يُدرك كل الفلسطينيين «الغلابا» المبعثرين على إمتداد المعمورة ، أنّ مصر كانت وتظل ولاّدة وعظيمة بشعبها البسيط وتاريخها العظيم وأمجادها الكبيرة ، ويتذكّرون دائماً عظماء مصر وقادتها الأفذاذ وفلاحيها وفقراءَها الذين ينتشرون في كل أرجائها.
مصر حفرت بعرق أبنائها قناة السويس .. مصر أشادت السد العالي .. مصر حوّلت الصحاري الى خُضرة يانعة .. وقبل ذلك شيّد المصريون إحدى عجائب الدنيا السبع ، فأهراماتها شاهد جبّار على عظمة ومجد شعبها.
ولا ينسى الفلسطينيون أبناء مصر ، الذين هبّوا دفاعاً عن فلسطين وقضوا شهداء .. أحمد عبد العزيز وسليمان خاطر وسواهما الذين دفعتهم حميّتهم وعروبتهم للقتال من أجل وضع حدٍّ لغطرسة اليهود فوق أرضنا ، فأظهروا للعالم أن ظلماً يُحاك هناك ضد شعب مسالم ، وسط صمت القبور الذي يلفّ العالم بأسره.
محمد أبو تريكة .. أنت كهؤلاءالشجعان .. خرجتَ من وسط الصمت والخذلان .. لم تنم ليلتها وأنت ترى بأم عينيك الإستحذاء العربي والتآمر الدولي حيال عذابات أهلك وأبناء جلدتك ، المحاصرين «المخنوقين» في غزة.
وظللت تتساءل ماذا أفعل من أجل هؤلاء المنكوبين ؟ماذا أفعل من أجل نفسي وعزّتها ؟!
لم تتأخر كثيراً فجاء .. ردّك مدوياً حين إنتصرتَ لمصر بصُنع فوز رياضي كبير ، وإنتصرت لغزة حين نبّهت العالم غير المكترث لمأساة شعب محاصر ، يُقتل يومياً بصمت مريب.
محمد أبو تريكة .. سلوكك هذا ليس عملاً سياسياً كما إدّعى «الكاف» ، سلوكك هذا هو نبض الإنسان فيك ونبض المصريين وإنفعالهم مع نُصرة أخوتهم في غزة.
محمد أبو تريكة .. الإنذار الذي أشهره الحكم في وجهك هو وسام شرف كبير على صدرك ، إنه وسام فلسطين وقلادتها.
محمد أبو تريكة .. لم تعد لاعب كرة قدم متميزاً وحسب ، بل غدوْتَ قائداً عظيماً تعتز بك أمتك من الماء الى الماء.
الإنذار الذي منحك إياه الحكم هو أشرف إنذار يناله لاعب عربي.
محمد أبو تريكة .. كفيّت ووفيت
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الوحدات «الرياضي» العدد «558» التاريخ : 5/2/2008 سامي السيد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق