعاتها في هذا السياق و دفعت ثمنا غاليا.
منظمات كثيرة اخرى... في فرنسا... في اميركا اللاتينية... كانت تنتشر هنا و هناك تثير الرعب في الاوساط الاستعمارية و تخوض حربا شعواء ضد مستغلي البشر على امتداد هذا الكون الشاسع.
كل هذه المنظمات و كل قيمها و اتجاهاتها و تعبيراتها راحت تتلاشى اليوم... و لم يعد لها من اثر يذكر... فالعالم بات ساكنا لا حراك فيه و الارهاب الدولي المنظم اخذ يعم كل ارجاء المعمورة ......... الفلسطينيون يذبحون على مدار الساعة...
العراق يجوع و يغتصب... كوبا تعاني الامرين بسبب الحصار... يوغسلافيا مفككة.. اميركا تتجسس على الصين ''على عينك ياتاجر'' !!...
انه واقع يبعث على الاسى
و هذا العالم يستحق وسام العار...
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الوحدات «الرياضي» العدد «238» التاريخ : 24/4/2001 سامي السيد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق