ما أن أعلنت نتائج الإنتخابات العراقية .. حتى أطلّ علينا عبر وسائل الإعلام .. غاضباً .. مكفهرّ الوجْه .. مُشككاً ..
وتكاد أن ترى البخار المنبعث من رأسه ، الأمر الذي دفعني لكتابة هذا المقال «شماتةً» بإنحسار نفوذ هذا الطائفي..
قد يتساءل البعض لماذا هذه الشماتة ؟! ... لأنني لا زلتُ أذكر والغيظ يملأ قلبي تصريحاته في الآونة الأخيرة في البيت الأبيض مُمتدحاً قتلى القوات الغازية بوصفهم «شهداء» سقطوا من أجل تحرير الشعب العراقي من الطاغية والطغيان .. «قتلى قوات الإحتلال الأمريكي .. ؟» شهداء ! ..
لم يقف الأمر عند هذه المهزلة .. فهذا الجاحد .. الذي عاش طويلاً في كنف سوريا وحمايتها .. راح في لحظة إنفلات ودون أن يرفُ له جفن .. باتهام سوريا بدعم الإرهاب في العراق .. ويتنكر لها عن كل ما قدمت له .. ويطالبها بتسليم بعض المعارضين من البعثيين المُقيمين على أراضيها .. بذريعة أنهم يقفون خلف التفجيرات التي حدثت في بغداد وسواها مؤخراً.
لقد نسي هذا الجاحد .. أن سوريا لم تُسلّم يوماً شخصاً التجأ إليها .. هارباً من الظلم والتعسف .. والشواهد على ذلك كثيرة .. فمعظم الذين التجأوا إليها وهو في مقدمتهم .. عاشوا معززين مكرمين كما تقتضي أصول الضيافة.
المفارقة هنا .. أن هذا الرجل .. لم يكتفِ بذلك ، وإنما راح يتحدث عن تشكيل لجان تحقيق دولية .. وقامت حكومته برفع شكوى الى الهيئات الدولية بضرورة محاسبة سوريا .. لقد نسي هذا العائد الى العراق على ظهر الدبابات الأمريكية أن دعاة المحكمة وأصحابها قد تخلّوا عنها وهرولوا في اتجاه دمشق .. بعد أن تيقنوا أن التبعية والذيلية لأمريكا وأعوانها لا تقود إلا للهزيمة .. لأن أمريكا لا تُفكر كثيراً في عملائها بل في مصالحها فقط.
صحيح أن قائمة «المالكي» لم تُهزم بحُكم تنامي الطائفية ... بل تراجعت .. ولكن المؤكد أن هذا الرجل الذي استهوته السُلطة سوف يُحاكم قريباً على جرائمه .. وإذا لم يحدث ذلك فإنه سوف يُسحل كغيره من العملاء وعلى الطريقة المعروفة في العراق.
منذ وقت ليس ببعيد إكتشف الجنرال مشيل عون أن السياسة الدولية «لُعبة» في يدّ الكبار ، فأيقن أن اللهاث وراء القوى الكبرى ما هو إلا مضيعةٌ للوقت وخدمة للأجنبي .. وهي مُجرد ملهاة بائسة .. وتبعه مضطراً سعد الحريري .. ورفيقه وليد جنبلاط .. وكل الذين ضلّوا السبيل.
لقد تعاطت سوريا مع الجنون الأمريكي المنفلت عقاله بكثير من الواقعية والحكمة .. لم تنهار .. لم ترتجف .. لم تخضع .. ولم تفرط في سيادتها الوطنية .. وقامت بواجبها كاملاً حيال مسألة الصراع مع المحتلين .. وقدمت كُل عون الى من يرغب في أداء دوره الوطني والكفاحي ، مما أدى الى تقهقُر وإنهزام المشروع الأميريكي في المنطقة.
قد يُقال الكثير من الكلام بحقّ سوريا ؟! .. لكن في السيادة الوطنية .. والتصدّي للهيمنة .. وفي العمل النضالي والسياسي المتزن والمدروس .. والمحافظة على الثوابت .. فإن سوريا تقف في المقدّمة.
وعلى الآخرين التوقف .. والتدقيق مُطولاً قبل أخذ طريق مُغاير لاتجاه الشام .. فطريق دمشق هي «طريق الحرير».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق