الاثنين، 18 أكتوبر 2010

راعي الأبرشية



أهلكني صديقي الذي ظل صاحبي مدة تزيد عن ربع قرن .. بأفكاره الغريبة التي يحملها عما ينبغي أن يكون عليه فريق «الوحدات» .. ذلك انه أصر على تقديم بعض المعطيات التي لا تتسم بأي أهمية تذكر .. على حساب المساءل الأهم في عالم كرة القدم .. فهذه اللعبة بالأساس .. جهد موصول .. فنيات عالية .. وتكتيكات أخاذة تنفذ داخل المستطيل الأخضر .. لتحقق هدفاً واحداً .. الفوز وحده .. وما عدا ذلك فهي محض «رتوش» ليس لها أهمية على الإطلاق.
صاحبي هذا (راعي الأبرشية) ومعه مجموعة من المريدين .. ينظرون إلى الأمور على نحو مغاير .. لدرجة انني رحت أعتقد أن الكون .. قد أعد على أساس جديد .. وأن الإصلاح على المستوى الكوني .. يبدأ وينتهي في المستطيل الأخضر.
وللتأكيد على وجهة نظرهم .. وفي معرض المباهاة والإنجازات .. وللدلالة على التطور الذي إستوطن الفريق .. يقولون .. أنظر؟؟!! أنهم يلبسون زياً موحداً .. ويسيرون بإنتظام نحو المطعم .. لاأحد يتأخر  .. يمشون في صفوف متراصة لا إعوجاج فيها على الإطلاق .. وزيادة في الإطراء .. يقولون إنهم يستعملون معجون الأسنان المشبع «بالفلورايد» .. إنهم يحملون حقائب أحضرت للتو وعلى عجل .. خضراء يانعة .. أما «المطرات» فقد أستبعدت لأنها لا تحمل اللون الأخضر .. إذ ينبغي أن يطغى «الأخضر» على كل الألوان.
أعاني من ضيق شديد .. لأن الأمور مقلوبة رأساً على عقب .. فهذا الفهم لا يقتصر على «صاحبي» وحسب .. إنما يشاركه آخرون لهم دور فعال في صنع القرار.
جوهر الأمور مغيبُ عن قصد .. والشكليات هي السائدة .. فمنذ سنوات ونحن في نادي الوحدات .. شعارنا ان البطولة هي الهدف .. وأن على المدرب القادم إلى الوحدات ان يدرك ويضع نصب عينيه تحقيق هذا الهدف .. وإلا فلا مبرر لوجوده على الإطلاق.
حين تسلم المدرب الحالي «الأخضر» .. كان الوحدات فريقاً .. منسجماً .. عملاقاً .. وأحواله «عال العال» وأفضل بكثير مما عليه اليوم .. أما مدرب الحراس .. والذي أتحفنا بوعوده ..  بإستنساخ عشرة حراس بمستوى عامر شفيع .. فقد ذهبت وعوده أدراج الرياح .. ولم نحصد من كلامه سوى الوهم والسراب .. وتجلّت إمكانياته فقط في إقامة الولائم لعلها تساهم في تحسين صورته الباهتة.
أيها السادة .. نحن لا نهدف مما نقول .. إلا تسليط الضوء على الأخطاء .. وها نحن نعلق الجرس .. مرة تلو الأخرى .. ونقول بالفم الملآن .. أن هناك خللاً خطيراً .. يجب إستئصاله .. والفرصة الآن باتت سانحة .. وان أي تأخير .. او تقاعس .. يستوجب  المساءلة وتحمل المسؤولية .. وبالتالي .. إذا لم نتدارك حالة الخراب تلك .. سوف تحل علينا الطامة الكبرى .. وبالقدر الذي نسلط فيه الضوء على السلبيات .. نجد ان من واجبنا أن نحاسب الناس على تلكؤهم وتواطئهم في معالجة الأخطاء .. ذلك أن رؤوساً كبيرة سوف تتطاير جراء إهمالها.
ها نحن نعلق الجرس .. ونسلط الضوء لعل في ذلك عبرة ..
في فمي ماء .. ومن في فمه ماء لا يقوى على الكلام !!! والله غالب.


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الوحدات «الرياضي»      العدد «360»     التاريخ : 9/3/2004     سامي السيد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق