حاولت الكتابة في اكثر من موضوع ساخن..
عن شعب مصر العظيم..
عن العطاء العراقي القومى اللا محدود..
عن فلسطين شلال الدم..
ولكني .. لم استطع كبح جماح رغبتي في استبدال عمودي الاسبوعي بمقال للاستاذ الصديق موفق محادين «موسم المذابح» عن جريدة العرب اليوم الصادرة بتاريخ (26/01/2000) وتحية الى موفق
سامي السيد
٭ تربط الاساطير القديمة بين دورة الطبيعة ودورة الحياة، فيرحل تموز، ادونيس، اوزيريس، مع مطلع الخريف كل عام ويعودون في نيسان.
ومن مفارقات التاريخ مع الطبيعة، ان تبدو الصيرورة على هذا النحو مرتين، مرة في تطابق الخلق مع الفصول، كربلاء الشيعة وكربلاء الفلسطينيين، ومرة في تقاطع القاتل والقتيل على حجر واحد، دم الفلسطينيين في الخريف وعيد الغفران اليهودي، حيث ينحر الغرباء تكفيراً عن خطايا «الشعب المختار»!!
الموسم واحد ومشترك اذا بين الضحايا والجلادين، الخنزير البري في حالتي ادونيس وتموز، والخنزير الصحراوي «ست» في حالة اوزيريس واليهود في الحالة الفلسطينية.
وغير الاساطير، تخبرنا الايام، ان معظم المجازر التي تعرض لها الفلسطينيون تمت في الخريف.
في ايلول عدوان 1982 والمجازر التي اشرف عليها شارون في صبرا وشاتيلا، واغتيال يوسف الدرة ومحمد صالح الحمد (والد الصديق خالد ابو خالد) 1939.
في تشرين الاول : مذبحة الدوايمة 1948 ، ومذبحة قبية 1953، ومذبحة كفر قاسم 1956، ومذبحة الاقصى1990 ، ووائل زعيتر 1972 ، وصبحي ياسين 1968، وكان اخر القساميين الذين شاركوا في الثورة الفلسطينية الثانية.
في تشرين الثاني، مذبحة خان يونس ومذبحة غزة 1956، واستشهاد القسام 1935، والسعدي 1937 ، وشادية ابو غزالة 1968، وخالد اليشرطي 1970.
وطالما اختار اليهود لشهر تشرين اسرا يلائم جرائمهم وطالما نعرف ان معظم اشهر التقويم الميلادي يوليوس، اغسطس، مارس.. الخ، مسجلة باسم اباطرة وقتلة الهة وثنية، فهل بوسعنا ان نقترح على الجامعة العربية تغيير التقويم العربي لاشهر هذا الفصل تحديداًك شهر صبرا، شهر كفر قاسم وشهر خان يونس.
الاقتراح ليس مكلفا، مع ان الدم الذي سال كان غزيراً ولا تستوعبه اجندة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الوحدات «الرياضي» العدد «215» التاريخ : 31/10/2000 سامي السيد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق